الجمعة، 11 مايو 2018

قصيدة لأن الشوق معصيتى فاروق جويدة

لا تـَذكـُرى الأمْسَ إنـّى عِشْتُ أخفِيه
إنْ يَغفِر القـَلـْبُ.. جُرحِى مَنْ يُدَاويــهِ
قـَلـْبـِى وعينـَاكِ..والأيَّامُ بَينـَهُمــــــــــَا
دَربٌ طويلٌ..تعبْنـَا مِـــــــنَ مَآسِيـــــهِ
إنْ يَخفِق القـَلبُ كـَيْفَ العُمْرُ نـُرجعُـهُ؟
كـُلُّ الـَّذى مَاتَ فينـَا.. كـَيْفَ نـُحْييـــهِ؟
الشَّوقُ دَرْبٌ طويلٌ عشْتُ أسْـلـُكــُهُ
ثـُمَّ انـْتـَهَى الدَّربُ.. وارْتـَاحَتْ أغـَانِيــه
جئـْنـَا إلَى الدَّرْبِ..والأفـْرَاحُ تـَحْمِلـُنـَا
واليَوْمَ عُدْنـَا بنـَهر الدَّمْــع ِ نـَرْثـِيـه
مَازلتُ أعْرفُ أنَّ الشَّوْقَ مَعْصِيـتـى
وَالعِشْقُ واللـّه ذنـْبٌ لـسـْتُ أخـْفِـــِيه
قـَلـْبـِى الـَّذِى لـَمْ يَزَلْ طِفـْلا ً يُعَاتبُـنِـى
كـَيْفَ انـْقـَضَى العِيدُ .. وانـْفـَضَّتْ لـَيَالِيهِ؟
يَا فـَرْحة ً لـَمْ تـَزَلْ كالطـَّيفِ تـُسْكرنِى
كـَيـْفَ انـْتـَهَى الحُلمُ بالأحْزَانِ.. والتـِّيـــهِ
حَتـَّى إذا ما انـْقـَضَى كالعِيدِ سَامرُنـَا
عُدْنـَا إلـَى الحُزْن ِ يُدْمينـَا .. ونـُدْمِيهِ
***
مَا زَالَ ثـَوْبُ المُنـَى بـِالضَّوْءِ يَخْدَعُنِـى
قـَدْ يُصْبحُ الكـَهْـلُ طِفـْلا ً فِى أمَانِيـــــهِ
أشـْتـَاقُ فِى اللـَّيل ِ عطـْرًا مِنـْـكِ يَبْعَثـُنِى
ولـْتـَسْألِى العِـطـْرَ: كـَيْفَ البُعْدُ يُشـْقِيـهِ؟
ولتسْألِى اللـَّيْـلَ: هَلْ نـَامَتْ جَوانِحُـــــــهُ؟
مَا عَادَ يَغـْفـُو وَدَمْعِــــــى فِى مآقِيــهِ
يَا فـَارسَ العِشْق ِهَلْ فِى الحُبِّ مَغـْفـِرَة ٌ
حَطـَّمتَ صَرْحَ الهَوَى والآنَ تـَبْكِيـهِ
الحُبُّ كالعُمْرِ يَسْرى فِى جَوانِحِنـــــــــَا
حَتـَّى إذَا مَا مَضَى.. لا شَـىْءَ يُبْقِــيهِ
عاتـَبْتُ قـَلـْبـِى كـَثيرًا: كـَيْفَ تـَذكـُرهَـــا
وعُمْرُكَ الغَضُّ بيْنَ اليَأس ِ تـُلـْقــِيــهِ؟
فِى كـُلِّ يَوْم ٍ تـُعيدُ الأمْسَ فى مـــــــلـَل ِ
قـَدْ يَبْرأ الجُرْحُ .. والتذكــارُ يـُحْييهِ
إنْ تُـْرجعِى العُمْرَ هَذا القـَلـْبُ أعْرفـــُهُ
مَازلتِ والله نبْضـًا حائـِرًا فيــهِ
أشْتاقُ ذنـْبى..ففِى عَيْنيكِ مَغـْفِرتِـــــــــى
يَا ذنـْبَ عُمْرى .. ويَا أنـْقـَى ليَــاليهِ
مَاذا يُفيدُ الأسَى؟ أدْمَنـْتُ مَعْصِيَتِــــــــى
لا الصَّفـْحُ يُجْدِى..وَلا الغـُفـْرَانُ أبْغِيهِ
إنـِّى أرَى العُمْرَ فى عَيْنـَيـكِ مَغـْفـــــِرَة ً
قـَدْ ضَلَّ قلـْبـِى فـَقـُولِى..كـَيْفَ أهْدِيهِ؟!
*****************
خلق الانتظار ليبق الشوق حيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق