التفسير والتأويل مرتبط بمنظومة من الأدوات التي يستحضرها المفسر قبل القيام بأي خطوة داخل النص، وعند النظر في هذه الأدوات التي يجب على المفسر أن يتقنها ويتقن استعمالها، نرى أن هذه الأدوات هي عبارة عن علوم مختلفة، ولكن هناك ثمة علوم أساسية تشكل الأرضية التي تنبني عليها كل العلوم وهي ما يسميه بعلوم الآلة حيث دأب العلماء على تقسيم العلوم إلى نوعين من ناحية القصد لذاتها ولغيرها إلى نوعين: علوم آلة وعلوم غاية.
وسيلة وآلة لفهم علوم الغاية والمقصد. ولنضرب مثالا على ذلك بعلم النحو أو علوم العربية ككلٍ، حيث يتم دراسة النحو والعربية كوسيلة وواسطة لفهم القرآن الكريم والسنة النبوية، وكذلك الحال في علم المنطق وغيره، فهذه الدائرة من العلوم والمعارف تدرس لا لذاتها، إنما لكونها أرضية علمية للبناء.
إتقان علم المنطق نتيجة شيوعه بعد حركات الترجمة، فاختير كعلم آلة لذلك، كذلك الحال مع الفلسفة حيث كان إتقان الفلسفة شرطا للحديث عن علم الكلام لحماية الدين، بكلام آخر نستطيع القول بأن كون علم ما هو من علوم الآلة كان نتيجة لسد حاجة ما علمية اجتماعية،
تطوير دائرة علوم الآلة في مدارسنا الشرعية وفي كليات الشريعة والإلهيات كفيل بأن يحدث نقلة في طريقة التعاطي مع النص القرآني باتجاه تكثيره وتوليد المعاني الجليلة منه، وما ظهور الاختصاصات الكثيرة -وخصوصا في الفقه الإسلامي- إلا نتيجة تطوير جزئي في علوم الآلة.
علم الاقتصاد الإسلامي، والبنوك الإسلامية، هي نوع من الاستجابة لعصر تطور فيه علم الاقتصاد وأصبح المحرك الأساسي للحياة،
علوم التربية والشريعة مما أنتج لنا رسائل تدرس علما في الأصول الإسلامية وهكذا، وهذا دليل على أن التطوير في علوم الآلة سيحدث قفزة في طريقة التعاطي مع النصوص الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق