الجمعة، 27 سبتمبر 2019

القول والفعل.. الكلام والعمل

الخطاب، أي خطاب، سياسياً كان أم دينياً، يحتوي على ثلاثة مكونات: أولها، الكلمات والألفاظ والعبارات.. وهو مستوى اللغة الذي يعتمد عليه الخطيب، حتى ولو لم يكن لديه شي ليقوله، لكن لابد من التأثير في الناس عن طريق الكلام. وهذا ما سماه المناطقة مستوى الخطابة
كما كانت تقام نوادي الخطابة عند قدماء العرب لإبراز مهارات التحدث والقدرات البلاغية لدى المتحدثين. وفي الخطاب الديني، وإلى حد ما الخطاب السياسي أيضاً،.

والمكون الثاني للخطاب هو المضمون، أي المعنى الذي يريد إيصاله والرسالة التي يسعى لتبليغها. وهو مكون موجه إلى العقل وليس إلى اللسان، إلى الفهم وليس إلى التأثير. فالمعنى أساس الخطاب وإلا يكون بلا معنى. لذلك قال ديكارت: «أنا أفكر فأنا إذن موجود». ويكرر القرآن الكريم: «أَفَلا تَعْقِلُونَ»، «أَفَل اتتَفَكَّرُونَ» عشرات المرات«قُل هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ».

إحدى مميزات ثورة يناير 2011 في مصر أنها بدأت بالفعل دون كلام، وأن مبادئها الأربعة خرجت من ثنايا الفعل. فالعمل يسبق النظر، وهذا أحد معاني الائتلاف الوطني، أي أولوية العمل على النظر، والفعل على الكلام، والسلوك على القول.
إن الأزمات الاقتصادية والسياسة والاجتماعية.. التي تمر بها كثير من بلاد العالم النامي لا تحتاج إلى كلام، بل إلى فعل، أي إلى إنجاز وإنتاج. فالكلام تغطية وتعمية، لذلك لا يسمعه أحد، خاصة إذا كان بعضه بالعامية أو باللحن في اللغة العربية.
واستبعاد أبناء البلاد من العمل العام، وإن أمكن من الحديث أيضاً، هو مرة أخرى جعل العمل الوطني كلاماً في كلام. ليس الكلام عيباً في ذاته، لكنه عيب إذا كان فارغاً ومن غير مضمون. فقد تكلم الله مع إبليس رداً على اعتراضه بأنه لا يسجد لمن خُلق من طين وهو خُلق من نار. وتكلم الله مع إبراهيم لإثبات وجوده بالبراهين والأدلة التجريبية حتى يطمئن قلب إبراهيم، وتكلم مع موسى حتى سُمي «كليم الله». وفي الإنجيل، «الله هو الكلمة». والكلمة فعل، قبل الخلق والبعث وإرسال الأنبياء ومحاسبة المخلوقين على أعمالهم وليس على أقوالهم:

+++++++++++++++++++
الوزير، خلال اجتماعه، أن مصر تتعرض لهجمة شرسة، وأن جانبا من هذا الهجوم يأتى ممن يطلقون على أنفسهم النشطاء وكل حياتهم فى وسائل التواصل الاجتماعى، وهؤلاء «أفشل ناس فى التاريخ ولو عندهم حاجة يعملوها كانوا قدموها».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق