«صلح وستفاليا».. أول اتفاقية دبلوماسية في العالم 1648 *******
Oct 2, 2021
وُصفت الحروب قديما بأنها دينية لكون الملوك كانوا يزعمون لأنفسهم مكانة دينية تبرر سلطاتهم المطلقة، فهم إما أبناء الآلهة (مثل فراعنةمصر)، أو هم كهنتها والمتواصلون معها حصريا.
فالإسلام يؤكد حرية العقيدة وأنه لا إكراه فيه، وهذا منصوص عليه بقوة في أكثر من آية كريمة
*
Apr 8, 2021
Apr 23, 2021
مشروع وستفاليا عربية وإسلامية
المشروع طرحه عدد من المفكرين والباحثين في السنوات الماضية، وأبرزهم المفكر العربي الدكتور عبد الحسين شعبان (وهو لديه نشاطات متنوعة لوقف العنف ودفاعا عن حقوق الإنسان)، كما تبناه أيضا النائب الدكتور علي فياض (وهو قيادي من حزب الله في لبنان)، وبعد ذلك تحوّل المشروع إلى أطروحة متكاملة عبر منتدى التكامل الإقليمي الذي أسسه المفكر العربي سعد محيو مع مجموعة من الشخصيات العربية والتركية والكردية والإيرانية. وقد دعا إلى حوار عربي- تركي- إيراني– كردي، وكان أيضا المناضل الراحل أنيس نقاش داعما لهذا المشروع عبر الدعوة إلى الكونفيدرالية المشرقية وتأسيس مجلس السلم والتعاون والذي يدعو لتعاون دول المنطقة في كافة المجالات، وعقدت أيضا مؤتمرات في تونس وأربيل والعاصمة الأردنية وفي بيروت للترويج لهذه المشاريع، والدعوة إلى الحوار بين العرب والإيرانيين والأكراد والأتراك، كما أنشئت عدة هيئات عربية وإسلامية تتبنى هذه الأطروحات الحوارية والدعوة لوقف الحروب والصراعات في المنطقة والوصول إلى تسويات لكل الأزمات الداخلية.
واليوم قد تكون الفرصة أقوى وأفضل، ونحن سننتظر معرفة نتائج المفاوضات والحوارات الدائرة بين أكثر من دولة عربية وإسلامية، على أمل أن يتم التوصل إلى وقف كل الحروب والصراعات، كي نتفرغ لمواجهة العدو الحقيقي وهو العدو الصهيوني، وكي نستفيد من ثرواتنا للتنمية والبناء وتطوير الإمكانيات والحصول على الثروات التكنولوجية، وكي نكون جزءا من مشاريع البناء والاستثمار الدولية والإقليمية.
*
العرب والمواطنة... السياسة والمعتقد والعادات!
مستقبل السيادة؛ أولهما يرى اختفاء السيادة مستقبلاً نظراً للتحولات ودخول الشركات متعددة الجنسيات، وهي من الأفكار الشائعة في تاريخ الفكر السياسي، أما الرأي الآخر فيرى أنصاره أن السيادة ستظل باقية ما بقيت الدولة القومية - الوطنية ذاتها وإن تحجمت أدوارها مقارنةً بما كانت عليه في النظام الدولي التقليدي، وإن كان عقد المقارنات أمراً يبعث على الإحباط لا سيما عندما تكون تلك العلاقة ما بين الدولة والإنسان محل البحث والتمحيص بدليل الفارق في طبيعتها في عالمنا العربي مقارنةً بالغرب.
ضد الجوع والفساد والفقر والاستبداد، إلا أن جماعات الإسلام السياسي ركبت الموجة واستغلت الحدث الشعبي العفوي لتحقق ما كانت تطمح إليه دائماً وهو الاستيلاء على السلطة.
يرى البعض أن المسألة لم تتعلق فقط بإسقاط أنظمة مستبدة بل إن المعيار يكمن فيما يتم إنجازه من عملية التغيير بجميع تجلياتها من سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، مع ملاحظة لا يمكن تجاوزها وهي أن هناك مَن وظّف الحدث لمصلحته وكسب الغنائم باحثاً عن السلطة مستفيداً من حالة الفراغ، فكانت جماعة «الإخوان المسلمين» التي تقدمت المشهد السياسي ليس لتميزها بل لفشل حركات التحرر الوطنية وضحالة مشروعها.
الثورة الفرنسية مكثت سبع سنوات في دوامة الصراع والمخاض لتنتج عنها تحولات ثقافية واجتماعية، والثورة البلشفية (الروسية) قطعت ثلاث سنوات من الصراعات الدموية لكي تحقق أهدافها سياسياً ولكن لم تصنع تحولات ثقافية تُذكر. كانت الخشية في عدم قدرة تلك الدول على تجاوز أزماتها، لا سيما أن فترة المخاض تجاوزت مدة طويلة آنذاك في بلدان عاشت عقوداً من الاستبداد والفساد. من الطبيعي أن تحدث ارتدادات عكسية ومعوقات، إلا أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح بدليل أن ثمة تجارب مشابهة من الحراك الشعبي في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية في العقود الثلاثة الأخيرة شهدت تحولات ديمقراطية ناجحة.
الحركات الثورية في أوروبا لم تأتِ من العدم، بل جاءت كنتيجة لنظريات مفكري عصر الأنوار من فرنسيين وإنجليز، والذين أسّسوا لحركة فكرية نقدية في القرن الثامن عشر مهّدت لبناء تصور جديد للمجتمع يقوم على الديمقراطية والحرية والمساواة، ونادت بالقطيعة المعرفية وفك الاشتباك بنفوذ الكنيسة والاستناد إلى العقل، كنظريات جان جاك روسو، وجون لوك في العقد الاجتماعي، وديفيد هيوم في علم الإنسان مقابل اللاهوت، ونقد فولتير للتعصب الديني والسياسي، ودور مونتسكيو في بلورة فكر عقلاني مناهض للأنظمة الاستبدادية.
لم يعد سراً أن الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية من خلال سايكس وبيكو، جزّأتا العرب في القرن الماضي إلى أراضٍ مكبّلة بقيود وثقافات محلية. ومع ذلك وبعد رحيل الاستعمار الغاشم عن بعض الدول العربية، نشأت أنظمة وطنية وأطلقت شعارات مؤثرة آنذاك لارتباطها بالأرض والحرية والاستقلال، لكنها ما لبثت أن عادت إلى ممارسة القمع، بمجيء أنظمة عسكرية كرّست الاستبداد والديكتاتورية. ليتحول المشهد من ليبرالية مشوّهة بعد الاستقلال إلى فضاء ملوث بالعنصرية والتمييز المذهبي والطائفي والقبلي. لم يعد للمواطنة والتسامح حيّز، بل أصبحت الساحات ميداناً لاشتباكات أهلية وتعصب وانغلاق وتخلف وجهل. صحيح أن العرب كانوا قد تخلصوا من الاستعمار إلا أنهم ارتهنوا له مرة أخرى بصيغ وأشكال مختلفة وربما أشد وطأة. العوائق في عالمنا العربي إلا من رحم ربي تكمن في غياب دولة القانون والمواطنة وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني. عالمنا العربي بحاجة لمشروع فكري تنويري يفنّد ما كرّسته حركات الإسلام السياسي عبر عقود، ما يدفع باتجاه احترام العقل والعلم ويفك الاشتباك ما بين المعتقد والعادات لمواجهة الآيديولوجيات المتصارعة والتيارات المتناحرة وبما يسهم في ردم الهوة الحضارية مع الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق