الأحد، 22 يونيو 2025

الدين كأداة سلطة .مصر بين العسكرة والاخونة هل لها علاقة بالديني والعلماني وفكرة الثنائيات

العسكر يعتمدون على الأزهر و"الدين الرسمي".

 الإخوان يبنون على الدين الحركي والشرعية الثورية. 

 إذًا، الصراع ليس بين "ديني متدين" و"علماني لاديني"، بل بين نمطين من توظيف الدين.

لا مجال للوسط أو التعقيد. 

الإخوان: العسكر = عملاء الغرب

العسكر: الإخوان = إرهابيون رجعيون

نفس البنية السلطوية المغلقة

احتكار الحقيقة
"نحن حماة الدولة"
"نحن حماة الدين"

إقصاء الآخر
معارض = عميل
معارض = كافر أو علماني

غياب التعددية
صوت واحد
جماعة واحدة

مركزية السلطة
فوق المحاسبة
فوق النقد

الضدين" في الحقيقة يتغذّيان من نفس المنطق الثنائي السلطوي

الاعتراف بتعدد المرجعيات داخل المجتمع الواحد.
علمانية مرنة تحترم الدين دون أن تترك له السلطة ليست صلبة

البديل الحقيقي هو بناء مجتمع مدني تعددي، لا يُختزل في "العسكر أو الإخوان"
بل يفتح المجال للثقافة، والنقد، والحق في الاختلاف. 

العسكرة والأخونة ليسا نقيضين، بل توأمان يتنازعان على جسد الدولة، وكل منهما يرفض المجتمع الحر التعددي لأنه لا يستطيع التحكم فيه.



السبت، 21 يونيو 2025

الخلط بين الفقر واللامساواة

  مبدأ "الكفاية" (Sufficiency)، وليس "المساواة التامة".

هل لدى هذا الشخص ما يكفي ليعيش حياة إنسانية حرة وكريمة؟ وليس هل لديه أقل من الآخر؟

هوس المساواة قد يصرفنا عن العدالة

  • الانشغال بالفروقات قد يؤدي إلى مشاعر الحسد أو الكراهية الطبقية.

  • التركيز على تقليص الفجوة بدلًا من رفع الحد الأدنى قد يؤدي إلى سياسات رمزية وغير فعالة.

 تُركّز على تحقيق الحد الأدنى الإنساني للجميع، بدلًا من الانشغال بتسوية الفوارق بين الناس.

*
"تأثير دانينغ-كروجر" (Dunning-Kruger Effect)


الذكاء الاصطناعي كـ "كيان ملائكي"

 من الكتابة إلى التسجيلات الافتراضية، تسمح للأصوات والصور بالبقاء بعد غياب الأصل، مما يخلق نوعًا من "الأشباح" التي تزيد من قوة الحقيقة.


السوق وادرونو. راي براسير (Ray Brassier) فيلسوف

هذا التجريد يفرض منطق الهوية: الجميع يخضع لنفس مبدأ التقييم، بغض النظر عن اختلافاتهم المادية أو الاجتماعية.

لكن الواقع الاجتماعي غير متجانس: هناك تفاوتات حقيقية بين البشر، في الطبقة، في ظروف العمل، في الإمكانات.

العمل الملموس (الفعلي، المتنوع، الإبداعي) يُختزل إلى عمل مجرد (كمية من الزمن تُقاس بالساعة).

إذًا، جدلية الهوية/عدم الهوية تكشف كيف أن المساواة الشكلية تخفي عدم مساواة جوهرية.

الرأسمالية تخلق وهم الوحدة الاجتماعية (من خلال السوق)، لكنها في الحقيقة تقسّم المجتمع على أسس طبقية واقتصادية عميقة.

 

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

الأنثروبولوجيا المادية

 وإذا كانت الطقوس والمعتقدات ما هي إلا انعكاسات لعلاقات الإنتاج، فهل هذا يعني أن كل ما نتمسك به من مقدسات ليس إلا أقنعة اقتصادية؟ هذا سؤال قاسٍ، لكنه ضروري.

«ألغاز الثقافة» Cows, Pigs, Wars, and Witches لا يتوقف الأنثروبولوجي الأمريكي مارفن هاريس،  ترتيب فهمنا للثقافة والدين والرموز والطقوس، تلك التي بدت دائماً خارج منطق الحسابات المادية.


الأحد، 15 يونيو 2025

لماذا المغزى المطلق مستحيل ميتافيزيقيًا . Rivka Weinberg

 جميع القيم التي نسعى إليها (الحب، العدالة، المعرفة، السعادة) موجودة "داخل" نطاق هذا المشروع الكلي للحياة. وبالتالي، لا يمكن أن توجد "نقطة" أو غاية "خارج" الحياة ككل يمكن أن تكون مصدرًا لمعناها المطلق.

"المعنى" المستمد من العلاقة بالطفل (كالحب أو الأبوة) يقع "داخل" مشروع حياتك الخاص وإدارتك لها. هذا المعنى هو "معنى يومي"، وليس نقطة نهائية للمشروع الشامل للحياة.

 الانخراط في القيم العميقة (المعرفة، الحقيقة، الحب) هو ما يمنح الحياة "معنى يوميًا" غنيًا، حتى لو كان ثمن ذلك هو مواجهة عبثية المعنى المطلق. بالنسبة لواينبرغ، فإن التخلي عن هذا القلق يعني التخلي عن جزء أساسي من كوننا بشرًا،


السبت، 14 يونيو 2025

"أن تثق، رغم معرفتك بوجود الكذب؛ وأن تراهن على الخير، رغم مشاهدتك للشر—هذا هو جوهر الكرامة الأخلاقية."

 هذه الرؤية لا تُنكر الخداع، لكنها ترفض أن نجعل الخداع هو القاعدة الوحيدة في فهم الإنسان.

عند توماس هوبز، الإنسان ذئب لأخيه الإنسان، والثقة غير عقلانية.إيمانويل ليفيناس: أن وجه الآخر يحمل نداءً أخلاقيًا قبل أن يكون تهديدًا.


الأربعاء، 11 يونيو 2025

(Epistemic Resilience)،المرونة المعرفية في المعتقدات المتطرفة سلبية، بينما هي إيجابية في الإيمان؟

 المعتقدات المتطرفة والمرونة المعرفية السلبية

المعتقدات المتطرفة، مستبعدًا التعريفات الشائعة التي تركز على الأقلية أو اليقين المطلق أو العقلية المحددة (مثل جنون الارتياب)

  • التطرف (Extremism): الاعتقاد بأن نجاح المجموعة الخاصة يعتمد على التنافس مع مجموعات أخرى.
  • التعصب (Fanaticism): التفاني التام لقيمة معينة مقدسة على حساب قيم أخرى.
  • الإرهاب (Terrorism): استخدام أو التهديد بالعنف لتحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية أو دينية.
  • الأصولية (Fundamentalism): استجابة حديثة للحداثة (مثل الأخلاق الليبرالية والتطور)، تتسم باليقينيات التي لا يمكن التشكيك فيها والازدواجية الكونية غالبًا.
  • نظرية المؤامرة الراديكالية (Radical Conspiracy Theorizing): الاعتقاد بأن أحداثًا كبيرة هي نتيجة مؤامرة من قبل شخصين أو أكثر يسعيان لإيذاء مجموعة كبيرة من الناس.

  •  مقاومة الأدلة المضادة أو معالجتها بطرق تعزز المعتقد الأصلي. هذه المرونة تُعتبر عادةً سيئة معرفيًا وأخلاقيًا لأنها تعيق اكتساب المعرفة وتؤدي إلى أفعال ضارة (مثل التمييز ضد الأقليات).

  • كيف تتجلى المرونة المعرفية في المعتقدات المتطرفة؟

    • تجنب الأدلة المتاحة بشكل منهجي: رفض قراءة مصادر معينة أو البحث عن معلومات مناقضة.
    • تجاهل الأدلة حتى عند مواجهتها: عدم إعطاء وزن للأدلة التي لا تتوافق مع المعتقد.
    • إلغاء مصداقية المصادر بشكل منهجي: التشكيك في مصداقية المصدر الذي يقدم الأدلة المعاكسة.
    • تحريف أو إساءة تمثيل الأدلة بشكل منهجي: إعادة صياغة المعلومات بطريقة تناسب المعتقد.
    • وضع معايير معرفية تقلل من قيمة الأدلة المضادة: تطبيق معايير مختلفة لقبول الأدلة بناءً على مصدرها (مثل الثقة في "طرفي" فقط).
    • تفسير الأدلة المعاكسة على أنها مؤكدة للمعتقد: كما في نظريات المؤامرة، حيث يُنظر إلى غياب الأدلة أو الأدلة المضادة على أنها دليل على قوة المؤامرة.

  •  غير عقلاني على المدى الطويل بسبب التهرب المتعمد من الأدلة، وقد يكون أيضًا غير عقلاني متزامنًا (synchronically irrational) لأنه يتجاهل الأدلة المتاحة في لحظة معينة. غالبًا ما يرتبط هذا النوع من المعتقدات بـالرذائل المعرفية مثل ضيق الأفق، التعصب، التفكير القائم على التمني، الغرور الفكري، والغباء.

  •  الإيمان والمرونة المعرفية الإيجابية

    ينتقل المتحدث بعد ذلك إلى مفهوم الإيمان (Faith)، الذي يُعتقد أيضًا أنه يأتي بمرونة معينة تجاه الأدلة، ولكنه يُنظر إليه غالبًا على أنه فضيلة. يفرق المتحدث بين ثلاثة أنواع من الإيمان:

    • الإيمان الديني: الإيمان بالله، بالكتاب المقدس، بالقرآن، بالكنيسة، أو بالوحي.
    • الإيمان العلماني: الإيمان بالديمقراطية، بالإنسانية، بسيادة القانون.
    • الإيمان الدنيوي: الإيمان بالزوج/الزوجة، بالعلم، بمجلس إدارة الجامعة.

    يرى المتحدث أن هناك أزمة حالية في الإيمان بالديمقراطية وسيادة القانون، خاصة مع صعود الحركات السلطوية. ويجادل بأننا بحاجة إلى فهم أفضل للإيمان كـ**"موقف من الاعتماد الإيجابي والموثوق به"** تجاه شيء ما، مع المرونة في مواجهة التحديات والأدلة المضادة.

  • كيف يُنظر إلى المرونة المعرفية في الإيمان كفضيلة؟

    • الإيمان يسمح بمتابعة مشاريع طويلة الأجل ذات قيمة أخلاقية ومعرفية (مثل بناء مجتمع ديمقراطي أو أن تكون جارًا صالحًا)، حتى لو كانت الأدلة في نقطة معينة غير كاملة أو متناقضة بعض الشيء.
    • الإيمان لا يتطلب "تصديق ما ليس صحيحًا"، بل هو استعداد للمخاطرة على اقتراح، والاستمرار في الاعتماد عليه حتى لو ظهرت بعض الأدلة المعاكسة، طالما أن ذلك لا يتجاوز عتبة اللاعقلانية الكاملة.
    • الإيمان الأصيل لا يرتبط بـالرذائل المعرفية؛ على العكس، فهو غالبًا ما يشمل الانفتاح على الآخرين وأخذهم على محمل الجد.

  •  التشابه:

    • كلاهما يتمسك بالموقف حتى في مواجهة الأدلة المضادة.
    • كلاهما يأتي مع مخاطر اللاعقلانية المتزامنة (في نقطة زمنية معينة).
    • في كلتا الحالتين، تتغلب العوامل البراغماتية والأخلاقية (كما يدركها الفرد) على العوامل المعرفية.
    • كلاهما قد ينطوي على عدم الرغبة في البحث عن المزيد من الأدلة.

    أوجه الاختلاف الجوهرية (التي تُميز بينهما):

    1. نطاق المرونة: الإيمان يتمتع بمرونة تجاه بعض الأدلة المضادة، ولكنه لا يتشبث بالمعتقد "مهما كان" (هناك عتبة). بينما المعتقدات المتطرفة تلتصق بالمعتقد بغض النظر عن أي دليل.
    2. الرذائل المعرفية: المعتقدات المتطرفة غالبًا ما ترتبط برذائل معرفية (مثل ضيق الأفق)، في حين أن الإيمان لا يرتبط بها بالضرورة، وغالبًا ما يتجنبها.
    3. التعمد في معالجة الأدلة: الإيمان قد يتجنب بعض الأدلة، لكنه لا يُشوهها أو يُسيء تمثيلها عمدًا. المعتقدات المتطرفة تفعل ذلك.
    4. أخذ الآخرين على محمل الجد: الإيمان السليم يتضمن أخذ الآخرين على محمل الجد، حتى لو اختلفت معهم. المعتقدات المتطرفة غالبًا ما ترفض أخذ الآخرين على محمل الجد (باعتبارهم جزءًا من "مؤامرة" أو لديهم "أجندة خفية").
    5. اللاعقلانية الزمنية: الإيمان لا يؤدي بالضرورة إلى اللاعقلانية الزمنية (على المدى الطويل)، ولكنه قد يقبل باللاعقلانية المتزامنة (في نقطة زمنية معينة) لتحقيق أهداف ذات قيمة. المعتقدات المتطرفة غالبًا ما تُصبح غير عقلانية زمنيًا.
    6. الثبات مقابل التحول: العديد من المعتقدات المتطرفة تكون ثابتة وغير قابلة للتغيير استجابةً للأدلة (لأنها جزء من الأيديولوجيا). بينما الإيمان الأصيل يكون تحوليًا وقادرًا على التكيف مع الظروف الجديدة والأدلة على المدى الطويل.

  • العديد من أصحاب المعتقدات المتطرفة لديهم إيمان (بالله، أو بقائد، أو بأيديولوجية حركتهم).
  • لحسن الحظ، العكس ليس صحيحًا: العديد من أصحاب الإيمان (بالإنسانية، بالديمقراطية) لا يمتلكون معتقدات متطرفة.


  • الثلاثاء، 10 يونيو 2025

    نظرة الفلسفة الرواقية إلى الحزن

    Sep 19, 2019 Jul 10, 2021

    لا يوجد شيء يمكننا فعله لتغيير الوضع. لذا عليك تخطِّي الأمر. هكذا ببساطة.

    منتقدي الفلسفة الرواقية كانوا عادة ما يتهمونهم بأنهم صارمون أكثر من اللازم، وذوو قلوب قاسية، لا تعرف الحب ولا الرحمة، لأن الرواقيين كانوا يؤكدون أن الحزن لا يجب أن يُترَك له مكان في الروح، ولا بد من طرده والتخلص منه.

     اعتقدوا أن الوجود العقلاني المثالي، وهو الحالة التي علينا التطلع إليها، لا يرضخ للحزن أبدًا أمام الموت

    اهتم الرواقيون كثيرًا بالتمييز بين ما نستطيع وما لا نستطيع السيطرة عليه. أي إننا لا نملك مفرًّا من تنسيق أفكارنا وسلوكياتنا مع مسار الطبيعة الحتمي


    ويجادلون بأن الإنسان يمكنه أن يحب شخصًا ما بصدق، دون أن يتأثر بموته إلى درجة كبيرة والسبب؟ أنهم عاشوا حياتهم مستعدين نفسيًّا لحتمية الفقد والموت.

    لكن «إبيكتيتوس»، وهو فيلسوف رواقي عاش منذ ألف سنة في روما، يرى أنه لا يجب على المرء أن يكون من دون شعور كالتمثال، وأنه لا بد له من الحفاظ على علاقاته الاجتماعية. وأكد أننا كائنات اجتماعية تختبر الحب بأشكاله المختلفة، مشددًا على أنه إذا وُلد لنا طفل، فإننا لا نستطيع إلا أن نحبه ونرعاه لأن هذه هي طبيعة الأمور، وهذه هي الطريقة التي نمارس بها حياتنا الطبيعية.

    يتعارض اللاحزن الذي تروِّج له الرواقية أحيانًا مع الطبيعة البشرية، ومع رد الفعل التلقائي تجاه من نحبهم. وكما يزعم بعض الرواقيين، فإن الفضيلة لا يمكنها الوجود دون المعصية، لأن وجود الحزن يرتبط بوجودِ الحب.

    علينا إذًا أن ندع الدموع تنهمر إن حضرت.

    علينا أن نعي إمكانية أن نفارق هذا العالم في أي وقت، وأن هذا الأمر ينطبق على كل من نحبهم بصدق. الحياة هشة للغاية، وقابلة للتقلُّب والتغيُّر. علينا أن نعي أننا لسنا خالدين، ولا يوجد شيء يمكن فعله حيال هذا. وكل ما يمكن أن يحدث في وقتٍ ما، يمكن أن يحدث الآن. هذا ما يمكن أن نستفيده من الرواقية. يدعو سينيكا إلى أنه في اللحظة التي نستمتع فيها بشيء ما، علينا أن نضع نصب أعيننا الحقيقة التي نخشاها.

    الفكرة لا تعني أن نمنع أنفسنا من الاستمتاع بالحياة، لكنها تذكير بأهمية الحفاظ على النفس، والتسلُّح بالفهم لحماية أنفسنا، حين نصبح وجهًا لوجه مع حقيقة الحياة القاسية: الموت.

    *

    الحزن على علاقاتك الاجتماعية . مشاعرنا الداخلية تؤثر على نظرتنا للآخرين.

    Oct 29, 2021

     حالتنا المزاجية قد تؤثر على سلوكياتنا بطرق لا تحصى، بداية من اختيارنا لأطعمة معينة- إذ نُقبل مثلا على الأنواع غير الصحية من الطعام عندما نشعر بالحزن- إلى طريقة تعاملنا مع أصدقائنا.

     مرضى القلق والاكتئاب الذين استبدت بهم المشاعر السلبية يميلون أكثر من غيرهم إلى التركيز على مشكلاتهم الخاصة، والانعزال عن الأخرين

    فرط التعاطف يزيد من السلوكيات العدائية. وعُرض على المشاركين مواقف فيها ظلم وجور، ثم أتيحت لهم الفرصة لمعاقبة المتنافسين أو العفو عنهم.

    قراءة الروايات المأساوية أو مشاهدة أفلام الرعب. فإذا قرأتها أو شاهدتها وأنت في حالة مزاجية سيئة لن تتعاطف مع أبطالها، وستصبح أقل تأثرا بآلام الآخرين، سواء كانت حقيقية أو خيالية.

    انفعالاتنا ومشاعرنا، في حقيقة الأمر، لها تأثير بالغ علينا، إلى درجة أن الشعور بالسعادة والرضا قد يخفف من الإحساس بالألم عندما نُصاب بجروح، إذ أن تأثيرها قد يضاهي تأثير مسكنات الألم.

     إذا تملكتنا المشاعر السلبية يزيد الشعور بالألم من نفس الإصابة.

    الحزن يقلل من التعاطف مع الآخرين

    المشاعر السلبية تمنع الدماغ من الإحساس بآلام الآخرين

    عدم الاكتراث لهموم الآخرين يؤدي إلى الإحجام عن التبرع للأعمال الخيرية.

    *

    الصغار يتعمّدون البكاء لتعكير الأجواء الحميمة للآباء . 

    Feb 14, 2021

      الدراسة الصادرة عن جامعة هارفارد الأميركية أنّ الأطفال حديثي الولادة مبرمجون لاستقطاب واحتكار انتباه الأم واستنزاف طاقاتها وشغل كل وقتها، وبالتالي الحيلولة دون إنجاب طفل آخر.

    متوسط بكاء الأطفال في الأشهر الأولى من أعمارهم يمكن أن يصل إلى نحو ساعتين يوميا، خاصة خلال أول أسبوعين بعد الولادة.

    *

    البكاء بين الحزن والفرح

     دراسة صحية كشفت أن البكاء الذي يعد تعبيراً عن الشعور بالألم أو (الحزن) وأحياناً تعبيراً عن (الفرحة)، له العديد من الفوائد التي ربما يجهلها الكثيرون، فهو يقي من ارتفاع ضغط الدم وينشط الدورة الدموية، ويقي من الإصابة بمرض السكري.
    وفرحت بهذه المعلومة، وحاولت أن أبكي مستعرضاً كل نكبات العالم، ومتذكراً كل أعزائي الذين رحلوا عن الدنيا، ولم أستطع البكاء، وأخذت أعصر عيني من دون جدوى ولم تسقط منهما ولا حتى دمعة واحدة، فقررت على الأقل أن (أتباكى) وهذا ما حصل.

    *30‏/04‏/2022

    Feb 8, 2022


    *
    إبيكتيتوس، يجب أن يمتلك المرء الحكمة لاتخاذ قرار بشأن ما هو مفيد حقًا، والقوة للالتزام بذلك باستمرار، مع تجاهل أشياء مثل المديح والثروة والسلطة والمكانة الاجتماعية. "لا تتمنى أن تكون قائدًا، أو عضوًا في مجلس الشيوخ، أو قنصلًا، بل أن تكون حرًا؛ والطريقة الوحيدة لذلك هي ازدراء الأشياء التي ليست تحت سيطرتنا."


     إبيكتيتوس أن الأشياء الوحيدة التي تستحق السعي إليها هي تلك التي تقع تحت سيطرتنا، مثل الصفات الداخلية كالقناعة والفرح والعمل الصالح والهدوء وضبط النفس. أما البقية فهي مبالغ فيها ويجب وضعها في الخلفية. الثروة والشهرة والتضحية لهم مقابل ماذا الايام دول 

    فإن الناس يطلقون علينا "خاسرين"، مما يعني أننا أقل منهم. لكن هل الشخص أقل حقًا لأنه يفتقر إلى ظروف خارجية معينة؟ هل الغني والمشهور أفضل من الفقير والمجهول؟

     كونك "خاسرًا" ليس أمرًا سيئًا في حد ذاته. إنه ما نصنعه منه. إذا رأينا أشياء مثل الثناء العام، والسمعة، وتقدير الآخرين، على حقيقتها: آراء متقلبة، وغير موثوقة، وغالبًا لا قيمة لها، مبنية على الوهم والمظاهر الكاذبة، وخارجة تمامًا عن سيطرتنا، فقد نجد أنه من الأسهل أن نصبح غير مبالين بها.

    كونك من عامة الناس (الخيار الذي يختاره معظم الناس) يأتي بتكلفة: رفاهيتنا الداخلية. ندفع الثمن المطلوب للحصول على ما يعتبر مرغوبًا فيه، مثل الثروة والثناء، مما يعني أننا نتبادل حريتنا وصحتنا وسلامنا الداخلي للمشاركة في سباق الفئران ومواكبة الآخرين.

    كونك فيلسوفًا يعني أننا ندفع ثمن عدم امتلاك، أو على الأقل عدم السعي وراء، ما يريده عامة الناس. لذلك، من المحتمل جدًا أن نعيش أسلوب حياة بسيطًا وغير معروف، خاليًا من المتعة الخارجية: في نظر الكثيرين، هذا هو "الخاسر" النموذجي.

     لإبيكتيتوس، يضع الفيلسوف الحقيقي دائمًا السلام الداخلي والسعادة فوق كل شيء آخر، حتى العمل والمال والجوع. قد يبدو هذا متطرفًا بعض الشيء، لكن إبيكتيتوس ثابت في تحديد أولوياته لما يعتبره ذا قيمة حقيقية. لكي نكون لا يُقهرون بأي شيء، يجب أن نكون مستعدين لخسارة كل شيء. أي شيء خارجي نتمسك به، حتى أصغر شيء، يمارس تلقائيًا سلطة على حالتنا العقلية.


    حلم الإنسان في السلام الدائم الذي كان فكر الفلاسفة مثل إيمانويل كانط في القرن الثامن عشر يروّج له ويعتبره هدفًا إنسانياً سامياً.

    كتاب "السلام محنةٌ" الصادر حديثاً عن منشورات سيرف عام 2025، للباحث والكاهن اليسوعي الفرنسي بول فالادييه، أستاذ الفلسفة

    يرى أستاذ الفلسفة أن هذه الحروب والصراعات لم تعد مجرد مواجهات عسكرية، بل تحطم الروابط الاجتماعية والثقافية بين الشعوب، وتقسّم الصفوف داخل المجتمعات الواحدة، وتبني حواجز بين الأديان والثقافات، حتى في زمن العولمة الذي كان يفترض به أن يوطد وحدة الإنسان ويقرب بين مختلف الشعوب والثقافات، إلا أنه، على العكس، حمل معه بذور التشرذم والانقسام، وأصبح منبرًا جديدًا لنشر النزاعات والانقسامات.

    يستعرض الكتاب تاريخ مشروع الاتحاد الأوروبي الذي أطلقه روبرت شومان وألتيشيده دي غاسبري وكونراد أديناور بعد الحربين العالميتين من أجل إخماد نيران الحرب وإرساء رابطة متينة بين الدول الأوروبية، التي طالما عانت من الحروب والصراعات المستمرة. ويرى أن هؤلاء القادة السياسيين الخلّاقين كانوا يدركون أن القومية المتطرفة لا تُروَّض بالعنف والقمع، بل عبر بناء رؤية مشتركة تُشرك الشعوب وتفتح أمامها آفاق التعاون والتكامل. فقد كانت مبادئهم تنطلق من مبدأ التفاهم المشترك والتعايش بدلاً من اجترار الأحقاد القديمة. وبهذا المنطق، أرادوا تأسيس مستقبل يسوده السلام والاستقرار عبر تجاوز مآسي الماضي.

     الحروب الحاصلة في العالم هي حروب كلمات

    رؤية فالادييه، لم تعد الحروب تقتصر على المواجهات العسكرية فقط، بل أصبحت "حروب كلمات"، حيث فقدت الكلمة مكانتها كصلة تواصل بين البشر، وأصبح العنف والسلاح هو المتحدث الأول

    • فقدان الكلمة لدورها التواصل: لم تعد اللغة جسرًا للتفاهم، بل أداةً للصراع والتلاعب.

    • العنف كـ"لغة أولى": أصبح العنف (المادي أو الرمزي) هو الوسيلة الأكثر تأثيرًا في فرض الآراء والسيطرة.

    • تكتيكات الحرب الجديدة: تشمل التضليل الإعلامي، الاختراق الرقمي، حروب البيانات، والهندسة الاجتماعية لزعزعة الاستقرار.

    2. مفهوم "السلام الهجين" (Hybrid Peace)

    يشير إلى حالة لا حرب ولا سلام، بل توتر ديناميكي تُستخدم فيه أدوات غير تقليدية، مثل:

    • الحروب السيبرانية: اختراق البنى التحتية الحيوية (مستشفيات، بنوك، شبكات اتصال).

    • الحروب النفسية: نشر الشائعات لتفكيك التماسك الاجتماعي (مثل تدخلات روسيا في الانتخابات الأمريكية).

    • حروب الوكالة: دعم جماعات مسلحة أو حركات انفصالية بشكل غير مباشر.

    • استهداف الأفراد: مراقبة الخصوم عبر التكنولوجيا (برامج تجسس مثل بيغاسوس).

    اليمين المتطرف
    • استغلال الخوف: تُغذي الأزمات الاقتصادية/الاجتماعية (مثل الهجرة الجماعية) خطاب الكراهية.

    • رفض التعددية: يقدم اليمين المتطرف نفسه كـ"حامٍ للهوية" ضد التهديدات الوهمية أو المبالغ فيها.

    • العنف الرمزي: تحويل الخطاب السياسي إلى هجوم دائم (مثل شيطنة الخصوم أو توصيفهم بـ"أعداء الشعب").


     جوهر الأديان هو "دين" بمعناه اللاتيني (re-ligare)، أي الرابط الذي يوحد الناس، ويسعى إلى تحقيق سلام النفس وطمأنينة القلب، ويفتح الإنسان على مطلق يعطي معنى لوجوده. هذا السلام الداخلي هو أساس السلام الخارجي بين الناس. غير أنه يتساءل: هل لا تزال الأديان تلعب هذا الدور في عالمنا اليوم؟

    بعض التيارات الدينية المتطرفة تساهم في تأجيج العنف والصراعات، مثل الأصولية الإسلاموية التي تدعو إلى الجهاد كحرب مقدسة، والهندوسية القومية المتطرفة "الهندوتفا"، والصراعات البوذية في ميانمار ضد الروهينغيا، والصهيونية المتطرفة في إسرائيل، فضلاً عن الصراعات الطائفية في إيرلندا ويوغوسلافيا وروسيا. ويُبرز أن هذه التيارات الراديكالية تبرر العنف باسم الدين، مما يؤدي إلى تفاقم العداوات، ويهدد سلام المجتمعات نفسها. لكنه يؤكد أن هذه "الهمجيات" لا تمثل جوهر الأديان ولا أغلبية المؤمنين الذين يسعون إلى السلام والتعايش.

    المسلمين الذين يعانون من وصمة التطرّف بسبب أفعال الأقلية المتشددة، رغم أن الأغلبية ترغب في حياة سلمية.

    يطرح فالادييه مفهوم "السلام الهش" الذي ينبثق من هذه التوترات الدينية والسياسية والاجتماعية. ولا يخفي نقده للكنيسة الكاثوليكية نفسها، التي في بعض الحالات ساعدت على قيام قوميات أدت إلى صراعات، أو تواطأت مع أنظمة ديكتاتورية قمعية.



    الأحد، 8 يونيو 2025

    الظلام الأصلي

     (كالجنيد وابن عربي): أن الحق في ذاته لا يُدرَك، وإنما يُشهَد في تجلياته.

    الله ليس كائنًا خارجيًا عن الكون، بل هو جوهر لا نهائي، كل ما في الوجود هو تجليات له.

    • الطبيعة الإلهية ليست منفصلة عن قوانين الكون، بل هي عين هذه القوانين.

    "الله لا يتصرف وفق غايات، ولا يرغب في شيء، لأنه هو كل شيء، وكل ما يحدث هو نتيجة ضرورية لطبيعته." — سبينوزا

    الله يصدر أوامر، يعاقب ويثيب
    الله لا يريد شيئًا، بل "يكون" فقط

    الإنسان عبد لله وملزم بطاعته
    الإنسان جزء من الله، ومن الطبيعي أن يسعى للفهم

    الدين يقوم على الوحي والطاعة
    الدين الحقيقي يقوم على العقل والحرية

    المعجزات تُخرق قوانين الطبيعة
    لا وجود لمعجزات، لأن الله هو قوانين الطبيعة نفسها

    الله فوق الطبيعة ويُحاسبها
    الله هو الطبيعة، وليس فوقها

     تُفرّغ الدين من جوهره التقليدي وتجعله أقرب إلى الأخلاق والفلسفة الطبيعية.
    الحرية تأتي من المعرفة والعقل، لا من الطاعة والإيمان.

    "الله ليس ملكًا جالسًا على عرش في السماء، يراقب عباده، بل هو نظام الوجود نفسه... الفهم العقلي لهذا النظام هو الطريق إلى الخلاص." — سبينوزا


    • الوظيفة النفسية: هذه المعتقدات تُشبع حاجات عميقة (مثل الخوف من الموت، الرغبة في العدالة المطلقة)، مما يجعل الناس يرفضون التخلي عنها حتى لو تعارضت مع المنطق الإيمان ببعض الأمور غير العقلانية (مثل القيامة) كشرط للانتماء.

    المسيحية 2.0 تحاول التوفيق بين العقلانية والروحانية، لكنها تظل عالقة في مفارقة:

    • من ناحية، تريد التخلي عن الحرفية لتجنب النقد العلمي.

    • ومن ناحية أخرى، تحتاج إلى الاحتفاظ ببعض "الأسرار الغيبية" لتبقى جذابة كدين.
      السؤال الأصعب: هل يمكن بناء مجتمع ذي معنى دون أي معتقدات غير قابلة للدحض؟ هذا ما يحاول التيار الإنساني العلماني الإجابة عليه، لكنه لم يقدم بديلًا بنفس القوة العاطفية والرمزية حتى الآن.