السبت، 30 يوليو 2022

الإرجاء ************

Mar 30, 2020
عند الاشاعرة

 الخلاف في مسألة الإيمان وتعريفه والزيادة والنقصان فيه
العمل ليس من ماهية الايمان 
أولاً : تعريف الإيمان عند الأشاعرة
قال أبو الحسن الأشعري في اللمع ص75 :" الإيمان التصديق بالله"
قلت : ومقتضى هذا أن القول والعمل ليسا من الإيمان وهذا هو الإرجاء الغالي
قال الشهرستاني في الملل والنحل (1/100 ) :" الإيمان هو التصديق بالجنان.
وأما القول باللسان والعمل بالأركان ففروعه.
فمن صدق بالقلب ؛أي أقر بوحدانية الله تعالى، واعترف بالرسل تصديقا، لهم فيما جاءوا به من عند الله تعالى بالقلب صح إيمانه؛ حتى لو مات عليه في الحال كان مؤمنا ناجيا، ولا يخرج من الإيمان إلا بإنكار شيء من ذلك

قلت : فانظر كيف صرح بأن القول من فروع الإيمان وليس من أصله فالنطق بالشهادتين ليس من أصل الإيمان

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم النطق بالشهادتين أعلى شعب الإيمان فقال :" الإيمان بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان " رواه مسلم

والأشاعرة خالفوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف فزعموا أن النطق بالشهادتين ليس من أصل الإيمان
وهذا الفرق بينهم وبين مرجئة الفقهاء فمرجئة الفقهاء يجعلون النطق بالشهادتين من الإيمان الذي لا يصح إلا به

قال عبد القاهر في كتابه الفرق بين الفرق ص351 :" وقالوا في الركن الثالث المضاف إلى الإيمان والإسلام ، إن أصل الإيمان المعرفة والتصديق بالقلب وإنما اختلفوا في تسمية الإقرار وطاعات الأعضاء الظاهرة إيماناً "
قلت : فانظر كيف نقل الخلاف في اعتبار القول والعمل من الإيمان ، وهذا هو عين الإرجاء الذي ذمه السلف كما سيأتي بيانه

ثانياً: زيادة الإيمان ونقصانه عند الأشاعرة
وقد صرح طائفة من الأشاعرة بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص إمعاناً منهم في الإرجاء الغالي
قال المرتضى الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (2/ 256) :" وقال أبو حنيفة وأصحابه بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقصواختاره أبو منصور الماتردي ومن الأشاعرة إمام الحرمين وجمع كثير "
وقد صرح النووي بأن عامة متكلمي الشافعية ( الأشاعرة ) على القول بأن التصديق القلبي لا يزيد ولا ينقص

زيادة الأعمال ونقصانها لا ينكرها أحد لأن الحس يشهد بها وأما الإيمان القلبي _ الذي حصروه بالتصديق _ فقد ثبت تفاضله بالأدلة الصريحة من الكتاب والسنة
من أوضحها دلالةً حديث أبي سعيد :" فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل" رواه البخاري

ثالثاً : ذكر بعض ما جاء عن الإمام أحمد في ذم أهل الإرجاء
قال الخلال في السنة 959- أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ وَقِيلَ لَهُ : الْمُرْجِئَةُ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ.

قلت : فما بالك بالأشاعرة الذين اختلفوا في دخول الأقوال في مسمى الإيمان وعامتهم على إخراج العمل من مسمى الإيمان

وقال الخلال 978- وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَاصِلٍ الْمُقْرِئُ , أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ : مَنْ قَالَ : الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلاَ عَمَلٍ , وَهُوَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ , قَالَ : هَذَا قَوْلُ الْمُرْجِئَةِ
قلت : فما بالك بالأشاعرة الذين قالوا لا يزيد ولا ينقص وأخرجوا العمل بل والقول عن مسمى الإيمان

قلت : فالمنكر للزيادة والنقصان واقعٌ في الإرجاء وهذا حال الأشاعرة
وبعد أن تبين أن كثيراً من الأشاعرة قد انخرطوا في سلك الإرجاء

اعلم أن كل أثرٍ تقرأه في ذم أهل الإرجاء فعليك تنزيله على الأشاعرة والماتردية إذ أنهم من غلاة المرجئة
واعلم أيضاً أن الإرجاء من البدع التي جد السلف في إنكارها وتبكيت أهلها

قال الخلال في السنة 1024- وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ , قَالَ : شَهِدَ أَبُو يُوسُفَ عِنْدَ شَرِيكٍ بِشَهَادَةٍ , فَقَالَ لَهُ : قُمْ , وَأَبَى أَنْ يُجِيزَ شَهَادَتَهُ , فَقِيلَ لَهُ : تُرَدُّ شَهَادَتُهُ , فَقَالَ : أُجِيزُ شَهَادَةَ رَجُلٍ يَقُولُ : الصَّلاَةُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيمَانِ ؟.

وأما الماتردية فهم شر من الأشاعرة إذ أنهم ضموا إلى ما سبق نقله عن الأشاعرة منع الإستثناء في الإيمان والتشنيع على من استثنى

+++++++++++++++++++++


العقل العربي بين الإرجاء(المرجئة ) والاعتزال (المعتزلة) للخروج من عنق الزجاجة الشمولية ....!!!


الإرجاء هو أقرب الاصطلاحات التراثية العربية الإسلامية إلى إلى مبدا (الاقرار بالتعددية الفكرية وترك الحكم على صحة ورشاد رأي العبد إلى خالق العباد الذي يفصل بمسالة الحق، بوصف الحق هو خالق الوجود والمتعين بهذا الوجود بكليته عموما، وهذا ما ما كان يمكن اعتباره بلغة عصرنا بالليبراية...

فالله هو كلي الوجود وليس في السماء فحسب، حسب السلفيين سنة وشيعة الذين يرون بهذا الرأي رأي جماعة وحدة الوجود الصوفية عموما.والسلفيون يكفرونها تكفيرأ ويخرجونها من ملة الإسلام، سيما المشخصة الشيعة الذين يعتبرون الإيمان بالإمامية ركن ركين من الأسلام، واتت نظرية (الآيتية الخمينية) لتفضل الإمامة على النبوة بل وحتى اشتقاقاتها الفرعية، حيث يحق للولايتية أن تنصب قاسم سليماني الذي أضاع طريق القدس في بحار الدم السوري، إماما للقديسين بل ولعلي ابن أبي طالب، ولهذا أصبح مسموحا إلهيا لخامنئي أن ينصب بشار الأسد قديسا دون أي تعارض مع الافتاء اليهودي الإسرائيلي بقداسة بيت الأسد الأب والابن، حتى ولو اختلف رايهم مع الصحافي العلماني ايدي كوهين الذي يريد اسقاط الأسد روسيا !!! حتى ولو أن المذهبية الشيعية الاثنني عشرية تكفر العلويين أصولا ، لكنها تتوافق مع الرأي الإسرائيلي الذي يعتبر بشار الحمار وأبيه التنين حافظ ملوكا لبني إسرائيل....

الاعتزل الذي تغلغل في نسيج فكرنا الإسلامي في أواخر القرن التاسع عشر مع الإمام محمد عبده وتلاميذه سعد زغلول ومحمد لطفي السيد وطه حسين وعلي عبد الرازق وأحمد أمين والعقاد ومحد حسن هيكل وجيل من طراز هذه النخبة الرفيعة السابقة لزمنها العربي الإسلامي الشمولي الذي تكرس نهائيا مع المرحلة السلجوقية في انهاء الإرجاء والاعتزال، ومن ثم سيادة المذهب الشمولي الذي يجمع بين شمولية السياسة وشمولية المعتقدية الدينية كفقه وعظي الذي لا يستطيع أن يرى العالم إلا من خلال عيون السلطان التركي السجوقي بعد أن خرج العرب نهائيا من التاريخ، وهذا ما ساد في أدبيات زمن التنوير العربي تحت اسم (العقلانية) ، ولقد مر حين من الدهرعلى تاريخ مصر الليبرالي السياسي معادل عقلاني هيأ مصر لقيام البرلمان فيها في سبعينيات القرن التاسع عشر قبل اليابان، أي قيام الأزهر الجديد على يد الإمام التنويري محمد عبده، كارقى مؤسسة دينية إسلامية حتى اليوم رغم الحاقه بالشمولية العسكرية ن ومن ثم وقعه بين سندان الردة السلفية

*
لا أكفر تارك الصلاة كسلا؛ ما لم يدل على أن تركه عن عقيدة وجحود، كالذي يقال له (إن لم تصل وإلا قتلناك)، فيأبى فيقتل، فهذا كافر مرتد ـ كما نقلته في رسالتي (حكم تارك الصلاة) عن ابن القيم وشيخه ابن تيمية 

 الأعمال شرط كمال فقط ليس حقيقة، ونسبوا ذلك إلى أهل السنة والجماعة

انتقاد الحوالي للألباني في عدة نقاط، منها: "قوله إن الأعمال كلها شرط كمال، وإن تارك جنس العمل لا يكفر، موافقة للمرجئة، ومخالفة لأهل السنة، وثانيها: قوله بأن كل الكفر العملي لا يخرج من الملة، وثالثها: قوله بأن من كفر تارك الصلاة هو من الخوارج.. مخالفا بذلك أهل السنة". 

انعكاس الخلاف في تلك المسألة على التيارات السلفية المختلفة
فطرف يتهم طرف بأنه مرجئ، وطرف يرد بأن المتهمين خوارج وحزبية وإخونجية وحركية، وغلو طرف في اتباع الألباني (الألبانية الجدد)، وغلو طرف في اتهام الألباني وإسقاطه بالكلية في العقيدة، وعلم الحديث (غلاة السلفية)".

 الإيمان عند الفاجر كالإيمان عند البر، لا يختلف وإنما التفاوت بالتقوى والعمل الصالح، والثالثة أنهم لا يجيزون قول إن شاء الله أنا مؤمن، لأن قول إن شاء الله شك في التوحيد والشك في التوحيد عندهم كفر". 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق