عالم اقتصاد وإحصاء أمريكي. عُرف بإيمانه الشديد برأسمالية السوق الحر.
في أثناء عمله أستاذًا في جامعة شيكاغو، طور عددًا كبيرًا من نظريات السوق الحر، معارضًا بها آراء علماء الاقتصاد الكينزيين. أوضح فريدمان في كتابه «تاريخ النقد في الولايات المتحدة 1867-1960» دور السياسة النقدية -حسب رأيه- في خلق وتعميق الكساد العظيم.
مسألة تفاوت الدخل، عكف على أبحاث الضرائب والتحليل الإحصائي.
هيمنت نظرية كينز على الاقتصاد الكلي. يؤكد هذا المنهج في الفكر الاقتصادي -الذي وضعه عالم الاقتصاد البريطاني جون ماينرد كينز- فائدة استخدام متغيرات الاقتصاد الكلي على المستوى الجمعي، ويؤمن بتفوق السياسة المالية على السياسة النقدية في الأهمية، ووجوب استعمال الإنفاق الحكومي في تحييد تقلبات دورة الأعمال، إضافةً إلى اعتقاده بأن الأسعار بطبيعتها مقاومة للتغيير.
ميلتون فريدمان والمدرسة النقدية في مواجهة الاقتصاد الكينزي
عُرف فريدمان بانتقاد مقترحات كينز وميله نحو تعظيم شأن السياسة النقدية.
اقترح كينز أنه باستخدام السياسة المالية، تستطيع الحكومة التدخل للتخفيف من حدة الكساد بدعم الطلب الكُلي. وجادل أيضًا بأن الإنفاق الاستراتيجي للحكومة قد يحفز كل من الاستهلاك والاستثمار ويساعد على الحد من البطالة. أدت نظريات كينز إلى ظهور نموذج جديد سيطر على الفكر الاقتصادي. عُرِف هذا النموذج لاحقًا باسم الاقتصاد الكينزي. ومع استمرار شعبية أفكار كينز، عارضها آخرون وجادلوا بأنها قدمت مبررات دون أساس علمي، سمحت للسياسيين المُنتَخبين وقصيري النظر باستخدام العجز المالي، ومراكمة مستويات ضخمة من الدين العام.
في حين كان التأثير الأكبر لكينز في النصف الأول من القرن العشرين، كان فريدمان الأكثر تأثيرًا في نصفه الثاني.
نادى بالعودة إلى السوق الحر الذي دعا إليه علماء الاقتصاد الكلاسيكيين مثل آدم سميث. وتحدى الأفكار المعاصرة الداعمة للإنفاق المُمول بالعجز، مبررًا ذلك بأن السياسة المالية التوسعية لن تنتج سوى الفوضى على المدى البعيد.
وجادل في صالح التجارة الحرة وتقليل حجم الحكومة والزيادة المتأنية والمستقرة للمعروض النقدي عندما يكون الاقتصاد في حالة نمو. وأصبح تركيزه على السياسة النقدية والنظرية الكمية النقدية يُعرفان معا بالمدرسة النقدية.
سلط فوز فريدمان بجائزة نوبل عام 1976 الضوء على تحول الأفكار الاقتصادية الأكاديمية بعيدًا عن الكينزية وميلها تجاه أفكار مدرسة شيكاغو الصاعدة بقوة. ما سلط الضوء مجددًا على الأسعار والتضخم والحوافز البشرية، في تعارض مباشر مع اهتمام كينز بمعدل التوظيف وسعر الفائدة والسياسات العامة. كان فريدمان مُمثلًا قويًا لأفكار السوق الحر، حتى أصبح يُنظر إلى كينز بوصفه مُعاديًا لسياسة عدم تدخل الدولة. وأخيرًا حقق فريدمان نصرًا فكريًا مهمًا عندما أدت 3 عقود من تطبيق السياسات الكينزية إلى الركود التضخمي في سبعينيات القرن العشرين، وهو ما اعتقد العلماء الكينزيون الراسخون أنه مستحيل الحدوث
فريدمان: «إنه لمن الخطأ الكبير أن يُحكم على السياسات بناءً على أهدافها بدلًا من نتائجها».
يستطيع عامة الناس فهم علوم الاقتصاد
أجرى فريدمان مقابلات تلفزيونية فارقة مع فيل دونيهو بين عامي 1979 و1980 قال المضيف فيها واصفًا ضيفه: «إنه الرجل الذي لا يستطيع أحد أن يتهمه بتعقيد علم الاقتصاد» وقال لفريدمان: «الشيء اللطيف في الحديث معك أنني أفهمه تقريبًا دائمًا».
عشر حلقات اسمه «حرية الاختيار» وألف كتابًا حمل العنوان ذاته.
فريدمان: «في كل مكان وفي كل وقت، التضخم ظاهرة نقدية».
أن نمو المعروض النقدي على المدى البعيد من شأنه أن يرفع مستوى الأسعار فقط، وليس له أي تأثير حقيقي في الناتج الاقتصادي.
دمرت أعمال ميلتون فريدمان الثنائية الكينزية الكلاسيكية في تفسير التضخم، التي آمنت بأن ارتفاع التكاليف أو زيادة الطلب هما السببين الوحيدين لارتفاع الأسعار. أيضًا، رفعت أعماله أهمية السياسة النقدية إلى مستوى موازٍ لأهمية السياسة المالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق