May 31, 2020
وعن أشهر المدن الذكية في العالم فتوجد نحو 10 مدن تتصدر قائمة المجتمعات الذكية، وهي الأكثر تقدماً في مجال تطبيق أو تخطيط مبادرات وتطبيقات المدن الذكية هي، ومنها مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة؛ ومدينة نيويورك ضمن ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، ومدينة طوكيو عاصمة اليابان؛ ومدينة سان فرانسيسكو ضمن ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية؛ ومدينة بوسطن ضمن ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأميركية؛ ومدينة لوس أنجلوس ضمن ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية؛ ومدينة تورنتو في كندا؛ ومدينة باريس عاصمة فرنسا؛ و مدينة فيينا عاصمة النمسا، ومدينة سنغافورة عاصمة سنغافورة.
وفي مصر، فقد بدأت الدولة تخطو بقوة نحو إنشاء تلك المجتمعات، ففي الوقت الحالي تتولى وزارة الإسكان، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، إقامة 20 مدينة جديدة، من مدن الجيل الرابع، بمساحة إجمالية حوالي 580 ألف فدان، لاستيعاب نحو 30 مليون نسمة، بجانب توفير ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ويأتي هذا في ظل توجيهات واهتما كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، إيماناً منه بدور تلك المدن في توفير فرص حياة أفضل، ومجابهة النمو غير المخطط في مصر، وتوفير فرص للسكن والاستثمار والعمل.
وتتوزع تلك المدن بمختلف محافظات مصر وأقاليمها بحسب ما أعلنت وزارة الإسكان، و تضم محافظة القاهرة "العاصمة الإدارية الجديدة، تجمع جنوب القاهرة الجديدة، ومحافظة الجيزة "6 أكتوبر الجديدة، حدائق أكتوبر، امتداد الشيخ زايد، سفنكس الجديدة، الوراق الجديدة"، ومحافظة القليوبية (العبور الجديدة)، ومحافظة بورسعيد (شرق بورسعيد "سلام" – غرب بورسعيد)، ومحافظة شمال سيناء (بئر العبد الجديدة)، ومحافظة مطروح (العلمين الجديدة)، ومحافظة الدقهلية (المنصورة الجديدة)، ومحافظة البحيرة (امتداد النوبارية الجديدة)، ومحافظة بني سويف (الفشن الجديدة)، ومحافظة المنيا (ملوي الجديدة)، ومحافظة أسيوط (غرب أسيوط)، ومحافظة قنا (غرب قنا)، ومحافظة الأقصر (الأقصر الجديدة)، ومحافظة أسوان (توشكى).
المدن الذكية وكيف ستعمل بعد الجائحة؟
المدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكِرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبّي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية
وفي أثناء جائحة كورونا أثبتت المدن الذكية كفاءة أفضل في توفير الخدمات للسكان خاصة في حالات الإغلاق التام أو الجزئي. فالمدينة الذكية مؤهلة لتوفير خدمات التعليم عن بعد للمدارس والطلاب، وإتمام عمليات الدفع الإلكتروني بسهولة وأمان، وتوفير الدعم اللازم للشركات حتى يعمل الموظفون عن بعد بسلاسة ودون انقطاع، وهناك أيضا ميزة استخدام الروبوتات أو السيارات ذاتية القيادة التي تقوم بالعديد من الأعمال وتقلل من التواصل البشري، وهذا يسهم في الحد من نقل العدوى.
*
إنشاء المدن الذكية العربية لا يعني أن
المجتمعات ذكية
سلّط مشروع مدينة “ذا لاين” الذي أعلنت عنه السعودية الضوء على المدن الذكية في العالم العربي. ووصفت المدينة الذكية بأنها “مدينة الخيال والأحلام والتي تعِد بمستقبل أكثر تحضرا ورقيّا وذكاء”، ولكن هل يعني إنشاء مدن عربية ذكية أن سكانها “أذكياء” بالضرورة؟
يتضاعف عدد السكان في الدول العربية كلّ ثلاثة عقود تقريبا، ويتوقع أن يرتفع من نحو 430 مليون نسمة في العام 2019 إلى 851 مليون نسمة في العام 2050. لكن هذه الزيادة السكانية لن تكون موزعة بالتساوي بين الأرياف والمدن، فمع أن نحو 66 في المئة من سكان الدول العربية يعيشون اليوم في المدن (مقابل 55 في المئة من سكان العالم) تسجل المنطقة العربية تحولا حضريا سريعا، فمعدل التحضر فيها ينمو سنويا بمعدل 2.5 في المئة. ويعني هذا أن نسبة سكان المدن في العالم العربي ستبقى في المستقبل أعلى من النسبة المتوقعة لسكان المناطق الحضرية في العالم التي تقدر بنحو 68 في المئة بحلول العام 2050.
ويُلقي تسارع التحول الحضري في البلدان العربية على عاتق حكوماتها تحديات جمّة ويضعها أمام مهمّات مضاعفة، إذ عليها من جهة العمل على إبطاء هذا التحول بمواصلة تنمية الأرياف وتعزيز جاذبية العيش فيها، ومن جهة أخرى عليها أن تستوعب أعداد السكان المتزايدة في المدن، لكن دون أن تكتفي بالمحافظة على مستوى الوضع القائم فيها أو تسعى لكبح تراجعه تحت ضغط زيادة عدد السكان، بل يجب أن تبذل جهودا حثيثة للارتقاء به.
تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان بالاستفادة من التطورات التقنية المُصاحبة للثورة الصناعية الرابعة.
5 مدن (وهي أبوظبي، القاهرة، الرباط، الرياض، ودبي) في الحد الأدنى كما حددها “مؤشر المدن الذكية 2019” الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، الذي ينظر إلى المدن الكبرى ويصنفها وفق مؤشره، أو يصل إلى 24 مدينة، لتشكل نحو 21 في المئة من إجمالي المدن العربية الكبرى التي يبلغ عددها 115 مدينة، كما يذكر تقرير المدن الذكية الذي أعده صندوق النقد العربي.
مشروع مدينة “ذا لاين” في نيوم شمال غربي السعودية “على مدى العصور الماضية، بُنيت المدن من أجل حماية الإنسان بمساحات ضيّقة، وبعد الثورة الصناعية، بُنيت المدن لتضع الآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان”. وأضاف “المدن التي تدّعي أنها هي الأفضل في العالم، يقضي فيها الإنسان سنينا من حياته من أجل التنقل، ستتضاعف هذه المدة في 2050، وسيُهجر مليار إنسان بسبب ارتفاع انبعاثات الكربون وارتفاع منسوب مياه البحر”.
تابع “نحن بحاجة إلى تجديد مفهوم المدن إلى مدن مستقبلية، اليوم بصفتي رئيس مجلس إدارة نيوم أقدم لكم ‘ذا لاين’؛ مدينة مليونية بطول 170 كم، تحافظ على 95 في المئة من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية”، متسائلا “لماذا نقبل بأن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟ ولماذا يُتوفى 7 ملايين إنسان سنويا بسبب التلوث؟ ولماذا نفقد مليون إنسان سنويا بسبب الحوادث المرورية؟ ولماذا نقبل أن تُهدر السنوات من حياة الإنسان في التنقل؟
يعتقد المهندس السعودي فيصل عبدالعزيز عبدالله الزيبق، الذي لديه أكثر من 12 عاما خبرة في إدارة وتنفيذ المشاريع العملاقة وتخطيط المدن الذكية، أن مدينة “ذا لاين” تمثل لمحة عن مستقبل العالم. وقال “يعيش المزيد من البشر على الأرض أكثر من أي وقت مضى، والمدن مضطرة إلى التعامل مع مطالبنا الجديدة”.
ووفقا لمعدل التوسع الحالي وكيفية تصميم المدن اليوم، تُظهر الدراسات أنه في المستقبل القريب جدا “لن تكون لدى المدن القدرة على الاستمرار.” وأضاف “أعلم أننا على حافة المستقبل ولا يمكنني الانتظار حتى تكون السعودية أول من ينفذ ذلك”.
“أفكار بمدن جديدة مثل ‘ذا لاين’ بمنطقة نيوم في السعودية والعاصمة الإدارية الجديدة بمصر ونحن مازلنا بانتظار انتهاء الباص السريع، العالم يتطور بسرعة وعلم إنشاء المدن سواء التكنولوجيا والمدن الذكية وعالم ما بعد كورونا.. أين نحن مما يتم في العالم والمنطقة؟”.
وعلى الرغم من أن تلك المبادرات تستند إلى مداخل اقتصادية في الأساس، إلا أن بناء مدن “ذكية” يسكنها مواطنون “أذكياء” يثير حديثا آخر عن سوسيولوجيا “المجتمعات الذكية”. وتتبنى بعض الحكومات العربية استراتيجيات جادة على صعيد التحول إلى نظم المدن الذكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق