الاثنين، 27 يونيو 2022

الدولرة Dollarization

Jun 9, 2020 Mar 21, 2022 May 6, 2022

ربي يخليلنا ياك هو فيه غير الأخضر هذه الأيام" (يعني الدولار).. عندها ارتاح قلبي وشعرت أنني دخلت عصر العولمة!!

 تعامل هذا الأخ بالدولار دليل على فقد شعوب كثيرة الثقة بعملتها الوطنية؛ فثقة الشعوب بعملتها الوطنية تعتمد على مدى استقرارها واحتفاظها بقوتها الشرائية لفترة مقبولة. أما حين تتدهور القيمة الشرائية للعملة فإن ثمن السلع يرتفع - وتنخفض في المقابل القيمة الحقيقية للمدخرات. ومع تكرار الحال يتعلم المواطنون أهمية التعامل وحفظ مدخراتهم بإحدى العملات القوية (وغالباً؛ الدولار)!!

 بعيداً عن عيون الجهاز المصرفي أو بتغاض من الحكومة المحلية لتسهيل حركة النشاط التجاري.

ومن المضحك المبكي أن ظاهرة الدولرة ساهمت في تقوية الدولار ذاته وجعلت منه عملة عالمية (لا تعلم حتى أمريكا كم يوجد منه في الخارج).. وهناك من يعتقد أن هذه الظاهرة ليست إلاّ خطة أمريكية لغزو العالم بلا جيش أو سلاح، فالتوسع في استعمال الدولار انتقص من سيادة الدول الفقيرة وسلب من البنوك المركزية قدرتها على التحكم في نظام النقد المحلي. ولأن الثقة بأي عملة مصدرها الثقة بالاقتصاد الأم أصبح مصير العديد من الدول معلقاً باستقرار الاقتصاد الأمريكي ذاته!!

لا ننسى أن ظاهرة الدولرة سببها الأول السياسات الوطنية الفاشلة التي أفرزت التضخم والكساد وتآكل مدخرات الناس. وأنا شخصياً أرى أن الوقت قد فات للعودة بسيادة كثير من العملات الوطنية في العالم الثالث؛ فحتى لو افترضنا تبني تلك الدول لسياسات اقتصادية صحيحة، وحتى لو افترضنا تفوق اليورو على الدولار (في ظاهرة قد تسمى اليوررة) فإن ثورة الاتصالات جعلت من نقل وتحويل الأموال مجرد "نبضات الكترونية" بلا هوية، وأتاحت لمواطني العالم - فضلاً عن اساطين المال والتجارة - التداول مع الخارج بأي عملة يرغبون.

ومن العجيب أن معظم الحكومات الفقيرة تمنع مواطنيها من التعامل بالدولار (دافع من الاعتزاز القومي) في حين تمول هي وارداتها وتسديد ديونها بواسطته.

 وقد تكون الاكوادور أول دولة في العالم تخلت عن هذا النفاق الاقتصادي وقررت - قبل سنوات - التخلي عن عملتها المحلية واعتماد الدولار الأمريكي كعملة وطنية (بل وحددت للناس فترة معينة لتبديل ما لديهم من سوكرز).. فعلى أرض الواقع مات السوكرز (العملة المحلية) منذ أمد بعيد بسبب الانحدار المستمر في قيمته وعزوف الناس عن التعامل به أو الادخار بواسطته. وقد حاولت الحكومة كثيراً المكابرة والتمسك بالعملة الوطنية ولكنها في النهاية خضعت للواقع وأعلنت أن تبني الدولار ضرورة أوقف خمسين عاماً من التدهور المستمر في اقتصاد البلاد!

*
بريكس 2009 تفككه 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق