الاثنين، 28 ديسمبر 2020

فقراء العرب

  لا يزال فقراء العرب يواجهون أزمات أخرى، فهناك الحروب والنزاعات التي تعصف بملايين الفقراء في سورية وليبيا واليمن والعراق والسودان، ولا تزال الثورات المضادة تحول دون تحقيق تطلعات هؤلاء الفقراء في الحرية والعدالة الاجتماعية، وتحول دون استفادتهم من موارد وثروات بلادهم التي باتت تستأثر بها طبقة محدودة مرضي عنها سياسيا.  

ولا يزال فقراء العرب يقرأون يوميا عن استمرار الأثرياء وكبار المسؤولين في إقامة القصور الفارهة والمدن الحديثة، وشراء الطائرات الخاصة واليخوت والذهب والقرى السياحية والعقارات والأندية الرياضية، ويهربون مزيداً من الأموال إلى الخارج وتزيد ثرواتهم في البنوك السويسرية والأميركية. 
حتى الأمل في مستقبل أفضل تمت سرقته من أجندة الفقراء بنهب المال العام، وبيع موارد الدولة من شركات وأراض، ورهن الأصول العامة، والتوسع القياسي في الاقتراض المحلي والخارجي، وبعثرة الموارد المحدودة على مشروعات لا تمثل شيئا لملايين الفقراء ولا قيمة مضافة للاقتصاد. 

لم يفاجأ ملايين الفقراء العرب بتدهور القطاع الصحي في بلادهم، والغلاء الفاحش للأدوية والعلاج، فهم يلمسون ذلك بأنفسهم كل يوم وقبل ظهور الوباء الذي كشف عن عدم جاهزية هذا القطاع، حتى للميسورين والقادرين على سداد ثمن العلاج والحجر الصحي. 

قسوة الفقر والبطالة وفقدان الوظائف والعوز والفساد، وحالات التشرد والنفي والهجرة خارج أوطانهم، والحرمان من حقوقهم الأساسية كالصحة والتعليم، وقلة التغذية وانعدام الأمن الغذائي والدواء، واختفاء سلع رئيسية وغلاء الأسعار، 

 توفير الحد الأدنى من الخدمات بأسعار تناسب دخل المواطن، بل وتلوح بعضها بالتوقف عن صرف الرواتب للموظفين بزعم تراجع الإيرادات العامة، وزيادة عجز الموازنة العامة وتفاقم أعباء الديون. 

هناك دول باتت تغترف المزيد من القروض الخارجية داهسة، ليس حقوق الأجيال الحالية فقط، بل حقوق الأجيال القادمة أيضا، ومعظم الحكومات العربية باتت تفرض مزيداً من الضرائب والرسوم والبرامج التقشفية رغم الحالة البائسة التي يمر بها المواطن وتراجع قدرته الشرائية ودخله. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق