Sep 19, 2019 Jul 10, 2021
لا يوجد شيء يمكننا فعله لتغيير الوضع. لذا عليك تخطِّي الأمر. هكذا ببساطة.
منتقدي الفلسفة الرواقية كانوا عادة ما يتهمونهم بأنهم صارمون أكثر من اللازم، وذوو قلوب قاسية، لا تعرف الحب ولا الرحمة، لأن الرواقيين كانوا يؤكدون أن الحزن لا يجب أن يُترَك له مكان في الروح، ولا بد من طرده والتخلص منه.
اعتقدوا أن الوجود العقلاني المثالي، وهو الحالة التي علينا التطلع إليها، لا يرضخ للحزن أبدًا أمام الموت
اهتم الرواقيون كثيرًا بالتمييز بين ما نستطيع وما لا نستطيع السيطرة عليه. أي إننا لا نملك مفرًّا من تنسيق أفكارنا وسلوكياتنا مع مسار الطبيعة الحتمي
لكن «إبيكتيتوس»، وهو فيلسوف رواقي عاش منذ ألف سنة في روما، يرى أنه لا يجب على المرء أن يكون من دون شعور كالتمثال، وأنه لا بد له من الحفاظ على علاقاته الاجتماعية. وأكد أننا كائنات اجتماعية تختبر الحب بأشكاله المختلفة، مشددًا على أنه إذا وُلد لنا طفل، فإننا لا نستطيع إلا أن نحبه ونرعاه لأن هذه هي طبيعة الأمور، وهذه هي الطريقة التي نمارس بها حياتنا الطبيعية.
يتعارض اللاحزن الذي تروِّج له الرواقية أحيانًا مع الطبيعة البشرية، ومع رد الفعل التلقائي تجاه من نحبهم. وكما يزعم بعض الرواقيين، فإن الفضيلة لا يمكنها الوجود دون المعصية، لأن وجود الحزن يرتبط بوجودِ الحب.
علينا إذًا أن ندع الدموع تنهمر إن حضرت.
علينا أن نعي إمكانية أن نفارق هذا العالم في أي وقت، وأن هذا الأمر ينطبق على كل من نحبهم بصدق. الحياة هشة للغاية، وقابلة للتقلُّب والتغيُّر. علينا أن نعي أننا لسنا خالدين، ولا يوجد شيء يمكن فعله حيال هذا. وكل ما يمكن أن يحدث في وقتٍ ما، يمكن أن يحدث الآن. هذا ما يمكن أن نستفيده من الرواقية. يدعو سينيكا إلى أنه في اللحظة التي نستمتع فيها بشيء ما، علينا أن نضع نصب أعيننا الحقيقة التي نخشاها.
الفكرة لا تعني أن نمنع أنفسنا من الاستمتاع بالحياة، لكنها تذكير بأهمية الحفاظ على النفس، والتسلُّح بالفهم لحماية أنفسنا، حين نصبح وجهًا لوجه مع حقيقة الحياة القاسية: الموت.
*
الحزن على علاقاتك الاجتماعية . مشاعرنا الداخلية تؤثر على نظرتنا للآخرين.
Oct 29, 2021
حالتنا المزاجية قد تؤثر على سلوكياتنا بطرق لا تحصى، بداية من اختيارنا لأطعمة معينة- إذ نُقبل مثلا على الأنواع غير الصحية من الطعام عندما نشعر بالحزن- إلى طريقة تعاملنا مع أصدقائنا.
مرضى القلق والاكتئاب الذين استبدت بهم المشاعر السلبية يميلون أكثر من غيرهم إلى التركيز على مشكلاتهم الخاصة، والانعزال عن الأخرين
فرط التعاطف يزيد من السلوكيات العدائية. وعُرض على المشاركين مواقف فيها ظلم وجور، ثم أتيحت لهم الفرصة لمعاقبة المتنافسين أو العفو عنهم.
قراءة الروايات المأساوية أو مشاهدة أفلام الرعب. فإذا قرأتها أو شاهدتها وأنت في حالة مزاجية سيئة لن تتعاطف مع أبطالها، وستصبح أقل تأثرا بآلام الآخرين، سواء كانت حقيقية أو خيالية.
انفعالاتنا ومشاعرنا، في حقيقة الأمر، لها تأثير بالغ علينا، إلى درجة أن الشعور بالسعادة والرضا قد يخفف من الإحساس بالألم عندما نُصاب بجروح، إذ أن تأثيرها قد يضاهي تأثير مسكنات الألم.
إذا تملكتنا المشاعر السلبية يزيد الشعور بالألم من نفس الإصابة.
الحزن يقلل من التعاطف مع الآخرين
المشاعر السلبية تمنع الدماغ من الإحساس بآلام الآخرين
عدم الاكتراث لهموم الآخرين يؤدي إلى الإحجام عن التبرع للأعمال الخيرية.
*
الصغار يتعمّدون البكاء لتعكير الأجواء الحميمة للآباء .
Feb 14, 2021
الدراسة الصادرة عن جامعة هارفارد الأميركية أنّ الأطفال حديثي الولادة مبرمجون لاستقطاب واحتكار انتباه الأم واستنزاف طاقاتها وشغل كل وقتها، وبالتالي الحيلولة دون إنجاب طفل آخر.
متوسط بكاء الأطفال في الأشهر الأولى من أعمارهم يمكن أن يصل إلى نحو ساعتين يوميا، خاصة خلال أول أسبوعين بعد الولادة.
*
البكاء بين الحزن والفرح
دراسة صحية كشفت أن البكاء الذي يعد تعبيراً عن الشعور بالألم أو (الحزن) وأحياناً تعبيراً عن (الفرحة)، له العديد من الفوائد التي ربما يجهلها الكثيرون، فهو يقي من ارتفاع ضغط الدم وينشط الدورة الدموية، ويقي من الإصابة بمرض السكري.
وفرحت بهذه المعلومة، وحاولت أن أبكي مستعرضاً كل نكبات العالم، ومتذكراً كل أعزائي الذين رحلوا عن الدنيا، ولم أستطع البكاء، وأخذت أعصر عيني من دون جدوى ولم تسقط منهما ولا حتى دمعة واحدة، فقررت على الأقل أن (أتباكى) وهذا ما حصل.
*30/04/2022
Feb 8, 2022
*
إبيكتيتوس، يجب أن يمتلك المرء الحكمة لاتخاذ قرار بشأن ما هو مفيد حقًا، والقوة للالتزام بذلك باستمرار، مع تجاهل أشياء مثل المديح والثروة والسلطة والمكانة الاجتماعية. "لا تتمنى أن تكون قائدًا، أو عضوًا في مجلس الشيوخ، أو قنصلًا، بل أن تكون حرًا؛ والطريقة الوحيدة لذلك هي ازدراء الأشياء التي ليست تحت سيطرتنا."
إبيكتيتوس أن الأشياء الوحيدة التي تستحق السعي إليها هي تلك التي تقع تحت سيطرتنا، مثل الصفات الداخلية كالقناعة والفرح والعمل الصالح والهدوء وضبط النفس. أما البقية فهي مبالغ فيها ويجب وضعها في الخلفية. الثروة والشهرة والتضحية لهم مقابل ماذا الايام دول
فإن الناس يطلقون علينا "خاسرين"، مما يعني أننا أقل منهم. لكن هل الشخص أقل حقًا لأنه يفتقر إلى ظروف خارجية معينة؟ هل الغني والمشهور أفضل من الفقير والمجهول؟
كونك "خاسرًا" ليس أمرًا سيئًا في حد ذاته. إنه ما نصنعه منه. إذا رأينا أشياء مثل الثناء العام، والسمعة، وتقدير الآخرين، على حقيقتها: آراء متقلبة، وغير موثوقة، وغالبًا لا قيمة لها، مبنية على الوهم والمظاهر الكاذبة، وخارجة تمامًا عن سيطرتنا، فقد نجد أنه من الأسهل أن نصبح غير مبالين بها.
كونك من عامة الناس (الخيار الذي يختاره معظم الناس) يأتي بتكلفة: رفاهيتنا الداخلية. ندفع الثمن المطلوب للحصول على ما يعتبر مرغوبًا فيه، مثل الثروة والثناء، مما يعني أننا نتبادل حريتنا وصحتنا وسلامنا الداخلي للمشاركة في سباق الفئران ومواكبة الآخرين.
كونك فيلسوفًا يعني أننا ندفع ثمن عدم امتلاك، أو على الأقل عدم السعي وراء، ما يريده عامة الناس. لذلك، من المحتمل جدًا أن نعيش أسلوب حياة بسيطًا وغير معروف، خاليًا من المتعة الخارجية: في نظر الكثيرين، هذا هو "الخاسر" النموذجي.
لإبيكتيتوس، يضع الفيلسوف الحقيقي دائمًا السلام الداخلي والسعادة فوق كل شيء آخر، حتى العمل والمال والجوع. قد يبدو هذا متطرفًا بعض الشيء، لكن إبيكتيتوس ثابت في تحديد أولوياته لما يعتبره ذا قيمة حقيقية. لكي نكون لا يُقهرون بأي شيء، يجب أن نكون مستعدين لخسارة كل شيء. أي شيء خارجي نتمسك به، حتى أصغر شيء، يمارس تلقائيًا سلطة على حالتنا العقلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق