صراعــــات قبائل، تعيدنــــا إلى زمن الجاهليــــة، حرائق في كل
مكان، من اليمن وســــوريا وليبيــــا، دون أن يكون هناك أمل في
الحل، وســــمحت بتدخلات إقليمية ودولية، من أطراف كل منها
له مصالحه وأهدافه واســــتراتيجيته، يضاف إلى ذلك حالة عدم
الاســــتقرار في دول أخرى كلبنان والعراق والســــودان وغيرها،
أما الباقي فقد نجحت سياسية «الانكفاء على الذات» الكل غارق
حتــــى أذنيه في مشــــاكله، والتحديات التــــي تواجهه
ر التطبيع مع إســــرائيل، فــــي انتظار جني ثمار
ً ، بل منهم من يســــعى بكل همة، بالمساهمة في
ذلك مســــتقبلا
ً تلك المحاولات
تنصيــــب تل أبيب قائدة للمنطقة، وهنــــاك أيضا
التي تتم للتغيب المتعمد لخطورة المشروع الإسرائيلي لحساب
تعزيز المخاوف من المشروع الإيراني والتركي
يخطــــئ من يظن أن الأمــــر بعيد عنه، لن يتأثر بــــه، وأنه يخص
الفلســــطينيين كشــــعب، ودولتهم كحلم مؤجل، ومعها الأردن،
فالخطــــر يعم الجميع، القاصي والدانــــي، فالمعلومات المتوافرة
تقــــول إن إســــرائيل تملك من الــــرادارات على جبــــال أريحا، ما
يغطي جغرافيا الأردن وغرب العراق وجنوب ســــوريا، كما أنها
ســــتعزز قدرات المنظومة الصاروخية «بريخو 1 «و»ريخو 2 «
الموجهة إلى الدول العربيــــة، ناهيك عن أن التاريخ القريب يقول
إن تــــل أبيب اســــتباحت فضــــاءات دول عربية عديــــدة، وقامت
بهجمــــات في ســــوريا والعــــراق ومن قبل لبنــــان، وحتى حمام
الشــــط في تونس، وفي ســــتينيات القرن الماضــــي أثناء عدوان
يونيــــو 1976 الأجــــواء المصريــــة والأردنية، كما ســــبق لها أن
اســــتهدفت مناطق في السودان، فإســــرائيل خطر وجودي دائم
ومستمر، رغم حالة الهدوء الحالي، فهو مصطنع ومؤقت، ولكن
الحقيقة أنها صاحبة مشــــروع استعماري استيطاني، ليس لها
حدود، والذي يرسمه هو مدى القدرات العسكرية لتل أبيب
يقوم نتنياهــــو بإجراءات محدودة تنفيذا
وتأجيــــل الضم، وهذا لا يعني إلغاءه، خاصــــة أنه من قال نصا
عند تقديم حكومته للكنيســــت الإسرائيلي منذ أسابيع، عندما
تحدث عن الضم والمســــتوطنات «لقد حان وقت تطبيق القانون
الإسرائيلي، وكتابة فصل آخر في تاريخ الصهيونية»،
التاريــــخ لن يرحم هذا الجيــــل، صاحب المســــئولية عن ضياع
حلــــم الدولة الفلســــطينية، والــــذي عاش في حالة مــــن الخذلان،
وعاين إجراء تنصيب إسرائيل قائدة للمنطقة، ولم ينصر أخاه
الفلسطيني والأردني، حتى بلسانه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق