الخميس، 17 مايو 2018

لتكون كاتب حاكي وتكلف ارباب الفعل الجميل

«إحياء علوم الدين:»                                          فإذا كانت النفس بالعادة

تستلذ الباطل وتميل إليه وإلى المقابح فكيف لا تستلذ
الحق لو ردت إليه مدة والتزمت المواظبة عليه .. ومن
أراد أن يصير الحذق فى الكتابة له صفة نفسية حتى
يصير كاتبا بالطبع فلا طريق له إلا أن يحاكى الخطّ
الحسن ويواظب عليه مدة طويلة فيتشبه بالكاتب تكلف
ثم لا يزال يواظب عليه حتى يصير صفة راسخة فى
نفسه فيصدر منه فى الآخر الخط الحسن طبعا كما
كان يصدر منه فى الابتداء تكلفا.. وكذلك من أراد أن
يصير سخيا عفيف النفس حليما متواضعا فيلزمه
أن يتعاطى أفعال هؤلاء تكلفا حتى يصير ذلك طبعا
له فلا علاج له إلا ذلك، فالأخلاق الحسنة تارة تكون
بالطبع والفطرة، وتارة تكون باعتياد الأفعال الجميلة،
وتارة بمشاهدة أرباب الفعال الجميلة ومصاحبتهم،
وهم قرناء الخير وإخوان الصلاح، إذ الطبع يسرق
من الطبع الشر والخير جميعا. فمن تظاهرت فى حقه
الجهات الثلاثة حتى صار ذا فضيلة طبعا واعتيادا
وتعلما فهو فى غاية الفضيلة. ومن كان رذلا بالطبع
واتفق له قرناء السوء فتعلم منهم  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق