الأحد، 20 سبتمبر 2020

أين هي البرجوازية الوطنية الآن ؟

  هل توجد برجوازية وطنية عربية مرتبطة بالانتاج المحلي في ظل العولمة الرأسمالية؟، فنظرة سريعة على واقع البرجوازية الكبيرة اليوم، نجدها طفيلية غير منتجة ومرتبطة بحلف طبقي وبسياسات النيوليبرالية الاقتصادية، وتقف بقوة ضد مصالح الطبقة العاملة والفئات الشعبية، من هنا نعود إلى القول إن ليس لها دور أو مصلحة في التغيير في ظل المتغيرات الجديدة.

 البرجوازية المتسترة بالدين والطائفية، ففي العراق مارست العنف والخطف ضد المناضلين المطالبين بالإصلاح وتلبية الاحتياجات الاجتماعية، والقضاء على المحاصصة والفساد، وفي لبنان ووجهت الانتفاضة العابرة للطوائف بالتهديدات من وزراء ونواب وتم استخدام العنف المفرط والذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

لن يكون هناك تغيير وطني اجتماعي، لا بقيادة البرجوازية الكبيرة ولا الأحزاب القومية ولا بعض الأحزاب الليبرالية ولا بيد الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية،

 فعلى الأحزاب الوطنية والتقدمية استعادة نفوذها ودورها بين الجماهير، من أجل تحقيق مجتمعات الحرية والعدالة الاجتماعية والتخلص من التبعية للامبريالية.

+++++++++

لماذا تحارب الدولة العربية الطبقة الوسطى؟ 2019

فالمجتمع وفقاً لهذا الفهم يتوزع على ثلاث طبقات أساسية، هي الطبقة البرجوازية المتحكمة في ممكنات صناعة القرار و وسائل الإنتاج والإكراه، وطبقة الفلاحين والعمال والحرفيين الذين يعيشون في واقع من الهشاشة الاجتماعية، ثم الطبقة الوسطى التي يتوافر لها بعض أسباب العيش الكريم وتحوز درجات محترمة من التعليم، وتؤدِّي أدواراً طليعية، تماماً كما هو الأمر بالنسبة إلى الأطباء والمعلمين والتجار وغيرهم.

وعليه يمكن القول إن الطبقة العليا هي التي تتوافر على الضروريات والكماليات، والطبقة الوسطى تحوز الضروريات، فيما تظلّ الطبقة الدنيا في صراع مستمرّ من أجل تأمين أبسط ضروريات العيش، التي لا تتوافر لها في غالب الأحايين.

يقول الفرنسيون عن الطبقة الوسطى إنها تضمّ "الغني بدرجة لا يمكن أن يكون معها فقيراً، والفقير بدرجة لا يمكن أن يكون معها غنيّاً"، فهي تؤشر على جماعات من الأفراد تتوافر لهم ظروف سوسيو-اقتصادية مريحة نسبيّاً، ويحوزون درجات محترمة من التعليم، ويساهمون بمقدار ما، في الحركية الثقافية والسياسية، كما أنهم متحررون، نفسيّاً، بشكل ما، من "قلق الغد" و"قلق الاحتياج".

ولعل هذه المعطيات المتعددة هي التي تمنح هذه الطبقة المقدرة على توسيع دوائر النقاش السياسي والإسهام في صناعة التغيير وبناء الممكن.

كثيراً ما توصف الطبقة الوسطى بكونها "صمام أمان" المجتمع، وذلك بالنظر إلى دورها الرئيسي في حفظ التوازن المجتمعي، وإسهامها المباشر في النقاش الحواري التعدُّدي، بسب تموقعها في وضع "بَيْنِيّ" يشكّل جِسْرَ عبورٍ اجتماعي.

فقد باتت الطبقة الوسطى تتعرض للتآكل والانمحاء، لتنتهي من ممارسة أدوارها الطليعية، وتصير منشغلة بـ"قلق اليومي" و"سلطة الخبز" كما الطبقة الدنيا.

فالأستاذ مثلاً، الذي كان محسوباً إلى وقت قريب على الطبقة الوسطى، بات اليوم مصنَّفاً ضمن خانة "المهدَّدين بالفقر".

فالفئات التي كانت إلى حد قريب تُصنَّف ضمن الطبقة الوسطى بدأت تفقد مواقعها الطبيعية يوماً بعد آخر، ليس فقط في الوطن العربي، بل حتى في الضفاف الأخرى، فالمحامي مثلاً الذي كان محسوبا في الغرب على الطبقة الغنية بات منحشراً اليوم في الطبقة الوسطى، فيما انحدر الأستاذتعريفيّاً إلى الطبقة الدنيا، فثمة تغيرات في البنية الاجتماعية تحدث باستمرار بسبب معطيات داخلية وخارجية، لكنها لا تنأى بالمرة عن السؤال الاجتماعي والبعد التدبيري.

الدولة الحارسة والدولة المتدخلة ودولة الرفاه، فضلاً عن أشكال الإدارة والتدبير في مستوى المركزية واللا مركزية والتركيز وعدم التركيز، وكل ذلك أملاً في تحقيق مطلب الإدماج لفئات المجتمع كافةً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق