الاثنين، 22 يونيو 2020

السبايا

فالسبي مثلا، وهو استعباد النساء والأطفال، كان جزءا لا يتجزأ من الفتوحات، ونزلت آيات تشرّع إقامة علاقات جنسية مع السبايا، حتى لو كُن متزوجات بقوله تعالى، "إلا ما ملكت أيمانكم" كاستثناء عن حرمة المتزوجات إلا غير المسلمات الآتي يستولي عليهن المجاهدون في الغزوات. 

لا يوجد حد أدنى لعدد السبايا اللاتي يُسمح بهن، مما ألهم الكثير من الخلفاء والأغنياء بإقامة مكان للحريم يتجمع فيه أحيانا الآلاف من البنات والنساء، بهدف إرضاء الغايات الجنسية لرجل واحد فقط. 

الكثير من الباحثين يهتفون بإنسانية العبودية تحت الحكم الإسلامي، مقارنة مع العبودية في سائر أرجاء الأرض. هناك قناعة بأنه إذا كنا نحن من يقوم باستعباد أطفال الآخرين وتغيير دياناتهم واحتلال أوطانهم، فلا بد أنه لدينا الحق بذلك، بل لا بد أنه عمل رحيم ونُحمد عليه. ألم نهدِهم لديننا؟! فليحمدوا ربهم أننا نحن من دون البشر من استعبدناهم، وكأن الأفراد أو الحكومات الإسلامية معصومة تماما عن وحشية استعباد البشر. رغم أن التاريخ حتى الآن يظهر أن هذه أنظمة لا تكن الرحمة لمواطنيها، بل حتى لا ترى لهم أي حق في تقرير مصير بلادهم. 

هذا الإرث لا يزال يعيشه معظم الدول الإسلامية، والكثير من دول العالم الثالث، حيث لا يملك مواطنو دول بأكملها، كما في بعض دول الخليج، حق التصويت في انتخابات، أو حتى الهمس بحق بالمشاركة أو المساءلة السياسية، من دون أن ينتج هذا عن ردود فعل إجرامية، كما حدث مع الكاتب جمال خاشقجي، والتاريخ، لمن ينظر، مليء بأمثال خاشقجي، فلا يزال القمع والعنف هما الحال السائد باستثناءات قليلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق