الوطن العربي بين استهلاك المعرفة وانتاجها
2009
غم امتلاكه لمعظم عناصر مقومات المعرفة من موارد مالية وجامعات وتعداد سكاني هائل وموقع استراتيجي هام، وتجانس جغرافي وثقافي وديني، وعادات وتقاليد مشتركة، فهل صحيح ما يقال أن العرب مستهلكون للمعرفة لا منتجين لها؟ وهل نحن العرب متفرجون لا مشاركون في البناء والتقدم؟ وهل العولمة لم تؤثر علينا ولم نستفد من مزاياها؟ وهل لا زلنا نعيش النمطية والتقليد بدلا من الإبداع والتجديد؟ وهل لا زلنا لا نفعل فعالية العقل حتى وصل بنا الحد أن أصبحت حالة الإستهلاك هي القاعدة، وأصبح الإنتاج والتفكير والإبداع هو الإستثناء
أكبر مخزون نفطي وأكبر مخزون مائي في العالم وعدد كبير من الجامعات تصل إلى أكثر من ثلاثة الآف جامعة، وتعداد سكاني يتجاوز 300 مليون نسمة، لم يستطع حتى الآن أن يفرض خياراته بقوة المنطق والإقناع والتأثير، ولم يستطع الوطن العربي حتى الآن أن يرسخ مفهوم بناء الدولة الحديثة التي يجب أن يتعاظم حضورها في شؤون المنطقة. إن المعرفة قوة ولكن تشاركية المعرفة هي القوة التي تدوم وتؤثر، والسؤال الذي يطرح نفسه ما مدى التعاون والتشاركية في المعرفة بين الدول العربية؟ وما دور الشعوب والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني؟ وما يعنى أن 100 مليون عربي يعانون من الأمية؟ وهنا أطرح السؤال التالي: ما نوع الأمية التي يعاني من الوطن العربي هل هي الأمية الهجائية أي القراءة والكتابة، أم الأمية المعرفية، أم الأمية التكنولوجية؟ ليس المهم أن نقرأ ونكتب، المهم هو أن نكون قادرين على تحويل المعلومات إلى معرفة، وقادرين على استيعاب واستخدام التكنولوجيا. وما هي المبالغ المرصودة للبحث العلمي إذا أخذنا بعين الإعتبار أن إسرائيل لوحدها ترصد ما قيمته 7ر4% من مجمل الدخل القومي للبحث العلمي، في المقابل فإن الدول العربية مجتمعة تنفق على البحث العلمي 7ر1 بليون دولار سنويا أي ما نسبته 3ر0% فقط من الناتج القومي، إضافة إلى غياب جامعات الدول العربية عن المنافسة، حيث أصدرت منظمة اليونسكو تقريرا حول أفضل ثلاثة الآف جامعة في العالم ولم يكن من بين هذه الجامعات أية جامعة عربية. فإلى متى سيبقى الوطن العربي مستهلاكا للمعرفة لا منتجا لها رغم توفر البنى التحتية والفوقية للإنتاج؟ وهل البيئة السائدة ضاغطة على الشعوب والحكومات لمنها من الإبداع والتفكير؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق