أن تكون إمبراطورا على ملياري مستخدم، يعني أنت تتقلد منصبا سياسيا لم يحظ به ونستون تشرشل في زمنه.
يرى توم نولز المراسل التكنولوجي في صحيفة التايمز البريطانية، أن فيسبوك أصبحت أكبر شركة وسائط في العالم، ومن الضرورة بمكان للعديد من المجتمعات وضع إطار عمل خاص بها إذا تم طيها أو انهيارها أو تصفيتها، على غرار التصفية الخاصة بالبنوك والبنية التحتية الحيوية والمرافق الحكومية عند إفلاسها.
ويمكن لنا أن نأخذ ذلك على محمل الجد بالفعل لمجرد أن نعرف، أن بإضافة مستخدمي إنستغرام وواتساب وماسنجر، سنحصل على رقم مهول فعلا لإمبراطورية فيسبوك الذي يمتلك تلك المنصات، هناك 3.14 مليار مستخدم نشط، أي أقل من نصف سكان العالم! ألا يمثل ذلك كارثة لمجرد وضع احتمال فكرة الانهيار!
ونظرا لكل ما يفعله المستخدم على فيسبوك يتم تسجيله ويصبح جزءا من أرشيف بيانات الشركة، لذلك وجدت الدراسة الجديدة أن انهيار النظام الأساسي يعني فقدانا للتحكم في هذه البيانات الشخصية.
يقول أومان “تفشل الشركات بشكل منتظم وتختفي، لكنها تأخذ معها بيانات الزبائن والمستخدمين التي لا تحظى إلا بقدر محدود من الحماية والاهتمام بموجب القانون الحالي”. وتلك مشكلة أيضا لعائلات الأشخاص الذين لقوا حتفهم ولكن لا تزال لديهم حسابات على فيسبوك، إذ ينص بروتوكول الموقع على أنه “لا توجد حماية لبيانات المستخدمين المتوفين في حالة الإعسار”.
مهمة فيسبوك المعلنة هي جعل العالم متصلا مع بعضه وأكثر انفتاحا، لكن مثل هذا العنوان الفضفاض يمارس بالفعل ضغوطا كبيرة على طبيعة حياة الإنسان المعاصر وعلى المؤسسات الكبرى، إنه يعيد تشكيل العلاقة الاجتماعية التي كانت سائدة في يوم ما بين البشر مثلما يعيد ربط علاقتنا مع الحكومات والمؤسسات الخدمية.
مارك زوكربيرغ بالشخص غير المسؤول الذي يجلس على رأس واحدة من أكبر الشركات في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق