فمن شنه للحروب التجارية بشكل مستمر، وتهديده بشن حروب أخرى حقيقية، ونقله السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس، ودعمه لبريت كافانو فى المحكمة العليا، وذلك على الرغم من اتهامه بالاعتداء الجنسى على المراهقات
وأول شىء ينبغى معرفته لفهم عالم العقارات هو أنه لا توجد نظرية ثابتة تحكمه، حيث إنه ليس لدى الاقتصاديين أى نموذج دقيق لكيفية تسعير الأراضى، وذلك لأن هناك الكثير من المتغيرات التى يمكن أن تؤثر فى عمليات البيع، ولذا فإنه يجب على المستثمرين العقاريين العمل على كل صفقة على حدة، فما قد ينجح فى صفقة ما قد يفشل فى الصفقة التى تليها، فهذا المجال لا يلائم الفلاسفة، وعلماء الرياضيات، والفيزيائيين، لكنه يناسب رجال الأعمال من ذوى العلاقات السياسية، وهؤلاء من هم لديهم القدرة على التعامل مع المخاطر.
ومن أجل المنافسة فى هذه الصناعة التى تحتاج إلى رأس المال الضخم، فإنه يجب أن يتحمل الفرد الكثير من الديون، وترامب، مثله مثل معظم مَن يعملون فى مجال العقارات، يحب الدين، فقد قال فى تجمع لمؤيديه، فى عام ٢٠١٦، إنه «ليس هناك ما هو أفضل من القيام بالأشياء بأموال الآخرين، فأنت تأخذ الأموال، وهو مَن يتحمل المخاطرة».
وكَم من المشاريع التى لم تجر كما كان متوقعا لها، فالتكاليف يمكن أن ترتفع فجأة، أو يتراجع السعر المتوقع بسبب تراجع الاقتصاد.
وهذا هو السبب فى أن مكاسب قطاع العقارات تكون على المدى الطويل، لكن فى حال كنت شخصا لا يستطيع المخاطرة، فأنت بحاجة إلى وظيفة أخرى، فإذا طالب المطورون العقاريون بدخل ثابت مثلنا، فحينها ستظل معظم أراضى أمريكا أراضى زراعية بدون مبان.
وصحيح أننى عارضت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
سبب وجيه يجعل معظمنا لا يرغب فى العيش مثل مطورى العقارات، وهو الطبيعة المحزنة لهذا المجال: الإفلاس، فلا يعرف أى شخص أبدًا متى قد يخسر كل شىء.
ولذا فإنه يجب على مؤيدى ترامب وضع ذلك فى اعتبارهم، حيث إنه بصفته رئيسًا للولايات المتحدة، فهو يلعب الآن بما هو أكثر من «أموال الآخرين»، فعندما يهدد إيران، وكوريا الشمالية، ويهمل الحلفاء الأوروبيين، ويخرج من الصفقات التجارية، فإنه يخاطر بخسارة الوظائف الأمريكية، وربما حياة الأمريكيين، وذلك بجانب مستقبل أمة عظيمة مثل الولايات المتحدة.
نقلًا عن صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية
++++++++++++++++++
افشل أفضل
30 نوفمبر 2019 - 10:50 م
عندما يسألنى أحدهم عن الفارق بين الاقتصاد الأمريكى والاقتصادات العربية، أقول لهم إن الفوارق متعددة ولكن الفرق الرئيسى فى تقديرى هو أن المفلس فى البلاد العربية يفقد حقوقه المدنية أو يسجن، والمفلس فى أمريكا يصبح رئيس جمهورية.
ربما كان من غير المعروف أو المتداول أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب له ست حالات إفلاس لشركاته، بداية من ثلاثة إفلاسات لممتلكات فى مدينة اتلانتك سيتى الأمريكية، وهى إفلاس فندق تاج محل عام ٩١، وإفلاس فندقى ترامب كاستل وترامب بلازا عام ٩٢، ثم ثلاثة إفلاسات أخرى وهى فندق ترامب بلازا فى نيويورك عام ٩٢ وشركة منتجعات ترامب عام ٢٠٠٤ وأخيرا شركة منتجعات ترامب للترفيه عام ٢٠٠٦. قانون الإفلاس فى أمريكا قد يكون الأكثر تقدما فى العالم، ويمثل ميزة حقيقية للشركات العاملة هناك. وللإفلاس عدة قوانين حاكمة أشهرها إفلاس الفصل الحادى عشر المعروفة باسم Chapter 11. ما يحدث عندما تتعثر شركة وتدخل فى دوامة الديون أنها تصل لمرحلة أن تتقدم نفسها بطلب دخولها فى «حماية» الفصل الحادى عشر من قانون الافلاس، وهو فى مجمله يعطى حماية للشركة من الاجراءات القضائية الخاصة بالمديونيات القائمة بقدر كاف للشركة يمكنها من استمرار أعمالها،
وفى نفس الوقت تنظم علاقتها مع الدائنين حتى تسوية مديونياتهم، ومن ثم خروج الشركة من حالة الافلاس. هو إذن افلاس بهدف الاستمرار وليس بهدف الاغلاق والتصفية. قد يصل الموضوع للتصفية الكاملة أو الجزئية وقد يصل لتملك الدائنين للشركة. بالطبع يكون هناك شد وجذب ولكن القانون واضح فى أولويات إدارة شركة تحت بند الافلاس. حتى البنوك الدائنة، يجب أن تقف فى طابور الدائنين وتنتظر دورها. البنك شركة هادفة للربح ولها مساهمون، والمودعون اختاروا البنك، وهناك نسبة تحمل لاختيارهم. جون بول جيتى الملياردير وجامع التحف المعروف له جملة مشهورة «إذا كنت مدينا للبنك بمائة دولار فأنت عندك مشكلة، وإذا كنت مدينا للبنك بمائة مليون دولار فالبنك لديه مشكلة».. تخيل أن تقول هذه الجملة لبنك فى الشرق الأوسط حيث تعتبر أموال البنوك أموالا عامة وتدخل الخلافات معها فى اطار الجريمة الجنائي
أهم شىء فى الفشل هو ان نعترف به أولا ثم نحلل الأخطاء ونرسم خريطة الخروج من المأزق. هوالخطوة الأولى التى يتبعها تشخيص ثم تخطيط وتحرك للأمام. فهل نستطيع تغيير عقلية وصم الفشل والحكم على من يفشل بالنهاية؟ هل من الممكن أن نعيد رسم قواعدنا لتسمح لمن يفشل بالبدء من جديد مرة واثنين وثلاث؟ تخيلوا ماذا يمكن أن يعنى ذلك لحياتنا واقتصادنا ومعنوياتنا.عندما لا نخشى الفشل سنستطيع بالتأكيد التحرك بصورة أقوى للأمام. أدعوا لكم وإياى بأن «نفشل أفضل» فهو أضمن طريق للوصول للنجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق