إِ ّن الإمكانــات التــي تســمح العلــوم التقنيــة لنــا باستكشــافها،
ُ كالتلاعــب، علــى ســبيل المثــال، بالحمــض النــووي والتحســين
ُ الاصطناعـي لأدائنـا ورقمنـة علاقتنـا الاجتماعيـة، تسـهم، بشـكل
ً حتمـي، فـي تغييـر العالـم الـذي نعيـش فيـه. ذلـك أن تغييـرا،
َ وقـع تقبلـه، يمكـن أن يـؤدي إلـى تغييـر ٍ ثـان ّ ثـم إلـى آخـر
ُ كالتلاعــب، علــى ســبيل المثــال، بالحمــض النــووي والتحســين
ُ الاصطناعـي لأدائنـا ورقمنـة علاقتنـا الاجتماعيـة، تسـهم، بشـكل
ً حتمـي، فـي تغييـر العالـم الـذي نعيـش فيـه. ذلـك أن تغييـرا،
َ وقـع تقبلـه، يمكـن أن يـؤدي إلـى تغييـر ٍ ثـان ّ ثـم إلـى آخـر
التغييـر جـزءا لا يتجـزأ مـن العالـم ومـن
ً الحيـاة؟ وبمـا أن «لا شـيء دائمـا سـوى التغييـر،» كمـا كان يقول
ً هيرقليطـس، لمـاذا، إذا ّ ، يتوجـب علينـا أن نقلـق بشـأنه؟ وبما أنه
ّ لا يمكـن تجنـب التحـولات فلمـاذا علينـا التفكيـر فيهـا؟
ً الحيـاة؟ وبمـا أن «لا شـيء دائمـا سـوى التغييـر،» كمـا كان يقول
ً هيرقليطـس، لمـاذا، إذا ّ ، يتوجـب علينـا أن نقلـق بشـأنه؟ وبما أنه
ّ لا يمكـن تجنـب التحـولات فلمـاذا علينـا التفكيـر فيهـا؟
بالتغيـرات «الطبيعيـة،» أن هنـاك نوعـا آخـر
ّ مـن التغييـر «الاصطناعـي،» الـذي «يتسـبب فيـه الإنسـان،» وهـو
َ تغييـر بوسـعنا رصـده، بل إننـا ل ُم ْل َزمون بذلك. وفي هذا السـياق،
ُيشــكل التفكيــر الإتيقــي، الــذي ي ّ ســلط الضــوء علــى العلاقــة
ُ المعقـدة بيـن العلـم والتكنولوجيـا والمجتمـع
ّ مـن التغييـر «الاصطناعـي،» الـذي «يتسـبب فيـه الإنسـان،» وهـو
َ تغييـر بوسـعنا رصـده، بل إننـا ل ُم ْل َزمون بذلك. وفي هذا السـياق،
ُيشــكل التفكيــر الإتيقــي، الــذي ي ّ ســلط الضــوء علــى العلاقــة
ُ المعقـدة بيـن العلـم والتكنولوجيـا والمجتمـع
إن
ً التقنيـات البيولوجيـة (والتقنيـات العلميـة) تفتـح فضـاء ً شاسـعا
يجـب علـى الإنسـان ضبـط معاييـره إذا رغـب فـي منحهمـا معنـى
ً وغايــة
ً التقنيـات البيولوجيـة (والتقنيـات العلميـة) تفتـح فضـاء ً شاسـعا
يجـب علـى الإنسـان ضبـط معاييـره إذا رغـب فـي منحهمـا معنـى
ً وغايــة
لـدى المـرء الحـق
ّ فـي فعـل أي شـيء وكل ّ شـيء؟ وإذا كانـت الحر ّية تكمـن فـي القـدرة على فعل
ْ مــا نريــد دون أي ضوابــط، أي َ دون أن يحد ٌ نــا أو يمنعنــا شــيء ِ ، فممــا ســنكون
ّ متحرريـن إذاً؟ لقـد أصـاب أسـتاذ تاريخ القانون جـاك إيلـو
أن:إدراكنـا ومعرفتنـا أننـا
غيـر أحـرار، وأننـا مقيدون، يثبت وعينـا بالعالم من
حولنـا، وبالظـروف التـي نرتهـن إليهـا، وبأسـباب أفعالنـا وخياراتهـا. ومـن أجـل
ً بلـوغ هـذا الوعـي يجـب، بالتحديـد، أن نكـون أحـرارا ّ . لكـن لا قيمـة للحر ّيـة فـي
ّ ذاتهـا، وعبـر ذاتهـا، بـل فـي كونهـا حرية إتيـان شـيء مـا، ومن أجـل غايـة ما.
ّ فـي فعـل أي شـيء وكل ّ شـيء؟ وإذا كانـت الحر ّية تكمـن فـي القـدرة على فعل
ْ مــا نريــد دون أي ضوابــط، أي َ دون أن يحد ٌ نــا أو يمنعنــا شــيء ِ ، فممــا ســنكون
ّ متحرريـن إذاً؟ لقـد أصـاب أسـتاذ تاريخ القانون جـاك إيلـو
أن:إدراكنـا ومعرفتنـا أننـا
غيـر أحـرار، وأننـا مقيدون، يثبت وعينـا بالعالم من
حولنـا، وبالظـروف التـي نرتهـن إليهـا، وبأسـباب أفعالنـا وخياراتهـا. ومـن أجـل
ً بلـوغ هـذا الوعـي يجـب، بالتحديـد، أن نكـون أحـرارا ّ . لكـن لا قيمـة للحر ّيـة فـي
ّ ذاتهـا، وعبـر ذاتهـا، بـل فـي كونهـا حرية إتيـان شـيء مـا، ومن أجـل غايـة ما.
ومـن هـذا المنطلـق، فـإن الحـدود، مهما كانـت طبيعتها، هي ما يشـكل شـروط
ّ حر ّيـة الأفـراد ذاتهـا. فـلا ّ معنـى للحر ّيـة إلا عندمـا تنبـع مـن نظـام حقـوق وقيم
يوضـع حـدود لهـا
ّ حر ّيـة الأفـراد ذاتهـا. فـلا ّ معنـى للحر ّيـة إلا عندمـا تنبـع مـن نظـام حقـوق وقيم
يوضـع حـدود لهـا
«ضبـط ٍ للنفـس، وإدراك ُ لما هـو مقرر
علـى الفـرد أن يكـون عليه وأن يعيشـه.»
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
د. محمود العلايلى يكتب: الموت حيًا
صار التقدم التكنولوجى والتحول الرقمى من المسلمات، حيث لم يعد مفهوما أن هناك من لا يستخدم التكنولوجيا الرقمية أو من لا يفضل التعامل بها، لأنه من الصعوبة أن تجد شخصا لا يستخدم هاتفا ذكيا، أو لم يتعامل مع ماكينة صراف آلى، أو لم يسدد مدفوعاته بكارت ذكى أو أى نوع من التعاملات التى لا يمكننا أن نختص بها مرحلة عمرية أو طبقة اجتماعية، بل نجد التفاوت فى كم القدر من الاعتماد على الوسائل الرقمية من شخص لآخر، بحسب تمرسه واختياراته، ليصل إلى ما يسمى (IOT) أى إنترنت الأشياء، وهو ربط كل الوسائل رقميًا بداية من الهاتف الذكى إلى جهاز الكمبيوتر والمدفوعات، نهاية بأجهزة الإنارة المنزلية على سبيل المثال.
علـى الفـرد أن يكـون عليه وأن يعيشـه.»
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
د. محمود العلايلى يكتب: الموت حيًا
صار التقدم التكنولوجى والتحول الرقمى من المسلمات، حيث لم يعد مفهوما أن هناك من لا يستخدم التكنولوجيا الرقمية أو من لا يفضل التعامل بها، لأنه من الصعوبة أن تجد شخصا لا يستخدم هاتفا ذكيا، أو لم يتعامل مع ماكينة صراف آلى، أو لم يسدد مدفوعاته بكارت ذكى أو أى نوع من التعاملات التى لا يمكننا أن نختص بها مرحلة عمرية أو طبقة اجتماعية، بل نجد التفاوت فى كم القدر من الاعتماد على الوسائل الرقمية من شخص لآخر، بحسب تمرسه واختياراته، ليصل إلى ما يسمى (IOT) أى إنترنت الأشياء، وهو ربط كل الوسائل رقميًا بداية من الهاتف الذكى إلى جهاز الكمبيوتر والمدفوعات، نهاية بأجهزة الإنارة المنزلية على سبيل المثال.
إن ما يدفعنا للاهتمام هنا هو البناء على أرضية الواقع الجديد، فى زمن تبدلت فيه طرق استحضار المعلومة، من الحاجة إلى تراكم معرفى، إلى استدعائها بكلمة تعريف وضغطة زر، والأهم من ذلك أننا يجب أن ندرك عصرنا الانتقالى لمن وُلدوا وعاشوا مرحلة ما قبل الإنترنت والتحول الرقمى، ثم مروا بجميع مراحل التطور والتطبيقات المختلفة وتعقيدها، بينما هناك أجيال فى العقد الثالث من العمر والأصغر سنا لم يروا الدنيا إلا بالإنترنت والتطبيقات الرقمية، مما يضعنا فى إشكالية شديدة التعقيد بين جيل الإنترنت وجيل سابق يحاول بعضه التوافق مع الواقع الجديد بقبوله والتفاعل معه، ويدعى قطاع منه عدم ملاءمة هذا الواقع تفكيره، وقطاع ثالث يعلن بكل تأكيد أن الواقع الرقمى يدمر العقل ويفتت العلاقات الأسرية ويقتل المشاعر، ويبادر بشكل حنينى بدعوة حثيثة لرفض الواقع والعودة فى الزمن لما قبل الإنترنت والتطبيقات الرقمية.
الآباء والمدرسين والمدربين الرياضيين، حيث يمكن أن تؤدى المنطلقات المختلفة فى وسائل استحضار المعلومات وطرق التفكير إلى الوصول إلى مخرجات شديدة التباين فى كثير من الأحيان، واستحالة التوافق فى أحيان أخرى، وإن كان هذا لا ينفى أنه فى أوقات مغايرة يمكن أن يصل الطرفان إلى حالات من الاتفاق خصوصا فى الأمور العاطفية والإنسانية والفنية على سبيل المثال.
وإذا كنا نتحدث عما كان يسمى صراع الأجيال، فقد كان فى السابق صراعا بين أفكار، قديمها وحديثها، وبين ماض منغلق وحاضر أكثر انفتاحا وتقدما، وهى مسافة كانت تبتعد أو تقترب بحكم العادات والتقاليد، أو بقدر تفهم الأجيال السابقة أو بقدرة الأجيال اللاحقة على الضغط والإقناع، ولذا لا يمكننا أن نطلق على الجارى بين جيل الإنترنت ومَن قبله صراعا لأنه يفتقر لقواعده، حيث اختلاف الواقع لحدوث انقطاع شبه كامل بين هذه المرحلة وما سبقها، من حيث وسائل التفكير التى تغيرت، والتركيبة الذهنية التى أصبحت كاملة الاختلاف، وتبدلت لغة الخطاب وسبل التفاهم، والأهم فى دحض فكرة الصراع هو عدم وجود النزعة لإثبات الذات لأنها سائدة واقعيا، بل إن جيل الإنترنت صار دون قصد متجاوزا عن التناقض، غير مهتم من الأساس بإقناع من قبله، حتى حل التجاهل محل السخرية التى اتُّبعت فى بداية هذا العصر وأصبحت من مخلفاته.
إن المناداة بتواصل الأجيال أصبح من الحفريات، فإذا كنا ننادى قديما أن تتعلم الأجيال الجديدة من سابقيها، لكن الأمور قد انعكست حيث أصبحت مسؤولية الأجيال الأقدم هى اللحاق بالواقع الجديد، والتمرس على مفرداته، أو على الأقل التوافق
معه، لأن العناد سيؤدى إلى المكوث فى عزلة أو العيش فى غربة، أو بعبارة أكثر دقة «أن تحيا ميتًا، أو أن تموت حيًا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق