الجمعة، 17 ديسمبر 2021

فولتير ****

Feb 6, 2019

 (إن الخطيئة هي السبب المعنوي للزلزال مهما كان طبيعيا ..والزلزال هو نتاج اللعنات التي يصبها الله على الارض للتكفير عن خطيئة آدم وحواء الاولى 
بطبيعة الحال استشاط فولتير غضباً لهذه التفسيرات , ولكنه هو نفسه لم يجد شيئاً يوفق به بين الحادث وبين ايمانه 
بإله عادل , فهل عالمنا احسن العولم الممكنة ..؟؟
فنظم فولتير قصيدته ( كل شي حسن ) : ( أيتها المخلوقات الفانية التعسة .. ايتها الارض المحزنة .. ايها الجمع الرهيب من بني البشر ..ايها الحكماء الحمقى الذين ينادون كل شيء حسن ..تعالوا تأملوا الخرائب والاشلاء ورماد الجثث وانظروا الى النساء والاطفال الذين حصدهم الموت بالجملة .. الى كل هذه الاجساد المتناثرة والممزقة اوصالها..لقد التهمت الارض مائة الف حالفهم النحس .. سالت دمائهم .. تمزقت جثثهم ودفنوا احياء .. هل كل هذا جرى وفق مشيئة الله .. هل تقولون لقد انتقم الله وان موتهم جراء جرائمهم ..) 
ويتسائل فولتير : كيف يتفق الصراع الكوني الشامل والموت المذل المؤلم مع الايمان بإله خير وطيب بنفس الوقت ؟؟ 
 ( رسالة في الميتافيزيقيا ) ذكر فيها فولتير انه من المنطق الايمان و التسليم بذهن عاقل وذكي في الكون مثلما هو منطقي افتراض أن الساعاتي قد صنع ساعة . ففي كلتا الحالتين نرى تصميما وتخطيطا على مستوى عالي وتهيئة وسائل معينة لغايات بعينها .. وكما ان الساعة المفروض بها ان تعمل وفق قوانين معينة كذلك الكون .. وليست هناك معجزات واعتبر الفكر شكل من اشكال المادة ووظيفة من وظائفها ويقول فولتير متفقا مع (لوك ) : ينبغي ان نقرر انه من اليسير على الله اان يضيف الى المادة فكرا , ًوان قدرة المادة على التفكير ليست معجزة اكثر من كونها تأثير الذهن الغير مادي على الجسم المادي , وما النفس سوى حياة الجسم وانها تفنى بفنائه , وان الطبيعة هي وحدها الوحي المقدس وهي المعين الذي لاينضب , وقد يكون الدين له نفع لبعض الاشخاص , ولكن الرجل المتشكك الاريب لايحتاج اليه حين يريد ان يعزز به الفضيلة .. فكثيرا ما استغل رجال الدين وعلى مدى التاريخ الناس لارباك اذهانهم في نفس الوقت الذي ابتز الملوك اموالهم . فالفضيلة من وجهة نظر فولتير هي الخير الاجتماعي لا طاعة الله 
 انه يؤمن بأن الديانة لا تقوم على آراء الميتافزيقيا المبهمة التي يصعب سبر غورها ولا على الزخارف العقيمة , بل تقوم على العبادة والتقديس والعدالة ..: ان عمل الخيرهو عبادته , والخضوع لله هو مذهبه 
.. 

هاجم فولتير الكنيسة الكاثوليكية وآمن أن "مصير الإنسان بين يديه وليس في الجنة". وشجعت أفكاره الناس على القتال ضد امتيازات وهيمنة الكنيسة، واعتبر الفيلسوف الفرنسي رمزاً لعهد التنوير، وذاعت شهرته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية وخاصة حرية المعتقد.

هذه الصورة "الناصعة" ليست كل الحقيقة، فبحسب تقرير لمجلة فورين بوليسي الأميركية كان الفيلسوف الشهير عنصريًا ومعاديا للسامية وألهم الزعيم النازي هتلر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق