الاثنين، 17 سبتمبر 2018

السياسة والامن

المصري اليوم

وعادة يقاس نجاح تجارب الدول فى التحول الديمقراطى عندما تشغل السياسة غالبية المكون ويتراجع الأمن إلى شغل المساحة المحددة التى يشغلها فى النظم الديمقراطية المستقرة.
يوجد البلاد فوضى واضطرابا وسيولة تصل إلى مرحلة غياب مؤسسات الدولة عن الفعل، فى مثل هذه الحالات عادة ما تبدأ مرحلة التحولا الديمقراطى باستعادة الأمن وفرض هيبة الدولة وعودة مؤسساتها للعب دور فاعل،
وهنا يزيد دور المكون الأمنى على حساب السياسى حتى يتم القضاء على مظاهر غياب الدولة وبقايا مرحلة الفوضى. 

والمفترض أن دور المكون الأمنى يتراجع بعودة مؤسسات الدولة وزيادة معدلات الاستقرار وبدء عملية التحول الديمقراطى.
هى التى نجحت فى تقليص المكون الأمنى لحساب السياسى تدريجيا

نعنى بالسياسة هنا اللجوء إلى الحوار وتبادل الرأى، التعاطى مع واقع التنوع والتعدد، سيادة الشفافية واستقرار مبدأ المحاسبة، أما المكون الأمنى فيعنى الاعتماد على الأجهزة الأمنية فى التعامل مع القضايا السياسية، الضيق بالنقد السياسى والرغبة فى سيادة الفكر الواحد واللون السياسى الواحد، اتساع مساحة ومكانة نظرية المؤامرة بحيث إن من يعارض الصوت السائد عادة ما يوصف بالخيانة بل العمالة للخارج، وكلما اتسع دور المكون الأمنى اقترب النظام من نمط الحكم السلطوى، والأخطر من ذلك هو امتداد دور أجهزة الأمن للسيطرة على مؤسسات الدولة الأخرى وفى مقدمتها المؤسسة التشريعية فيتحول أعضاء المؤسسة إلى أدوات بأيدى الأجهزة الأمنية تلقنها ما تقول وتوزع الأدوار عليها على النحو الذى يحول المؤسسة إلى أداة بيد الأجهزة الأمنية ويصير وزن كل عضو حسب إخلاصه وولائه للأجهزة الأمنية.

********************
نمط الحياة السياسية في دولة
ما، ليس وليد لحظة فجئية، وإنما هو نتاج
خبرات وتجارب متوارثة بين الأجيال،
أثرت في بعضها البعض فخلفت موروثا
تراكميا، وأن جزءا من هذا الموروث أو
ربما تاريخا بأكمله، يمكن أن يظهر من
جديد في زمان ومكان مختلفين

ويقول البعض من الخبراء إن مايتعلمه الأبناء على أيدي آبائهم وأمهاتهمويعيشونه في بيئتهم الاجتماعية، يعتبرمن العوامل الجوهرية التي تؤثر فيهممدى الحياة، فالآباء يحتكون بأبنائهملفترة طويلة وفي أوقات ومراحل مهمة،وكذلك وسائل الإعلام والمدرسة تأخذانحيزا زمانيا مطولا من وقتهم، وجميعهؤلاء يغرسون مفاهيم عقائدية وسياسيةوفكرية فيهم، ولذلك من غير المفاجئ أنيتبنى الأطفال أيديولوجيات آبائهم عندالكبر أو ينحون بعيدا عنها.
في ثمانينات القرن الماضي ركز علماء
النفس والمختصون في علم الوراثة
السلوكية في دراستهم على التوائم
لمعرفة التباين الحاصل في المواقف
الاجتماعية، فاكتشفوا أن البيئة تلعب
دورا في تحديد السلوكيات الاجتماعية
للطفل

موروث عابر لاجيال المحشي

+++++++++++++++++


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق