الأحد، 14 أبريل 2019

وطن أم كازينو؟

من المؤسف أن بعض الدول تدير عجلة الحياة بين الناس بنفس فلسفة كازينو القمار، فلا تسبغ رعايتها وحمايتها على جميع المواطنين، ولا تمنح جميع الناس فرصًا متساوية، وإنما تكون وسائل كسب العيش بها مؤلمة للغاية، ويكون لتحول شخص واحد إلى مليونير مقابل فادح دفع ثمنه ألف إنسان تم حرمانهم من الغذاء والكساء والسكن والتعليم!.
للأسف لا توجد طريقة لكى يغتنى البعض بصورة فاحشة سوى أن يدفع عدد كبير من البشر ثمن هذا. في البلاد ذات الموارد الواسعة والثروات الكبيرة يمكن لمن يقومون بإدارة شؤون الحكم أن يجعلوا معظم الناس مستورين وبعضهم فاحش الثراء، أما في البلاد الفقيرة ذات الموارد المحدودة فإن إثراء قلة من الناس هي عملية لا يمكن أن تتم إلا بالتضحية بحقوق أغلب الناس الأساسية، وعملية صناعة مليونير واحد لابد أن يكون ضاع في سبيلها فلوس العلاج والماء النظيف والصرف الصحى. أما القائلون بأن صناعة الأثرياء يمكن أن تكون من أسباب الخير لأن هؤلاء سيقيمون مشروعات ويقومون بتشغيل العمالة وفتح البيوت فهو كلام فارغ، وقد يكون صحيحًا فقط بالنسبة لمن يأتون بثرواتهم من خارج البلاد للاستثمار في الداخل، أما الذين أصابوا الثروة من خلال قرارات إدارية تم تفصيلها على مقاساتهم بواسطة أصدقائهم في السلطة، فهؤلاء قد استفادوا من إدارة الدولة بنفس عقلية إدارة كازينو للقمار، أي أن قلة قليلة فقط لها الحق في السعادة على حساب شقاء ملايين البشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق