2018-08-01 Aug 17, 2021
الخطر المدمر للأيديولوجيا في الأنظمة الشمولية
أيديولوجيا بمعناها الماركسي للإشارة إلى المعتقدات التي يتمسك بها الناس لا لأنها صحيحة يمكن التوثّق منها، بل لأنها تخدم مصالح الأقوياء.
حين يعتنق الكائن أيديولوجيا ما، أو ينحاز إليها، فإنّ هذه الأيديولوجيا تغدو النظارة التي يرى فيها العالم. وليس هذا فحسب؛ بل ويُخطِّئ المختلفين معه بالمطلق. فتغدو المعرفة، إذ ذاك، أسيرة الأيديولوجيا وليست عملية كشف وفهم وتفسير وموضوعية، وهذا هو معنى العائق الأيديولوجي للمعرفة.
فالشيوعي العربي والذي عاش في الاتحاد السوفيتي أو لم يعش، كان يرى في التجربة السوفيتية المثل الأعلى في السياسة والاقتصاد والأخلاق والمعرفة، وما كان يطيق سماع أي نوعٍ من أنواع النقد لها.
وحين ذهبنا إلى الاتحاد السوفيتي رأينا ما لا يخطر على بال من فقر وفساد وقمع وكذب إعلامي ومحسوبية، فضلاً عن مكتسبات للمجتمع بلا شك؛ كالتعليم والصحة والسكن. وكان ماركس وإنجلز ولينين نهاية المعرفة، وقولهم قولاً مطلقاً، وكتبهم كتباً مقدسة. ولهذا كنّا نخاف من نقدهم. وحين انهارت التجربة وانهارت معها الأيديولوجيا، تحرّر العقل، وراح يتحدث عن الحقائق دون عائق أيديولوجي .
وقسْ على ذلك صاحب الأيديولوجيا الإسلاموية -الأصولية المتعصبة ورؤيته للآخر المختلف كالأوروبيين مثلاً. فأوروبا بالنسبة للأيديولوجي الأصولي المتعصب ليست سوى بلاد الكفر والدعارة والانحطاط الأخلاقي والاعتداء على الإسلام وأهله، فعماه
الأيديولوجي يمنعه من رؤية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتقدم المعرفة في كل جوانب المعرفة العلمية والثقافة، إلخ.
والأخطر من هذا كله حين تتحوّل الأيديولوجيا إلى عائق أمام المعرفة الاختبارية وحقائق الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والجيولوجيا، وما شابه ذلك من علوم تصحح أخطاءها.
وكذلك حين ترفض الأيديولوجيا المعتنقة من قبل علماء الاجتماع والسياسة والتاريخ الاحتكام إلى المعقولية ومناهج البحث .
وإذا كان من حق الإنسان أن ينتمي إلى أية أيديولوجيا كانت، لكن ليس من حقه أن يعتبرها الحقيقة المطلقة ويحمل الناس على الإيمان بها وفرضها بالقوة على الآخرين.
الدِّين أقوى من الأيديولوجيا
الأيديولوجيا ببساطة على أنها النسق الكلي للمعتقدات والقيم والأفكار الموجِّهة لقرارات الفرد وممارساته وسلوكه، وبتعبير مبسط يمكنك توقع سلوك فرد ما أو مجموعة بشرية ما، وردود أفعاله تجاه العالم المحيط، من خلال الأيديولوجيا التي ينتمي إليها ذلك الفرد أو تلك المجموعة، وبالمثل تستطيع أن تحدد الأيديولوجيا المتحكمة في الفرد من خلال تحليل سلوكه وممارساته ومواقفه في الحياة،
فالمسلم يقف يؤدي فريضة الصلاة لا يسأل المسلم الذي يجاوره عن هُويته السياسية ولا نظريته الاقتصادية ولا رؤيته الاجتماعية قبل أن يصطَّف بجواره ويلصق قدمه بقدمه، تربط بينهما أخوَّة الدين والعبادة والأخلاق، وذوو الأرحام يُحبون بعضهم حُبًا فطريًا يغرسه الله فيهم وإن تباينت أيديولوجياتهم ونظرياتهم في الحياة،
*
Apr 11, 2021
الأيديولوجيا والعقل الجمعي
تعزيز الوحدة الوطنية والوصول إلى العالم المتقدم يقتضي منا أن نصحح المفاهيم الخاطئة عن الدين والتي وظفتها الجماعات الإسلامية لخدمة أغراضها، مع إظهار ما في الدين من حث على العمل وترسيخ القيم والحب والتسامح بين الشعوب، وقبول البشر كما هم وكما أراد الله لهم، وعدم التفرقة على أسس دينية أو مذهبية أو قومية، علينا أن نؤصل في مناهجنا أهمية أن يكون الوطن مظلة الجميع..
الأيديولوجيا هي علم الأفكار، وتطلق على علم الاجتماع السياسي، بصفته نسقاً من المعتقدات والمفاهيم التي يتشبع بها الإنسان فتصبح هي الأكثر حضوراً وتأثيراً في فكره وحياته. وقد تكون الأيديولوجيا دينية أو سياسية أو قومية حسب البيئة والثقافة التي نشأ فيها، وما يحفل به الإعلام من معلومات وحملات، والتعليم بمناهجه وخصوصاً المعلمين والمقررات، وما يبثه القادة وتوجهاتهم وما ينتهجونه من رؤى وسياسات.
وقد كان للعالم العربي نصيب كبير من الأدلجة على أسس قومية ويسارية ودينية، ففي الخمسينات والستينات من القرن الماضي برزت القومية العربية ونادت بالوحدة العربية والتخلص من كل أشكال التبعية وتحرير فلسطين. صدّق معظم أفراد الشعب العربي هذه الوعود وتلقفوا كل ما يصدره قادتها من بيانات انتصارات زائفة، وقسمت دول العالم العربي إلى دول تقدمية وأخرى رجعية، إلى أن اتضحت الرؤية وبانت الحقائق على أرض الواقع، فالدول التي تصف نفسها بالتقدمية صارت تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية وضعف العملة المحلية وسوء الخدمات ومصادرة الحريات، وانتهت بهزيمة 1967، التي كشفت سوء التخطيط والإدارة وتدني الروح المعنوية، وعلى أثر ذلك برزت الجماعات الدينية بقيادة الإخوان المسلمين لتحتل المنابر والمناهج والأنشطة وتحول الدين من دين محبة وإخاء وقيم ورحمة، ووسيلة تطهير الحياة الأخلاقية للإنسان وحمايته من الاغتراب والإلحاد والقلق وتعزيز الإيمان والتفاؤل إلى دين يستخدم سلماً للاستحواذ على السلطة، فزجت به في معترك السياسة وما بها من صراعات وحروب وفتن، ونتج عن ذلك الكثير من المنظمات التي استخدمت ولا تزال تستخدم العنف كالقاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام ومنظمة الشباب الإسلامي في الصومال، منظمات تشبعت بثقافة التكفير واستهدفت الناشئة في برمجة وفتاوى واجتهادات تجاوزها الزمن في سياقها التاريخي والزماني والمكاني.
وعلى الجانب الآخر ظهرت المنظمات والأحزاب الشيعية التي تستمد أدبياتها من قادة مؤدلجين من أمثال علي شريعتي الذي أثار بكتاباته وخطبه وجدان الشباب ومهد هو وأمثاله للثورة الإيرانية التي تشكلت حكومتها على أساس ولاية الفقيه، وحاولت نشر هذا الفكر في أكثر من بلد عربي، فكان حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن، ولولا وقوف المملكة ومكانتها وإمكاناتها لكان المد الأيديولوجي للثورة الإيرانية ينتشر في أكثر من بلد عربي.
الأيديولوجيا مرض عضال يشل الفكر ويطمس شخصية الفرد ليذوب في الجماعة ويأتمر بأوامرها ولا يستثنى من ذلك المتعلم والجاهل، وحامل الشهادات العليا والأمي، فالتكوين الفكري لدى كل شخص يبدأ من الطفولة والشباب، بعد ذلك يستمر الشخص في تعزيز قناعاته بما يوافق ما يختزنه من أفكار، فتكون قراءاته وبحوثه في مجالات تعزز معتقداته وتوجهات جماعته أو حزبه، ويندر أن يخرج الشخص من هذه الدائرة مهما بلغ من العلم، فالعلم للوظيفة والمهنة، وكما قال الفيلسوف "مارتن هيدغر": "العلم لا يفكر" فالعلوم الطبيعية لا تقتضي التساؤل والشك والتحليل والتأمل، خلافاً للفلسفة والعلوم الإنسانية، ولذا نجد الكثير من قادة التنظيمات الإسلامية أطباء ومهندسين من أمثال أيمن الظواهري في تنظيم القاعدة، ومرشد الإخوان الحالي الطبيب البيطري محمد بديع.
العالم كله يعاني من الأدلجة، لكن الدول المتقدمة هي الأقل من حيث تأثير الأيديولوجيا على حياة أفرادها، ذلك أنها تعلمت الدرس جيداً، فالحروب الدينية أنهكت أوروبا ثلاثة قرون أحدها استمر ثلاثين سنة بين عامي 1618 وحتى 1648 أهلكت أكثر من نصف الشعب الألماني، أما الحروب القومية فكانت مستمرة يعززها قادة من أمثال هتلر الذي أشعل الحرب العالمية الثانية، وآخرها حرب القوات الصربية والكرواتية ضد البوسنة والهرسك.
تعزيز الوحدة الوطنية والوصول إلى العالم المتقدم يقتضي منا أن نصحح المفاهيم الخاطئة عن الدين والتي وظفتها الجماعات الإسلامية لخدمة أغراضها، مع إظهار ما في الدين من حث على العمل وترسيخ القيم والحب والتسامح بين الشعوب، وقبول البشر كما هم وكما أراد الله لهم، وعدم التفرقة على أسس دينية أو مذهبية أو قومية، علينا أن نؤصل في مناهجنا أهمية أن يكون الوطن مظلة الجميع، وأن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات.
علينا أن ندرك أنه ليس الدين هو المسؤول عما يعانيه المسلمون من تخلف وحروب، لكنها الجماعات الإسلامية التي وظفت الدين للقضاء على الدولة الوطنية واستخدمت في سبيل ذلك الكثير مما في الموروث والتاريخ من وقائع وأفكار.
*
Feb 7, 2020
الأيديولوجيا..هل يمكن العيش من دونها؟
من الصعب دفن الأيديولوجيا، رغم الحقيقة الجلية التي تبين أن الأيديولوجيات التي عرفها العالم حتى الآن لم تنجح في إسعاد البشرية ورفاهتها، وأن الوصول إلى «أيديولوجيا حديثة» يرتضيها الجميع أمر غير يسير، بل غير مطلوب في نظر الكثيرين. فالتمسك بالخصوصية النابع من إحساس قوي بالهوية لا يزال يلزم مجتمعات عديدة، ويسيطر على أذهان الأغلبية الكاسحة في كل زمان ومكان. فحتى في أكثر هذه المجتمعات تلمساً لطريق الحداثة، نجد القريحة الشعبية لا تزال حريصة على إنتاج فلكلورها، ووضعه في وجه أي تيار يريد أن يجرف هذه المواريث والتقاليد الراسخة كالجبال الرواسي.
نعم يستعمل كثيرون لفظ أيديولوجيا للحديث عن شيء كريه أو ممقوت، يفسد ولا يصلح، ويشد إلى الخلف دوما، ولا يدفع إلى الأمام أبداً، ويقود إلى ممارسة سلوك عنيف وعدواني ضد المختلفين في الرأي والاتجاه. لكن حتى أولئك الذين يكرهون الأيديولوجيا، فإن كراهيتهم هذه حين تنتظم في أفكار محددة، ينتمون إليها ويدافعون عن اعتناقها ويبررون بها الظواهر والوقائع والسلوكيات، فإنهم يقعون تحت طائلة أيديولوجية أو يعتنقون إحداها، حتى لو كانوا لا يشعرون بذلك، ليس هذا فحسب، بل إن أيديولوجيتهم هذه، التي قد لا تأخذ مسمى معيناً أو اصطلاحاً محدداً، تبدو ممقوتة بالنسبة لأعدائهم، تماما كما هم يمقتون الأيديولوجيات التي تدفع هؤلاء الاعتداء إلى تبني الصراع ضدهم، أو العمل في الاتجاه الذي لا يحقق مصالحهم، ولا يمكنهم من تحقيق أهدافهم.
فالأيديولوجيا لديها قدرة عجيبة على أن تتغلغل في كل ما ننتج من أفكار، وما نبدع من فنون، فهي موجودة في الأفكار السياسية التي نتداولها في مراكز الأبحاث، وأروقة قاعات الدراسة، ودهاليز الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية، والجمعيات الأهلية، ومتواجدة في حياة الناس اليومية، في السوق والبورصة، وفي المطاعم وأمام المخابز، وفي حديث الأسرة حول مواقد الشتاء التي تزهر باللهب، ومتضمنة بدرجات متفاوتة في الفلسفة بمختلف ألوانها، وفي أشد حالاتها تجريداً وتعقيداً ومنطقية، وفي مختلف ألوان العلوم الإنسانية مثل الاقتصاد والاجتماع والتربية والتاريخ وعلم النفس والأنثروبولوجيا، وفي الإبداع الأدبي، نثرا وشعرا، في الرواية والقصة والمسرحية والنقد والقصائد والفلكلور التي ينتقل من جيل إلى جيل، وكامنة في الفن السينمائي والتشكيلي ورسوم الكاريكاتير، إنها موجودة، بدرجات متفاوتة على استحياء أو بشكل صارخ فاضح، وتفرض نفسها حتى وقت أن نتصور أننا نتخلص منها، ونجهز عليها، ونفكر بغيرها.
* Apr 11, 2021
الإنسان والأيديولوجيا ونشوء الدول
الأيديولوجيا هنا، هي المعتقدات الشمولية التي تشكل ثقافة المجتمعات والدول، وقد تكون في الدين السماوي مثل الإسلام، أو المذاهب الشمولية مثل الشيوعية، وقد تكون جملة من المعتقدات والمذاهب والأفكار التي تشكل النظام الاجتماعي.فكرني بكتاب العاقل
جعل الإنسان خادما للأيديولوجيا حتى ولو كان على حساب مصلحته الإنسانية.
فالأيديولوجيا يفترض أن تكون في خدمة الإنسان، وأن تكون مرنة قابلة للتعديل والتغيير، والتكيف حسبما تقتضيه مصلحة الإنسان، حتى لو كان مذهبا لدين سماوي مثل الإسلام، وهو ما يرجع بنا إلى القضية الفقهية لمقاصد التشريع، باعتبار الإسلام نظاما يحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهو ما يجعلنا -أيضا- بحاجة إلى استيعاب المفاهيم الحديثة عن الاحتياجات الإنسانية الأساسية لحاجات الجسد والأمن والمجتمع والتقدير وإثبات الذات، والذي أصبح جزءا من إطار ما يعرف بدولة الخدمات العامة، والتي وُجدت لخدمة الإنسان.
سقوط شعبي تدريجي للتيارات الأيديولوجية التخريبية كافة، والتي حوّلت الإنسان إلى خادم للأيديولوجيا، وبالتالي خادما لقادة الأيديولوجيا، وذلك على حساب إنسانيته، وهو ما نراه يحدث في العراق ولبنان وإيران، وقبلها في مصر، خلال الغضب الشعبي المتنامي ضد الأيديولوجيات الأممية والحركات الإسلاموية وملاليها ومرشديها، بل وحتى ما حدث في قلب المملكة العربية السعودية، خلال سقوط الأممية الشعبي، ورسوخ الفكرة الوطنية الأصيلة، باعتبار الدولة بكل مكوناتها ونظامها في الحكم هي ما يقدم الأيديولوجيا المرنة والمتغيرة، حسبما تقتضيه مصلحة الإنسان وكرامته.
فالأزمة تبدأ عند جعل الأيديولوجيا نظاما متحجرا منغلقا ثابتا لا يتغير ولا يخدم الإنسان
الدولة الثالثة بقيادة المؤسس تحالفت داخليا مع جماعات من مختلف المذاهب، مثل: الإسماعيلية والجعفرية والزيدية والصوفية، وحتى مع جماعات من مدارس فقهية سنّية مختلفة: من شافعية ومالكية، غير أن الأيديولوجيا المؤسسة للدولة السعودية -وفي أطوارها كافة- قامت في الأساس على المبدأ التقليدي التاريخي الذي تأسست خلاله كثير من الدول في الجزيرة العربية، وهو مبدأ التحالف القبلي القومي العروبي، مع القيادة الملكية التاريخية القادرة على فرض الأمن وتوفير الحماية والاحتياجات الأساسية، وهو ما كنا نراه حتى ما قبل مرحلة النفط، وكيف كان دور الدولة في توفير المساعدات الغذائية للمناطق التي تعاني من الجوع، وتوفير فرص العمل في المناطق التي تتوافر فيها مناجم الفحم والذهب، وهو ما استمر مع ظهور النفط بشكل أوسع في عقد اجتماعي تقليدي، يقوم على مبادئ عدة، منها الثقة والعهود وقوة الدولة في احتكارها للسلطة وفرض الأمن.
نشوء الدول واستقرارها ليس مجرد أيديولوجيا، فهناك عوامل مادية على رأسها الاقتصاد، ولكن الأيديولوجيا تحقق الإلهام وفق ما يبنيه هذا التشكل بين الدولة وبين المجتمع، وهو التشكل الذي يجب أن يتميز بالثبات والقدرة على التناغم مع المتغيرات في آن واحد. فهدف الإلهام المحرك للدول هو تحقيق الحلم الإنساني في البقاء.
* Jul 5, 2021
كيف تُهْزَم الأيديولوجيا؟
نختار طريق بناء مستقبلنا من البداية، حتى نجد أن أمامنا أيديولوجيا صلبة تنتمي إلى الواقع الراهن وتحافظ عليه. هذه الأيديولوجيا يجب تفكيكها تماماً، وعلى أنقاضها فقط يمكن بناء خطاب تقدمي يجعل الحراك السياسي الجذري ممكناً. وهذه العملية التي يمككنا أن نسميها «نقد الأيديولوجيا» ليست من ترف الفكر والتنظير،
عكس الفكرة السائدة. الأيديولوجيا هي النظرة التلقائية للعالم. النظرة التي يرى بها الإنسان العالم في غياب أي تفكير. عندما يرفض المواطن البسيط «العلمانية» لأنه من الراسخ في ذهنه أنها ضد الدين وضد الأعراف والتقاليد، فهو لا يحتاج إلى إثبات لهذه الادعاءات، فهي ليست معروفة بالنسبة إلى الجميع فحسب، بل هي كذلك من الحقائق التي يراها مباشرة بلا أي وسائط. هذا الوعي التلقائي هو وعي غير عقلاني، ولذلك فهو زائف، ويبدو أنه من المستحيل تغييره. مثل قناعة الرجل العادي بأن المرأة أقل منه. أو قناعته بأنه وصيٌّ على أخته،
كل هيمنة اجتماعية مادية تتطلب هيمنة أيديولوجية تمنع عن الناس الحقيقة
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق