الاثنين، 19 فبراير 2024

إجبار المرء لنفسه على الابتسام!.

Oct 4, 2019

البسمة الصادقة لا تعني فقط رفع زاوية الفم إلى أعلى، بل تحدث في الوقت ذاته تجاعيد صغيرة في زوايا الفم، توجد وراءها انقباضات في العضلة الوجنية الكبيرة، وفي العضلة الدويرية للعين. أما البسمة المصطنعة فهي تخضع بشكل متعمد من صاحبها لسيطرة المخ، الذي لا يستطيع توجيه عضلات العين.

إدامة الشعور بالامتنان والتصرف بشكل اجتماعي وإنفاق المال على الآخرين
والتصرف بانطلاق

التحرّر لدى هيغل هو استبدال سيّد من الخارج بآخر من الداخل

كتاب  استعصاءات التنوير العربي بين المأزق والمخرج Jun 30, 2023

الخيبة مؤلمة فالمجتمع الأهلي لا تزال قيمه تهزم قيم المجتمع المدني ، والديمقراطية عجزت عن التوطن وإزاحة الاستبداد متيحة لعبث العابثين بالعباد والبلاد لا رافعة للتقدم و توطين الوعي، والعلمانية بضاعة بعض المثقفين في أحاديثهم بعدما خذلتهم الطوائف والمذاهب والأحزاب السياسية والسلطات.. 

التنوير وتحديد الهوية 

هل نحن عرب أم مسلمون؟ هل نحن أبناء قبائل وعشائر تجمعهم القربى، أم أننا شعوب تجمعهم ثقافات ومصالح وتوجيهات؟ هل للفرد كيانه المستقل أم يستمد كيانه من جماعته القرابية أو العقدية؟ هل ننتمي إلى مجتمع أهلي أم إلى مجتمع مدني؟ هل لدينا إحساس والتزام بالتغيرات التي حدثت لشعوب ما في العالم فتقدمت، أم لا نزال نسير وراء المرياع، شيخ القبيلة أو العشيرة أو الطائفة أو المذهب؟ هل انتقلت قيم الجماعة وتعاضدها القرابى (الشللية) إلى أحزابنا وتنظيماتنا فأعدنا إنتاج قبائلنا وعشارنا داخل هذه الاحزاب فتشرذمت؟

جورج قرم: "الهوية هي ظاهرة اجتماعية بالمعنى القوي للكلمة، وينسى في الأغلب أنها تبنى على تنمية الشعور بالاختلاف مع ما يفترض أنه هوية أخرى. فالهوية تعمل بالاستناد إلى قطب سلبي: رؤية الآخر المختلف إن لم يكن عدوا ".

يقول الكاتب حسن إبراهيم:" إنها فكرة هامة، فتحديد الهوية أمرٌ مرتبط ٌبالآخر الذي نواجهه، وقوة التعبير الهوية عن ذاتها مرتبط بقوة مواجهة هذا الآخر وضرورتها، وتبرز هذه القوة في الأزمات بين أطراف مختلفة الهوية، فأنا بالنسبة للتركي والفارسي والهندي والأمريكي والفرنسي.. الخ، عربي، وأنا بالنسبة إلى العراقي والمصري والمغربي، سوري، أنا بالنسبة لليهودي والمسيحي، مسلم، الخ. 

قد يختفي التفكير في بعض هذه المسائل حينًا ويبرز أحيانًا، حسب الاحتكاك ودرجته أو التحريض أو المصالح أو المشاعر المتولدة عن مواقف.. الخ. وهنا تبرز أهمية الآخر ووجوده وطريقة هذا الوجود وتعبيره سلمًا أو حربًا، صديقًا أو عدوًا، حيث تتقابل الهوية مع غيرها في حدث ومناخ. وتعبيرها يجدده ذلك (ص 141).

هل من السهل على الفرد أو الجماعة ذلك الإحساس بالانبتات من انتماء سابق كان محددا للوجود والكرامة وحصنا ضد الأخطار؟ إن ذلك يحتاج إلى زمن ممتد إذا كان ممكنا. إنها قضية ثقافية مركبة ومعقدة التخلص من حالة كيانية والانخراط في أخرى وكلاهما تحتاج إلى الوقت والجهد .

يصعب على الشعوب وهي في حالة ضعف الخروج من موروثها المعوق مع حاجتهاإالى ذلك.. فمن أساليب الدفاع عن الذات لدى الإنسان المقهور التمسك بالتقليد. يقول مصطفى حجازي: "الإنسان المتخلف كالمجتمع المتخلف سلفيٌ أساسًا. يتوجه نحو الماضي ويتمسك بالتقاليد والأعراف بدل التصدي للحاضر والتطلع إلى المستقبل. وتزداد السلفية شدة وبروزا بمقدار تخلف المجتمع، وبشكل يتناسب طردا مع درجة القهر التي تمارس على الأنسانية فيه".

 حيث شعر الناس بالإستلاب الحضاري من قبل القوى الاستعمارية ،ماجعل الناس يتوجهون نحو التراث لاستعادة التقاليد.

التنوير والغطاء العلماني

يقول الكاتب حسن إبراهيم:"إننا نثير الجوانب الفكرية المقنعة ، لكنها عند التطبيق تبدو غير ذات فاعلية فهي لم تتأسس جيدا في مجتمعاتنا وقد يظن بعضا من يثيرونها أنها أصبحت جزءا من البنيان الفكري المولد للنشاط السياسي وفي أوطاننا، ونتوهم أنه لا تراجع عنها. حتى إذا جاءت لحظات اختبار وجدنا أن الماضي يعصف بالحاضر، فلا عقلانية، ولا تمكين ديمقراطية للدولة ولا إيمان كافيا بالهوية الوطنية والمواطنة ولا التزام بالقوانين ولا انتصار بالحرية ضد الاستبداد ولا ديمقراطية ولا التنمية وصولا إلى العلمانية كل ذلك لم نجده راسخًا وخابت ظنوننا في أكثر المواقع وتبيين أن يقيننا حديث الخرافة لدى أعداد غير عقلية. فقد كان كل ذلك طلاءً براقًا وخادعًا استخدم للتمويه (ص 176).

العلمانية اللينة غير الصلبة وغير الجزئية والكلية التي تستبعد الدين عن ميادين السياسة وإدارة الوطن. والدعوة الانفعالية إلى الإلحاد ـ كما مر ـ قد تنتج عن الشعور بالحاجة التغيير السريع العميق وقد تأتي بمردود عكسي فالتشنج قرين الجهل والتسرع في هكذا ميادين.

كيف يكون تقدم الأوطان وهي مفتتة إثنيًا وطائفيًا ومذهبيًا، والتفتت أو التنوع بدل أن يكشف عن غنى طالما مثلنا له بأن اللوحة ذات اللون الواحد لا تكون جميلة بل لا يصح أن تكون لوحة أساسا، فالجمال يقتضي التنوع وأن تضج الألوان، لكن بتناسق، كذلك الأوطان.

حقوق انسان ومجتمع مدني 

فالعلمانية مطلوبة والدين مطلوب، والعلمانية مرفوضة في الدين والدين مرفوض في العلمانية، وهما مقبولان في مناهج بعضهما أحيانا. هناك من يعترف أن العلمانية لا لزوم لها في الإسلام الذي لم يعرف كنيسة، وهي مشكلة مصطنعة، وينتقدهم محمد عابد الجابري على رؤيتهم، لكنه يعود إلى تبني الرؤية ذاتها. وهكذا يظهر تردد المثقف وحذره وعدم وضوح رؤيته.

التنويريين مثل طه حسين والكواكبي، فخوف طه حسين من استخدام أو توظيف الدين في خدمة شرعية الدولة، واستخدام المقدس استخداما أرضياً وضعيفاً في خدمة الأغراض الدنيوية الدنيئة، دفعه  إلى طلب فصل الدين عن الدولة، وقد مثل الكواكبي في رأيه لحظة من لحظات الشجاعة في الثقافة الوطنية النهضوية سابقة لطه حسين . وهذان النموذجان يمثلان جذرين أساسيين لأي مشروع تنويري عقلاني نقدي يستهدف تغيير العقل والمواقع معاً، كبعدين أو عميقين لثقافتنا الوطنية القديمة .

 المجتمع المدني غير المجتمع الديني، في حين أنه قد يفهم بأنه غير المجتمع العسكري.

فالدولة البريطانية علمانية ومع ذلك فالملك فيها رأس الكنيسة.


الخميس، 15 فبراير 2024

العنف الأسري *************

May 27, 2020

أكدوا الحاجة لترسيخ الأخلاق.. خبراء ومتخصصون
العنف الأسري وعقوق الأبناء جرائم أسرية تزلزل كيان المجتمع

الدكتور عبد السلام الوايل -أستاذ مساعد بقسم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض- أن أسباب تزايد المشكلات الأسرية عديدة ومتشعبة بالطبع، ثمة أسباب تتعلّق بالعنف الأسري تختلف عن تلك المتعلقة بعقوق الوالدين. ففيما يخص العنف الأسري مثلا تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً في ذلك، الأطفال الذكور الذين كان آباؤهم يمارسون العنف مع أمهاتهم أكثر ميلاً لممارسة العنف مع زوجاتهم عندما يكبرون.

 يكثر العنف الأسري في ثقافات ويعاد إنتاجه عبر الأجيال. ويمكن لأسباب أخرى، مثل: الفقر والبطالة، أن تلعب أدواراً.

الأسرة محضن وحصن الإنسان السوي المتوازن، تغذي نظام الأمن والأمان الجسدي والنفسي، وفيها تسكن النفوس وترتاح الأجسام، وينعم الأفراد بالمحبة والمودة والدعم لمواجهة تحديات الحياة، والرحمة والتعاون والاحترام المتبادل، لكن حين تفقد خصائصها ويختل توازنها، قد يتحول هذا الصرح إلى ساحة عنف، قد يكون جسدياً ويشمل أنواع الضرب والركل والصفع والدفع أو الخنق أو بالسلاح والعنف أثناء الحمل، أو نفسياً كالسب والشتم والإهانة وكثرة اللوم والتشهير، أو التهديد والمعايرة، أو المراقبة أو الحبس في المنزل، أو التهديد والإذلال والإهمال.

كما قد يتجلى العنف في الغيرة المرَضية المفرطة، وقد يكون أيضاً جنسياً كالتحرش والإجبار على ممارسة العلاقة الزوجية بالقوة والعنف، أو باتخاذ وضعيات جماع محرمة أو مؤلمة، أو الاعتداء والإجبار على تناول الكحول أو المسكرات، أو يكون اقتصادياً كالحرمان من الحقوق المالية أو التحكم في صرف الأموال واختيار الأماكن والملابس والأكل وغيرها من الممارسات المرَضية التي لا يسندها مبرر شرعي أو قانوني، بل ترفضه الفطرة البشرية وتعافه الأنفس الإنسانية السوية.

الفقر والمرض والجهل

الظروف الاقتصادية والتداعيات الاجتماعية والنفسية للفيروس والتي ساهمت جميعاً في تصاعد وتيرة العنف في أجواء متوترة تسود البيوت،

*

المرأة تؤثر الصمت خوفا من المجتمع أو حرصا على الأبناء إذا كان المعنف الزوج، وضعفا إذا كان المعنف الأب أو الأم

أطلقت نساء كويتيات مبادرات ذاتية لحماية المرأة من العنف الأسري، وتوفير الحماية والمأوى لهن إلى أن تسن الدولة قانونا فعالا لردع كل من يخالفه ويتعدى على المرأة جسديا أو نفسيا، أو لفظيا أو ماديا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وبعد نضال عدد من الناشطات الكويتيات وجهات مجتمعية لحماية المعنفات، افتتحت وزارة الشؤون الكويتية دار الاستماع والإيواء لحماية المعنفات، إلا أن الدار كانت دون مظلة قانونية.

وكانت المشكلة تكمن في عدم وجود قانون رادع يمنع العنف الأسري أو التعرض للمرأة بالإيذاء، ويعاقب كل من يقدم على ذلك، فظلت الدار خالية ولم تحقق أي جدوى من إنشائها.

 قانون الحماية من العنف الأسري، في خطوة مهمة للحماية من جميع أشكال المعاملة العنيفة والمسيئة سواء الجسدية أو النفسية أو الجنسية أو المالية بالفعل أم بالامتناع عن فعل والتهديد بها، مما قد يرتكبها أحد أفراد الأسرة ضد فرد أو أكثر منها، وفق الأفعال أو الجرائم المنصوص عليها في التشريعات الوطنية كافة.

”لا تغضبي زوجك كي لا تتعرضي للضرب”، وهي من الدعابات التي تعكس مدى قصور القوانين رغم تقدمها في حماية المرأة من العنف المسلط عليها من زوجها ومن أفراد عائلتها في الكثير من الأحيان.

تؤكد السلطات التونسية أن عدد الشكاوى المتعلقة بالعنف الجسدي واللفظي ضد النساء تضاعف خلال فترة الحجر بين مارس ويونيو 2020. ولا يزال المنحى التصاعدي مستمرا.

*

Mar 8, 2021

القانون يستهدف حماية الشرائح الضعيفة في المجتمع مثل الأطفال والنساء، علما أن العراق تسوده المفاهيم القبلية ويوصف بأنه مجتمع ذكوري.

يواجه القانون اعتراضا من قبل التيارات الإسلامية المتحكمة في العملية السياسية منذ عام 2003 التي ترى أنّ إقرار القانون لا يتماشى مع الإسلام، بل هو نسخة من قوانين غربية تشجع الفتاة على التمرد، وذلك لوجود بنود في القانون تتيح للفتاة أو المرأة الحصول على راتب يعينها في إكمال حياتها واستقلاليتها وتوفير مأوى لها.

وقال زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي مثلا إن “قانون العنف الأسري ليس من أولويات الشعب العراقي” واصافا إياه بـ”المشروع الذي سيفكك الأسرة العراقية”.

البرلمان العراقي يشرع قانون العنف الأسري #تويتر #العراق #كذبة_أبريل

العُنف الأسري جريمة وليس شأنا عائليا!

* Apr 6, 2021

تدرك الحكومة المصرية صعوبة القضاء على العنف الأسري تجاه المرأة بالتشريعات وحدها. فرغم تغليظ العقوبات إلى الحبس بحق الآباء والأزواج حال التعرض للسيدات بأي أذى نفسي وجسدي، تعكس المؤشرات زيادة في الاعتداء على النساء في ظل قناعات راسخة لدى الذكور بأن العنف السبيل الأمثل لتقويم سلوك النساء.

لجأت وزارة التضامن الاجتماعي مؤخرا إلى سياسة الطبطبة على قلوب النساء اللاتي يتعرضن للعنف الأسري من خلال التوسع في افتتاح دور الرعاية الاجتماعية التي تستهدف استضافة المعنفات عائليا واحتوائهن نفسيا وعلاجهن وتوفير الإقامة لهن لحل مشاكلهن والبحث عن حلول جذرية للأزمات الأسرية المتكررة.

*

عالمة الاجتماع سمية نعمان جسوس أن الرجال المعتدى عليهم كانوا موجودين دائما في كل المجتمعات “بما في ذلك مجتمعنا، سواء في المدينة أو في القرى”، مشيرة إلى أن المجتمع شهد العديد من التحولات التي حطمت هذا الطابو ومكنت النساء من سلطة أكبر على المستوى الأسري.

وسواء كانت متعلمة أو أمية، ترغب المرأة اليوم في أن تعيش بطريقة عادلة في إطار علاقة متناغمة مع الزوج. لم تعد المرأة تأتي إلى حفل الزفاف مطأطأة الرأس وخاضعة، لكنها تسعى إلى إرساء علاقة ‘رابح – رابح’ مع الزوج”.

الرجل المغربي “المتمسك بامتيازاته الثقافية، ليس مستعدا بعد لهذا التغيير”، وهو ما يخلق استعدادا مسبقا بين الزوجين لنشوب الصراع.

تابعت أنه عندما تتم إدارة الخلافات بشكل سيء، يمكن أن يصبح الشخص، سواء أكان رجلا أو امرأة، عنيفا بالفعل.

الرجل المُعنَّف يجد نفسه أسيرا للذكورية التي يفرضها المجتمع، ويمكن أن يلتزم الصمت طويلا ويحاول تقليل آثار العنف الجسدي والنفسي الذي تعرض له

 إلى جانب التغيرات المجتمعية، هناك عوامل أخرى يمكن أن تدفع بالمرأة “هذا الكائن الناعم” إلى أن تصبح عدوانية.

*

باحثون يحذورن من تجاهل العنف الأسري ضد الرجال

Aug 3, 2020


 خبيرة ألمانية بزيادة الاهتمام بموضوع العنف المنزلي ضد الرجال، وقالت إن من المحتمل أن تكون الأعداد الحقيقية لحالات تعرض الرجال للعنف المنزلي، أعلى كثيرا من الأعداد الرسمية.

العنف ليس حكرا على الأزواج فقط بل هناك الكثير من الزوجات اللاتي يمارسن العنف الجسدي والنفسي ضد أزواجهن

وتوصلت دراسة تونسية أنجزتها “الجمعيَّة التّونسيَّة للنّهوض بالرّجل والأسرة والمجتمع” إلى تَعرض نحو 10 في المئة من الأزواج في تونس إلى العنف الجسدي، و45 في المئة إلى العنف اللفظي والنفسي، وفي مجملها تستهدف أساساً الحَطّ من كرامته ورجولته.

الرضا يزيد جودة العلاقات الزوجية

 أساليب المزاح الشريرة مع وجود إشارات خاطئة تشير إلى وجود مشكلة في العلاقة الزوجية.

نجاح العلاقة الزوجية يتحقق عندما يعتقد شريك الحياة أن الطرف الآخر ملتزم تماما.

الشعور بالتقارب والتقدير والرضا الجنسي

 الرضا في العلاقات الزوجية له آثار مهمة على الصحة والرفاهية وإنتاجية العمل.

*

 مشروع قانون «ضرب الزوجات» ليس «خرابا» للبيوت


1/2021

 عقوبة من يعتدى بالضرب على زوجته تصل إلى الحبس 5 سنوات
جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية نهت عن الإيذاء البدنى والنفسى للمرأة
- السلطات السعودية أقرت أنظمة حماية من العنف الأسرى بالحبس والغرامة
- السخرية من القانون على السوشيال ميديا دليل على تفاعل الناس معه واهتمامهم به

 ضرب الزوجة يسبب لها أذى نفسيا، وينعكس سلبا على الأسرة والأطفال، والضرب لا يزيد

فالزواج شراكة وليس صراعا بين الرجل والمرأة،

الخط الساخن - 15115 - لتزويد المرأة بالمشورة والدعم النفسي والقانوني عند مواجهة أي شكل من أشكال العنف


 Jul 26, 2021*

ضرب الأزواج


 مجلس النواب المصري يتحركون لتغليظ عقوبة عنف أحد الزوجين ضد الآخر في ظل انعدام قدرة التشريعات الراهنة على وقف الاعتداءات بين الأزواج التي تزايدت خلال الأيام الماضية، حيث يرتبط الأمر بالتربية ونظرة الطرفين للعلاقة الزوجية بشكل عام ومن له حق فرض الكلمة على الآخر.

النظرة الذكورية في المجتمع والخوف من التعرض للتنمر والتعليقات التي تحط من كرامة الرجل باعتباره أخفق في الحفاظ على رجولته وصمت عن تعرضه للأذى من شريكة حياته.

 التشريعات الموجودة أنصفت المرأة وفرضت عقوبات صارمة على الرجل إذا اعتدى عليها بالقول والفعل، لكنها أغفلت وقوع نفس الأذى من جانب شريكة حياته ولم توفر مظلة تشريعية لحمايته، وهو ما جعل البعض من الرجال يصمتون عن التجاوز الحاصل في حقهم.

ما جعله يضطر إلى ضربها لإثنائها عن تصرفاتها التي لا تتناسب مع كيان المرأة كأنثى ضعيفة لطيفة لا تعرف طريق العنف. ويخشى محمود الاعتراف لأقاربه وعائلة زوجته بأن الاعتداء عليه كان سببا في الرد عليها بنفس الأسلوب خوفا من الفضيحة ونعته بتوصيفات جارحة تهز كيانه.

الغربيب ان تحرش راجل براجل واعتداء مرأة علي رجل 

أقر مجلس النواب المصري تعديلات قانونية قبل خمس سنوات منحت الزوجة حق مقاضاة شريك حياتها إذا اعتدى عليها بشكل يلحق الأذى بها، وبلغت العقوبات حد الحبس لمدة تصل إلى ستة أشهر. لكن ذلك لم يكن كافيا لمنع العنف داخل الأسرة، ووصلت الجرائم إلى مستويات قياسية بعد التسبب في عاهات مستديمة للكثير من النساء.

ويرى معارضون للعنف بين الأزواج أنه يصعب وقف حلبات المصارعة بين الزوجين بتغليظ العقوبات الموقعة على المعتدي، لأن ذلك يتطلب من الضحية أن تكون مستعدة لانهيار العلاقة الزوجية وهدم الأسرة طالما لجأت إلى قانون يهدد الشريك بالحبس، كما أن احتماء أحدهما بالقضاء يعرضه للعار.

وما زالت الكثير من الأسر تميل إلى حل الخلافات الزوجية وفق الأعراف والتقاليد من خلال الجلسات الودية بين أسرتي الزوجين مهما كانت حدة الاعتداء اللفظي أو البدني.

أهمّ معيار لوقف العنف الأسري هو تغيير نظرة الزوجين إلى بعضهما البعض

قد يكون ترهيب أحد الزوجين بعقوبة مشددة إذا كان دائم الاعتداء ضرورة ملحة ولو من باب التخويف، لكن واقعيا لا يمكن استخدام القانون سوى في حالات نادرة، مثل الضرب المبرح وإحداث عاهة أو تعريض الحياة للخطر، وهي تصرفات يصعب معها استمرار العلاقة الزوجية.

الرجل الشرقي بطبعه يرفض الشكوى للأقارب أو المؤسسات الشرطية والقضائية من تعرضه للضرب، والمرأة التي تتعرض للأذى باستمرار قد تكون راغبة في استكمال العلاقة خوفا من الطلاق، لأن سجن زوجها يترتب عليه وصمها أسريا وعدم زواجها مرة أخرى باعتبارها امرأة متمردة وخارجة عن الأعراف.

لا يمكن أن تكون العلاقة الزوجية قائمة على الندية وفرض وجهة النظر الخاصة وتعامل الرجل مع المرأة ككائن تابع ومعاملة الزوجة لشريكها كما لو كان “مجرد رجل في المنزل”، لأن التربية على هذا الأساس مدمرة لأي علاقة.

هناك ثقافات غريبة أصبحت دخيلة على الكثير من الأسر، تقر بضرورة أن تكون هناك ندية، وبعض الأزواج صاروا يتربصون ببعضهم البعض، وهذا يرتبط بالتربية والنشأة، فهناك من يربي ابنه على أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وإذا عصته الزوجة يربيها وفق ما تربى عليه، وهناك من يربي ابنته على إظهار العين الحمراء للرجل من البداية حتى لا تكون أشبه بـ’جارية’، وكلها تصرفات خاطئة”.

العنف الزوجي لن ينتهي بالتشريعات القانونية مهما بلغت صرامتها، فالعلاقة سوف تنهار ولا بد من البحث في أسباب اللجوء إلى التصرفات السلبية من الطرفين، ومحاولة إيجاد التوافق بين الشريكين على آلية إنهاء الخلاف دون تصعيد أو إهانة لفظية بحيث يكون بين الزوجين دستور في حياتهما يضمن استقرار العلاقة.

ساعدت فتاوى بعض رجال الدين في تكريس العنف بين الزوجين داخل الأسرة الواحدة، فهناك أصوات فقهية أباحت دفاع المرأة عن نفسها حال تعرضت للاعتداء، وأخرى منحت الرجل حق تأديب الزوجة بالقوة إذا شعر بأنها بدأت تخرج عن طوعه ولا تستجيب لأوامره، وهو ما رسخ لدى الكثيرين فكرة أن الإهانة مشروعة طالما توافرت الأسباب والدوافع والمبررات.

يصعب فصل التصعيد بين الزوجين عن تفنن وسائل الإعلام في تحويل العنف بين الزوجين من مجرد حالات فردية إلى ظاهرة أسرية ونشر قصص واقعية لامرأة انتقمت من شريكها أو اعتدت عليه بالضرب والسباب، والعكس صحيح أيضا، ما أقنع الطرفين بأن فكرة الاعتداء نفسها موجودة ومطلوبة وربما ضرورية لتأديب الطرف الذي يستحق هذا التصرف.

الصراع بين الزوجين يصعب وقفه بتغليظ العقوبات الموقعة على المعتدي، لأن ذلك يتطلب استعداد الضحية لهدم الأسرة

وتكمن المعضلة الكبرى في أن الطرفين (الزوج والزوجة) يستمدان خبرة التعامل مع بعضهما البعض من الأقارب والأصدقاء، أي بطريقة عشوائية، ويطبقها كل طرف على شريكه دون مراعاة لخصوصية العلاقة وشكل المشكلة في ظل غياب الوعي الإعلامي والثقافي والديني بالطريقة التي يجب أن تكون عليها الحياة بين الزوجين.

توعيتهم بأبجديات العلاقة الزوجية في كل مراحلها لتجنب الخلافات التي تقود إلى العنف، على أن يكون ذلك من خلال مناهج تعليمية عصرية وتطبيق فكرة اجتياز الدورات التدريبية قبل الزواج كشرط أساسي ليدخل كلاهما العلاقة بوعي وفهم.

تغليظ العقوبة ضرورة حتمية فيجب مراعاة خصوصية العلاقة الزوجية في مجتمع شرقي يقدس العادات والتقاليد والأعراف ولا يسمح لأي طرف باللجوء إلى القضاء كنوع من الانتقام من المعتدي لفظا وفعلا، ما يتطلب إطلاق مشروع توعوي يُقدس العلاقة بين الشريكين ويوعّي كليهما بكيفية التصرف عند حدوث مشكلة قبل أن تُحل بالعنف المتبادل.

Aug 3, 2021
Oct 20, 2021

العنف كأساس للقيم الأسريّة

ونشر فيديوهات راقصة وصورًا لهنّ. شيءٌ تفعله الملايين من النساء حول العالم وفي مصر نفسها
بملابس يراها البعض "غير محترمة."

 تتجاوز حدود المقبول اجتماعيًا من الشابات والذي هو قائم على اعتبار أجسامهنّ ملك للأسرة وللمجتمع ولا يحق لهنّ الظهور بها إلا بشروطهما وتحت اشرافهما. هذه الشروط يُشكلّها عدة أركان، منها الخطاب الأبوي الذي يُملّك أجسام النساء للمجتمع، ومنها خطاب التفريق والتمييز بين نساء "محترمات" لأنهن يتصرفن وفقًا لهذه الشروط، وأخريات "غير محترمات" لأنهنّ لا يلتزمنّ بها. وفي ذلك التفريق درجة من العنف المسموح به. فمثًلا، يتساهل المجتمع مع العنف الواقع على النساء ويباركه ويعتبره مستحقًا إن كان يصنفهنّ "غير محترمات" ويعتبرهنّ سببًا في أي انتهاك يحدث لهنّ. تُعرف هذه التركيبة بوصمة الفسق (Slut-Shaming).

لا نسمع عن أب أو أم عنّفوا أبناءهما وتم اتهامهما بالتعدّي على قيم أسرية. لكن أغلب مَن يتم اتهامهم بالتعدّي على القيم الأسرية هنّ نساء وشابات وفتيات. يرجع ذلك إلى الاعتقاد السائد بأن النساء هنّ شرف العائلة ومن خلالهنّ يتم الحفاظ على الأسرة، ومن ثَم المجتمع والدولة

 الحب والدعم غير المشروط الذي نحتاجه لنبني أنفسنا، هوياتنا، وشخصياتنا. من الأسرة ننطلق نحو المجتمع تملؤنا الثقة بالنفس والانطلاق.

الحقيقة المجتمع والقانون هما أساس الأسرة وليس العكس

 كيان سلطوي يُهيمن فيه الآباء والأمهات على الأبناء برعاية الدولة. ماذا عن الحب؟ عن الدعم؟ عن الأمان؟ لا شيء يُذكر. قلة قليلة من الأسر تدعم أبناءها وبناتها في مواجهة المجتمع ويتعرضون للنبذ الاجتماعي تبعًا لذلك. أما الأغلبية فتقدمهم قرابين طاعة للمجتمع، علّه يقبلهم "كأسرة."

 تعريفًا واضحًا غير قائم على شرعنة العنف وتقنينه. هيّا بنا نُعيد تعريف الأسرة ككيان داعم وليس كأساس للمجتمع

عندما نقول "قيم" لا نعني العنف والعقاب، ولا نعني فرضها بالقوة إن لم يتم الاعتداء بشكل مباشر على آخرين/ات. إنما نعني أسس واضحة للتعامل بين الأفراد دون المساس بحقوقهم/ن المدنية وحرياتهم/ن الشخصية. ما حدث ويستمر في الحدوث هو اعتداء على حريات هؤلاء الشابات، وعلى حقهنّ في الظهور بما شئن طالما لم يجبرنّ أحدًا على شيء. اعتداء باسم الحفاظ على القيم الأسريّة، وترسيخ للعنف ضد النساء اللاتي يُعتقد أنهنّ المسؤولات عن صلاح وفساد المجتمعات.


السبت، 3 فبراير 2024

طيف إسطنبول يثير ضجة فكرية في تركيا الدين والعلاج النفسي **************

Dec 18, 2020 . Aug 25, 2021 Jan 22, 2022 Mar 9, 2022

 يسلط المسلسل الضوء على واحدة من أبرز القضايا المطروحة للنقاش داخل المجتمع التركي، وهي الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين.

فكرني بمسلسل رامي

ربط التدين بالجهل


اعتنائها بأولاد أخيها بسبب مرض زوجته المصابة بالاكتئاب الحاد.

ترددت مريم على طبيبة نفسية، وخلال حديثها اتضح تركيزها القوي على الجانب الديني في حياتها، والذي ظهر بداية من حجابها، إلى أخيها الملتزم بأداء صلواته، ثم ارتباطها الوطيد بشيخ القرية وحرصها على أن تستشيره في أصغر أمور حياتها.

وربطت الطبيبة بين تدين الأسرة وبين نكران مريم مرض زوجة الأخ ووصفها بالجحود، وعلاجها عند الشيخ الذي يوصيها بالصلاة والإقلاع عن التدخين للمثول للشفاء، مشددا على أن ما تعانيه لا يحتاج لتدخل طبيب.

أحكام متوارثة

على الأريكة المقابلة للكرسي الذي تحكي عليه مريم تفاصيل حياتها تجلس الطبيبة بيري التي لم تخف منذ اليوم الأول كراهيتها الشديدة للحجاب والمحجبات، والصعوبة البالغة التي تجدها في التعامل معهن منذ صغرها بسبب "رعب" والدتها منهن كأنهن لسن جزءا من المجتمع.

شعرت بيري بالتوتر والاضطراب خلال جلساتها مع مريم، والغضب الشديد أثناء حديث الأخيرة عن ارتباطها بالشيخ.

لم تتحمل بيري الضغط النفسي الذي عرضته لها جلسات مريم، فترددت بدورها على مشرفتها النفسية غولبين، وأوضحت لها ما تفكر فيه، وكيف أنها أحالت مريضة سابقة لديها إلى طبيب آخر لأنها لم تتحمل حجابها أيضا.

ورغم ما حصلت عليه بيري من درجات علمية ودراستها في أميركا وانفتاحها على العالم وعملها كطبيبة نفسية -وهو ما يحتم عليها التعامل مع الحالات دون تمييز- فإنها لم تتمكن من تصحيح مفاهيم خاطئة زرعتها فيها والدتها تجاه الإسلاميين.

وحاولت بيري بعد أول جلسة الاعتذار لمريم وتوجيهها إلى طبيب آخر، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك، واكتشفت تعلقها بقصتها وأصبحت تشغل كل تفكيرها حتى في حديثها مع صديقتها، لتصبح مريم أكثر من مجرد حالة تتردد على عيادتها.

مع تعقد الوضع في منزل مريم لم تجد مهربا سوى جلساتها مع بيري، لتصبح مواظبة عليها فتتطور علاقتهما أكثر.

لم تكن مريم الوحيدة التي تتلقى العلاج خلال هذه الجلسات، بل بيري أيضا، إذ بدأت تحاول التخلي عن أفكارها وأحكامها، وتسعى للتعامل مع هذه الفئة بتجرد وبدون تحيز.

اتهامات متبادلة

يلتقي عالما مريم وبيري في منزل غولبين، وتظهر الفجوة بين الإسلاميين والعلمانيين بقوة في علاقتها مع أختها، إذ تميل غولبين للعلمانية، فيما ترتدي أختها الحجاب وتميل للإسلاميين.

ترى غولبين أيضا أن أختها "مغيبة" وتصدر الأحكام على من حولها باستمرار، وفي المقابل تراها أختها أنها "منحرفة" عن الطريق الصحيح.

في البداية يبدو الأمر وكأن مريم هي الوحيدة من تعاني من الاضطراب في حياتها، ولكن مع تطور الأحداث في حياة كل الأطراف يتعمق المسلسل في ما وراء الشخصيات، فيظهر ما تعانيه بيري من وحدة شديدة، والانقسام في منزل غولبين، وخلافات صاحب المنزل -الذي تعمل فيه مريم- مع أمه، وشيخ القرية الذي تفاجئه ابنته برغبتها في خلع حجابها.

ويصور المسلسل بهذه العينات المجتمع التركي الذي يعيش داخله العلمانيون والإسلاميون صراعا خفيا يطفو على السطح في بعض الأحيان

ويتضح أن لكل الشخصيات قصصا لم ترو وأفكارا متغيرة ومشاعر مكبوتة وآلاما لا يمكن البوح بها، فرغم اختلاف توجهاتها وما يطلقه كل طرف على الآخر من أحكام أدت إلى انقسام مجتمعي فإن جميع هذه الشخصيات في النهاية تعاني، فهي بشر.

******

 الاستهلاك الترفيهي في البيوت العربية

فهو ليس قصة حبّ مستحيل، ولا دراما تاريخية عن جواري السلطان سليمان القانوني، ولا عن ملاحم أرطغرل.

يطرح العمل موضوعاً لا يمسّ المجتمع التركي فقط، بل المجتمعات العربية أيضاً، وهو تأثير المعتقدات الدينية الشعبيّة على علاج الاضطرابات النفسيّة، والتصوّرات المسبقة المغلوطة عن الآخرين تبعاً لخلفياتهم الدينية أو طبقتهم الاجتماعية.

عاملة التنظيف مريم (أويكو كرايل)، وهي فتاة فقيرة، محجبة، تقيم مع شقيقها وعائلته، والطبيبة النفسية بيري (دفنة كايالار)، ابنة العائلة الميسورة، البعيدة عن أي ممارسة دينية.

تلتقي البطلتان في العيادة، حين تزورها مريم، بحثاً عن حلّ لنوبات اغماء متكرّرة، ولكن، عليها قبل أن تكمل جلسات العلاج النفسي، أن تأخذ إذن شيخ القرية.

يبدو أن تأثير مريم على طبيبتها، كان سلبياً. هكذا، تذهب بيري إلى عيادة المعالجة النفسية غولبين (تولين أوزن)، ولكن بدور المريضة هذه المرّة، لتحكي عن صراعها الداخلي تجاه مريضتها الجديدة.

يتبيّن أن تربية بيري الرافضة للتديّن، لا تستطيع أن تأخذ موقفاً موضوعياً من المريضة، لأنّها محجبة، ولأنّها تعدّ استشارة الشيوخ في أمور الصحة النفسية، من مظاهر "التخلّف".

صحيح أنّ غولبين ترفض الأحكام المسبقة، لكنها في الوقت عينه تجد صعوبة في التواصل مع شقيقتها، الرافضة لنمط حياتها.

كم مرّة نصادف أشخاصاً يبحثون عن العلاج النفسي في كتابة الحجابات، والرقية، وغيرها؟ وكم مرّة نصادف خلافات عائلية بين أشقاء وشقيقات يختارون مناهج مختلفة في الحياة؟ وكم مرّة نشعر بأنّ الآخرين يحاصروننا بأدوار نمطية تبعاً لطبقتنا الاجتماعية أو ديننا؟

صناع العمل أرادوا "إيصال فكرة أنّ الجميع يعانون من مشاكل نفسية سواء كانوا علمانيين أو متدينين".

موقف الطبيبة النفسية بيري، وتقول أنّها كادت تضحك عند مشاهدتها وهي تتحدّث عن شامان (معالج روحي) تريد زيارته في البيرو. "تبدي تحفظها على المؤمنين، وفي الوقت ذاته، تعبّر عن إعجابها بشيء لا تفسير له. كلّ شخص يختار إلهه في الحقيقة".

صعوبة ببناء صداقات عميقة مع المحجبات، لأن التعلّق بمظاهر الدين تضييع للوقت، والهدف منها إلهاء الناس عن اكتشاف الحياة، والتطوّر في العمل، والاستمتاع بما خلقه الله، عبر التفكير كل الوقت بالحلال والحرام

شخصية مريم، "وإن كانت مرتبطة فكرياً بشيخ قريتها، إلا أنّها تقبّلت فكرة العلاج النفسي، واستطاعت أن تفهم مشكلتها مع كبت الأحاسيس. وذلك ما لم نلاحظه على أخيها ياسين (فاتح أرتمان)، الذي بقي متعلقاً بالالتزام الديني، وغير قادر على استيعاب مرض زوجته روحية (فوندا إيريغيت) النفسي

مثل ابنة الشيخ هايرونيسا (بيج أونال) التي تخفي ميولها الجنسية المثلية عن أهلها المتدينين، وكذلك مثل مريم في خوفها وصدمتها من علاقات سنان خارج إطار الزواج

سنان هو صديق غولبين، وصاحب المنزل حيث تعمل مريم في التنظيف، وتنشأ لديها تجاهه مشاعر حبّ من طرف واحد، بينما هو يعيش علاقات متعدّدة مع أخريات.

شخص غير متدين، "لا علاقة لي بالمتديّن، وليس جميلاً أن أسخّفه أو أحاول تغييره، طالما أنّ شكل الايمان الذي يتبعه يمنحه راحة نفسية، وذلك ما وجدته في ايمان شخصية مريم التي من الصعب أن تنسلخ عن عادات شبّت عليها منذ الصغر. وكذلك في ايمان الشيخ علي (سيتار تانريوجين)، الذي تقبّل ابنته ودعمها مع أنّها تتبع نمط حياة لا يعجبه

الأخت الكبرى العصبية التي تريد دوماً أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتريد الغاء أختها غولبين، ولا تتقبلها. وهذا الشكل من التديّن هو الذي يخلق نفوراً حين يصير أداة لتطويع الآخرين ومحاسبتهم

ومن خلال شخصية المعالجة النفسية بيري، "يحطّم المسلسل صورة الفوقية التي يتعامل بها غير المتدينين مع المتدينين"، تقول يارا. "حتى أنّها تقول في أحد المشاهد أن مريضتها المحجبة ذكية، وكأنّها مصدومة من ذلك، لأن لديها فكرة راسخة أنّ المتدينين أغبياء وأنها أذكى منهم".

تقول: "الطبقة التي نولد فيها، لها دور في تحديد هويتنا، ومن الصعب أن نختار ذلك، ولكن يمكننا أن نختار تخفيف أحكامنا المسبقة عن المختلفين عنّا".

مسلسل "طيف إسطنبول" لا يعبّر عن التديّن في تركيا بشكل عام، بل عن فئات معينة من المتدينين.

المسلسل لم يتطرّق إلا "لجزئيات من صراع العلمانية والتديّن في تركيا، مع أنّه ظاهرة تطال كل شيء من السياسة إلى يوميات الناس. لم يسلّط صناع العمل الضوء على هذا الصراع كحالة كاملة، لها جذورها التاريخية. يظهر المسلسل المتدين التركي البسيط، وعلاقته الشخصية بالدين الهادفة إلى التوفيق والستر والأمان الروحي، لكنه لا يتطرّق للأهداف الجماعية لبعض التيارات الدينية".

*****

 جميعنا مرضى نفسيون

سيطرة المعتقدات الدينية على عقول البسطاء

يصور مجتمعين متناقضين

يقارن بطريقة غير مباشرة بين المجتمعين الريفي المتدين، والعلماني المدني

تفاوت المستوى العلمي والمادي والفكري، لكن المسلسل يظهر أن الجميع مرضى نفسيون بطريقة أو بأخرى.

جميعاً لدينا مشاعر نكبتها، ولا نستطيع مشاركتها مع من نحبهم، مشاعر لا نستطيع أن نعيشها أو نصرح بها حتى لأنفسنا هذا هو حالنا كلنا كبشر

تشعر مريم براحة عندما تعبّر دون قيود عن دواخلها أمام المعالجة النفسية، وترغب بأن تعود لزيارتها مجدداً، لكن ذلك مرهون بموافقة شيخ القرية الذي يعتبر مرجعاً لدى شقيق لها متدين، والشيخ يستشار في كل الأمور، ويتوقف الذهاب إلى الطبيب على فتوى منه.

تستمع بيري لاعترافات مريم الساذجة، والتي رغم الوضع التي تعيشه مع شقيقها المتسلط، وزوجته "روحية" التي تعاني من الاكتئاب، إلا أنها تبدو أكثر تصالحاً مع نفسها من الطبيبة التي تخفي قلقها وتوترها النفسي، وتخاف من الشيخوخة، فتذهب إلى النادي الرياضي وتمارس اليوغا وتتبع نظاماً غذائياً نباتياً.

بساطة مريم وصدقها جعلا الطبيبة تنهار أمامها بالبكاء، دون أن تقول أي كلمة.

أما شيخ القرية والذي لا يعتبر فقط مرجعاً دينياً، بل إن حياة سكان القرية تسير وفق ما يحلله لهم ويحرّمه.

ابنته "خير النساء" التي تدرس في قونية وهي مثلية الجنس، وتقرر في آخر المسلسل أن تواجه والدها بأنها لا تريد ارتداء الحجاب، لأنها غير مقتنعة به وأنها أجبرت عليه لأنها ابنة إمام المسجد.

المسلسل قدم نماذج لنساء متفوقات في الظاهر، لكنهن يعانين التخبط والفراغ العاطفي، والصدمات العائلية، نتيجة عدم البوح كما يحصل مع المعالجة النفسية غولبين وشقيقتها المحجبة التي تعتبرها فاسقة ومتحررة.

كما قدم المسلسل شخصية ميليسا التي أدت بدورها نسرين جواد زادة، وهي ممثلة موهوبة لكنها تمثل في مسلسل سيئ، ولكنه يحقق نسبة مشاهدة عالية لدى عامة الناس، وتستمر في العمل فيه، لأنها تريد جني المال، رغم عدم اقتناعها بالمسلسل

ويلمّح دور ميليسا إلى تدني ذوق المشاهد بإقباله على تلك الأعمال، وكأنها تشير إلى أن حتى النجوم مجبَرون على تقديم أعمال لا تروق لهم، لكنهم خاضعون لسطوة نسبة المشاهدة والذوق العام حتى لو كان رديئاً.

قدم المسلسل شخصية "روحية" التي تعاني من اكتئاب بسبب تعرضها في صغرها للاغتصاب، وبعد زواجها من ياسين ومعرفتها بأن مغتصبها توفي، تحلم بالذهاب إلى قريتها لتبصق على قبره

وعندما تذهب إلى هناك، تكتشف أنه لم يمت وأنه تزوج من صديقتها. تحصل بينهما مواجهة يعبّر فيها عن ندمه، وأنه عندما أقدم على ذلك كان صغيراً، وأن زوجها ياسين عندما جاء إلى القرية ضربه، وشوه وجهه وسمعته، وأن ابنته تخجل من مواجهة الناس. المواجهة بين روحية ومغتصبها غيّرت من وضعها النفسي. فهمت الان ***

**

تحاكي الواقع التركي، وتعكس تعقيدات النسيج المجتمعي


صراع بحثاً عن الهوية. فالصراع الطبقي، والصراع الديني، وصراع الحداثة والتقاليد، والصراع الجندري جزء من القضايا التي تساهم بتكوين الهوية التركية.


تمثل غولبين ببساطة الإنسان الساعي لرأب الصدع بين الطبقات. فنراها تحاول الخروج من طبقتها الأدنى اجتماعياً وجذورها الإثنية الكردية، من خلال تعليمها الذي يتيح لها دخول العالم الأوفر حظاً والأكثر دخلاً. لكنها لا تستطيع التخلص مما يربطها بعالمها الذي يستمر بمحاصرتها ويتسبب لها بإحراج في مكان العمل، عندما تقتحم أختها مكتبها وتقوم بتحطيمه.


من المفاهيم المهمة التي يعمل المسلسل على تفكيكها أيضاً، هي تلك المرتبطة بالذكورة وتنميطاتها. فالشخصيات الذكورية تواجه أسئلة مهمة ترتبط بـ"الشرف"، والحب، والحماية، والعلاقة مع الأم، والحبيبة، والزوجة، والأطفال. لذا نرى مثلاً شخصية ياسين (الأخ الأكبر لمريم)، تراوح بين القسوة الظاهرة والمحبة والحنان. كذلك شخصية شيخ القرية، الذي قد يبدو تقليدياً، لكنه رغم ذلك يبدي تفهماً لافتاً في بحث ابنته عن الحرية خارج ما تفرضه قيود المجتمع.


***Jan 6, 2021

دراما تكشف تناقضات المجتمع التركي الكبرى في ظلّ حكم أردوغان.

قصصا غرامية ومغامرات بوليسية تشويقية وأحيانا أعمالا تاريخية موجهة يفتقدها المشاهد العربي
ثماني حلقات، حول شخصيتي عاملة تنظيف محجبة تقيم في إحدى الضواحي النائية في إسطنبول، واختصاصية نفسية برجوازية تعيش حياة مترفة وتمضي إجازاتها في الخارج وتبدي عداء شديدا للمحافظين.

يتناول سيطرة المعتقدات الدينية على عقول البسطاء، ويصور مجتمعين متناقضين، ويكشف عن وجه مختلف لمدينة إسطنبول بعيداً عن الأماكن السياحية وأماكن الترفيه التي اعتاد المشاهد عليها.

المجتمعين الريفي المتدين، والعلماني المدني، عبر شخصيات نسائية مختلفة الثقافات والتعليم والبيئة.

دفنه كايالار تلعب دور بيري وهي اختصاصية نفسية برجوازية تبدي عداء شديدا للمحافظين

الممثلة أويكو كارايل التي تجسد شخصية مريم، وهي عاملة تنظيف شابة تعيش تحت رحمة أخيها المستبد وتعاليم المرشد الروحي في الحي الذي تقطنه.

 الفوارق الطبقية والثقافية، في بلد تطغى عليه التناقضات.

ويقدّم العمل أيضا شخصية شيخ القرية الذي لا يعتبر فقط مرجعاً دينياً، يحتكم إليه سكانها بأكملهم، بل إن حياتهم تسير وفق ما يحلله ويحرّمه، إلا أنه يصطدم بابنته “خير النساء” التي تقرر في آخر المسلسل مواجة والدها بأنها مثلية الجنس ولا تريد ارتداء الحجاب، لأنها غير مقتنعة به وأجبرت على ارتدائه فقط لأنها ابنة إمام المسجد.

الواقع، يضم هذا البلد الذي يربط أوروبا وآسيا، أطيافا متنوعة متباعدة في العقيدة ونمط الحياة، بين قوميين أتراك وآخرين من الأقلية الكردية، أو سكان مدن على الساحل الغربي يعيشون نمط حياة غربيا في مقابل آخرين يلتزمون بأسلوب عيش محافظ أكثر، أو بين إسلاميين وعلمانيين.

 أسلوبا تسطيحيا يقوم على إجراء تعارض مستهلك بين المرأة البرجوازية العلمانية وشخصية الفتاة الملتزمة دينيا وغير المثقفة.

*
العلاج النفسي

 قد تصدمك حقيقة أن ما يهم في تأسيس علاقة قوية بين المُعالِج والعميل هو التركيز على ما يراه العميل مهما لإحداث تغيير، وليس ما يراه المُعالِج. يُخصِّص المُعالِج الجيد جلسات العلاج للاستماع لاحتياجات العملاء بدلا من تقديم حلول جاهزة. لذا، لا يستمع الأطباء إلى محتوى القصة فحسب، بل يذهب الأمر معهم إلى أبعد من ذلك، فينتبَّهون إلى أجزاء ومواضيع أعمق تدعم القصص التي يحكيها المرضى. هذه الطريقة تُمكِّن المُعالِج المحترف من أن يضع ملاحظات ويوجِّه نصائح فعالة بناء على ما استنتجه لتسهيل عملية التغيير بدلا من الكلمات والعبارات المتكررة.

*