الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

الدولة البوليسية ****** حلم لم يتحقق.. التقدم التكنولوجي يعزز الحكم الاستبدادي بدل الانفتاح .

Feb 7, 2020

يقول ثلاثة كتاب أميركيون إن البشرية -بنهاية الحرب الباردة وانتصار الديمقراطية الليبرالية- كانت مفعمة بالأمل في نهاية الدولة البوليسية من العالم، لكن التطورات التكنولوجية التي ظهرت عند بداية الألفية الحالية أثبتت أن ذلك كان أملا ساذجا. 

وأوضح الكتّاب: أندريه كيندال تايلور، وإيريكا فرانتز، وجوزيف رايت -في مقال طويل مشترك بمجلة فورين أفيرز- أنه مع بداية القرن الحادي والعشرين، كانت التكنولوجيات الجديدة -بما فيها الإنترنت والهواتف الذكية- تعد بالسماح للأفراد بالحصول على المعلومات بحجم لم يسبق له مثيل، وبإمكانية إنشاء علاقات تواصل بينهم وبناء مجتمعات جديدة.
لكن بدلا من ذلك، وفّرت هذه التكنولوجيات للحكام طرقا جديدة للحفاظ على السلطة، تنافس تلك التي استخدمتها دول الستار الحديدي (الاتحاد السوفياتي وتوابعه من دول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى إبان الحرب الباردة).
وقالوا إن أساليب المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي -على سيبل المثال- تتيح للحكام الطغاة حاليا مراقبة تلقائية وتعقبا لمعارضيهم، بطرق أقل تدخلا وتطفلا بما لا يُقارن مع أساليب المراقبة التقليدية، وأقل كثيرا في تكلفتها واستخدامها للقوى البشرية، وأكبر كثيرا في مردودها.
خيبة أمل الثورات
وأضافوا أن التقنيات الجديدة تمكن السلطات من قراءة الرسائل النصية والرسائل في وسائل التواصل الاجتماعي وتتبع تحركات المعارضين، وبمجرد أن يعلم المواطنون أن كل هذه الأشياء تحدث بالفعل، فإنهم يغيرون سلوكهم دون أن يلجأ النظام إلى القمع الجسدي.
وذكر المقال أن هذه الصورة المقلقة تتعارض بشكل صارخ مع التفاؤل الذي صاحب انطلاق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات الجديدة منذ عام 2000، وقد بلغ هذا الأمل ذروته في أوائل عام 2010، حيث سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي لأربعة من شعوب العالم الإطاحة بأطول الحكام الدكتاتوريين حكما في العالم (حكام: مصر وليبيا وتونس واليمن).
لكن من الواضح الآن أن التكنولوجيا الجديدة لا تدعم بالضرورة الذين يسعون للتحرر من الاستبداد، فالأنظمة الاستبدادية -في مواجهة الضغط والخوف المتزايدين من شعوبها- تحتضن التكنولوجيا لإعادة تشكيل وسائل الاستبداد في العصر الحديث.
ويمضي المقال ليقول إن ما أسماه بـ"الأنظمة الاستبدادية الرقمية" بقيادة الصين، تستخدم اليوم التكنولوجيا الحديثة لتعزيز أساليب بقائها العتيقة، إنها تستغل ترسانة جديدة من الأدوات الرقمية لمواجهة ما أصبح التهديد الأكبر للاستبداد، وهو القوة المادية والبشرية للاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومات.
شبح الاحتجاجات
لقد غيّر العصر الرقمي السياق الذي تعمل فيه الأنظمة الاستبدادية، فقد أزالت التقنيات الحديثة حواجز الاتصال أمام مساعي التنسيق، وجعلت من السهل على المواطنين العاديين أن يحشدوا ويهددوا الحكومات التي تقمعهم ولا تستجيب لمطالبهم.
Jul 7, 2021
الدولة البوليسية 
 أخذت الأمور في مصر تنحدر من الفوضى إلى الدكتاتورية. فقد استغلت القوات المسلحة الانقسامات السياسية والاجتماعية لتعزيز سطوتها وسحق أحلام المصريين في الديمقراطية».
 لا يوجد فرق- بين القانون وممارسة السلطة السياسية من جانب السلطة التنفيذية.
يعاني مواطنو الدولة البوليسية القيود المفروضة على التنقل، وعلى حرية التعبير عن الآراء السياسية أو غيرها، والتي تخضع لمراقبة أو قمع الشرطة. فرض السيطرة السياسية قد يكون عن طريق قوة من الشرطة السرية تعمل خارج الحدود المعتادة المفروضة من قبل الدولة الدستورية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق