السبت، 23 مايو 2020

المصريون فقدوا الثقة في الخطاب الديني

2020/03/04

الدراسة "تلقي الخطاب الديني: القنوات.. السياق.. الأثر" للباحثة د.أسماء فريد الرجال للكشف عن نواحٍ مهمة فيما يتصل بعملية التلقي لدى الجمهور، وذلك من خلال الإجابة عن تساؤلات محورية: كيف يتم تلقي الخطاب الديني لدى الجمهور؟ ما قنوات تلقيه؟ هل للتلقي سياق يُشكل فيه وما أهميته؟ ما هذه السياقات التي يشكل وينتج فيها الخطاب الديني؟ ما الأشكال التي يتجسد بها التلقي في الممارسات؟ هل تختلف عملية التلقي فيما بين الشرائح الاجتماعية المتباينة؟ كون الاجابة عن هذه التساؤلات لا تنفصل عن النظر في السياق الذي يتم فيه تلقي الخطاب الديني؛ ومتغيرات السياق الاجتماعي الذي يتفاعل داخله.

 أولا معرفة خصائص المتلقين للخطاب، والتعرف على دوافعهم لانتقاء خطاب دون غيره. ثانيا الكشف عن الممارسات التي تتجسد فيها عملية التلقي، والتعرف على كيفية صياغة الوعي الديني لدي المتلقين للخطاب. ثالثا التعرف على السياق الذي تُشكل فيه عملية التلقي، وأنماطه ومستوياته. رابعا الكشف عن قنوات تلقي الخطاب الديني، والتعرف على حجم التعرض له. خامسا التعرف على تأثير الخطاب الديني في تغيير السلوك والإستراتيجيات الحياتية. سادسا الكشف عن الاختلافات في التلقي طبقًا للفروق الطبقية.

ووفقا للباحثة فإن قنوات استقاء الخطاب الديني التي أوضحتها العينة المدروسة تتعدد ما بين التليفزيون، والمسجد، والراديو، والمواقع الإلكترونية، والصحف، والمجلات، والكتب الدينية، والشرائط (C.D)، والجمعيات الخيرية، وقد توصلت الدراسة من سياق الاستجابات الميدانية إلى إن أغلب العينة يلجؤون إلى الأسرة والأصدقاء لاستشاراتهم في مشكلاتهم الدينية، ولذلك فهم من الأهمية بمكان أن يأتوا في المراتب الأولى كقنوات لاستقاء الخطاب الديني، كما أشارت إحدى الحالات إلى "استقاء الخطاب الديني من مادة التربية الدينية والمعلم في المدرسة".

وقد أظهرت أن التليفزيون هو القناة الأولى لعينة الدراسة في استقاء الخطاب الديني، وذلك بنسبة (3,35%)، ويرجع ذلك لما يتمتع به التليفزيون من قدرة فائقة في التأثير على المتلقين، ولما يتمتع به من خصائص ومزايا أبرزها الصورة والحركة.

*

تجديد الخطاب الديني

May 15, 2020

 الشباب العربي اليوم في ظل هذا التقدم الهائل لوسائل التواصل والاتصال الحديثة بحاجة ملحة إلى عرض جديد بشكل جديد للمعتقدات والمفاهيم الدينية والأخلاقية؛ لينطلقوا نحو التغيير والإبداع، متسلحين بسلاح قوي من المعرفة والعلم في ظل هذه المتغيرات العالمية. 

ولا يخفى أن انغلاق كثير من الدعوات المعتمدة على الأساليب التقليدية كانت سببا في إعراضهم عن الخطاب الديني، بل وعاملا في طريقهم إلى الإلحاد.

ليس كل خطاب ديني على مستوى واحد من الانضباط بالأصول المنهجية وعلى مستوى واحد من الكفاءة والجَوْدة

ونرى كذلك بعض الحكومات العربية والإسلامية طالبت بتجديد الخطاب الديني بسبب أعمال العنف التي واجهتها في بلادها، وهناك تيارات أخرى غير دينية من مفكرين وإعلاميين طالبت كذلك بإدخال العديد من التطويرات في بِنْيَة الخطاب الديني.

وهناك أعداد لا يستهان بها كذلك من أهل الشريعة المتنورين تطالب هي الأخرى بتجديد الخطاب الديني على نحو ينسجم مع المفاهيم والأوضاع الجديدة التي أوجدتها العولمة، وأعظم أدواتها في العصر الحاضر شبكة الإنترنت. 

ويرى هؤلاء العلماء أن الإصلاحات المصممة لمسايرة التطورات الهائلة التي تحدث من حيث كمية وتنوع المعلومات المتاحة ضرورية، وأن هذه الإصلاحات، خاصة في المجال الثقافي، تجعل الوقت مناسبا للإصلاح. من الحكمة الانتباه إلى هذه الأصوات، خاصة مع وتيرة الحياة الحديثة التي تغير بسرعة احتياجات وتوقعات الجمهور المتدين.

صياغة منهج ملموس للإصلاح 

أولا: لا يصح عقلا ولا شرعا أن نترك تطوير أساليبنا ومفاهيمنا لأن الغرب يرغب بذلك، فما يقوله الآخرون فينا أو ينتقدوننا به قد يكون بعضه صوابا، ومن واجبنا أن نستمع ونحاكم ونتأمل، وبعد الاستماع والمحاكمة والتأمل إما أن نقبل أو نرفض، أو نصحح البعض ونترك بعضا آخر، أما أن نُعْرِضَ عن فكرة التجديد والتطوير للخطاب الديني جملة واحدة لمجرد أن مَنْ يخالفنا يريد ذلك فليس هذا واردا في العقل ولا في الدين.

*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق