يهاجم الفيلسوف إدغار موران في مقابلة مع صحيفة لوموند العقيدة الليبرالية و"الهوس بالربح"، ويقول إنه المسؤول في المقام الأول عن "خضوع النظام الصحي لمنطق الأعمال وعن إفقار ذلك النظام".
يأمل موران -الذي ولد في عام 1921- أن يتبلور "مسار سياسي إيكولوجي اقتصادي اجتماعي جديد تحكمه نزعة إنسانية متجددة"، بمجرد انتهاء الوباء.
إعطاء الأولوية للحسابات المالية قبل القيم الإنسانية، وغياب سياسة أوروبية دولية.
ويعتقد موران أن تطورات الاقتصاد الرأسمالي هي التي خلقت المشاكل الكبرى التي يواجهها الكوكب الآن، مثل تدمير البيئة والأزمة العامة في الأنظمة الديمقراطية، وتزايد التفاوت الطبقي وغياب العدالة بين الناس، والتسابق نحو التسلح وصعود الأحزاب والشخصيات الاستبدادية والديماغوجية، مثلما يحدث في الولايات المتحدة والبرازيل.
الصحة أم الحرية؟كان الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري قد أثار موجة من التعليقات والجدل، عندما اعتبر أن جائحة فيروس كورونا المستجد ستشكل مرحلة جديدة في "انهيار الحضارة اليهودية المسيحية" بحسب التحليل الذي قدمه في كتابه "الانحطاط"، وأفاد أونفري بأن هذا الفيروس يندرج ضمن حركة الانهيار.
وتظهر الجائحة بحسب حوار الفيلسوف الفرنسي مع مجلة لوبوان عدم كفاءة رئيس الدولة والحكومة، واعتبر أونفري أن "الاقتصاد الليبرالي جعل من الربح غاية جميع السياسات ومنتهاها، وتساءل لماذا ننتج أقنعة ونخزنها؟، معتبرا أن ذلك جعل الخدمات الصحية حكرا على الأثرياء الذي يستطيعون توفير الأموال للتمتع بها".
في مقابل تلك المقاربات ينتقد أندريه كومبت-سبونفيل الرؤية السائدة في فرنسا التي تعلي من شأن الصحة على حساب الحرية، ويعبر عن خشيته أن "يحل النظام الصحي محل النظام الأخلاقي"، وأن يغرق الجميع في منطق "الصحيح صحيا" كما غرقنا سابقا في منطق "الصحيح سياسيا".
وينقل أندريه كومبت-سبونفيل عن الفيلسوف ميشيل دو مونتين قوله إن "الصحة تمثل ميزة، وربما حتى ميزة عليا، ولكنها ليست قيمة يجب أن تنظم مجتمعاتنا وقراراتنا السياسية".
دعونا نموت كما نشاءفي مقابلة مع صحيفة لوتان البلجيكية بعنوان "دعونا نموت كما نريد"، يناقش كومبت-سبونفيل علاقتنا بالموت، ويدعونا إلى قبول الموت ووضعه في الاعتبار من أجل "العيش بشكل أكثر كثافة" واتباع تعاليم الكاتب الفرنسي المشهور من عصر النهضة ميشيل دو مونتين (توفي 1592) مرة أخرى، قائلا إن "الغرض من الوجود ليس تجنب الألم بل الاستفادة من الحياة والابتهاج بها".
الشباب هم "الذين يدفعون أثقل الضرائب على شكل البطالة أو الديون"، معتبرا أن "التضحية بالشباب باسم صحة المسنين انحراف".
++++++++++++++++++
الصحة أم الحرية.. سؤال فلسفي
ثم تولّدت عن ذلك معضلة أخلاقية كبرى: من ننقذ إذا شحّت التجهيزات ووسائل الوقاية وانعدم الترياق؟ هل نختار فئة دون أخرى، وكلهم مواطنون يفترض أنهم متساوو الحقوق حتى أمام الموت؟ وبأي وجه حقّ نصون فئة ونضحّي بأخرى؟ ثم من يملك حق الاختيار، السّاسة أم الأطباء؟ ومن الذي يقبل أن يمنح الحياة لإنسان وينزعها عن إنسان آخر، ليتقمّص دور الذّات الإلهية، بعبارة هابرماس؟
مختلف الأنظمة الرأسمالية، التي تقدّم الريع على إنسانية الإنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق