الجمعة، 12 فبراير 2021

العصر الرقمي , حرية النقاش تعني بالضرورة الدقة والواقعية واللياقة في الدفاع عن الأفكار

 المشاهير يتعرضون إلى انتهاكات مجهولة تأسيسا على آرائهم، كما يسهل تلفيق المعلومات ونشرها بشأن فايروس كورونا، وليس مجرد التعبير عن الشك المقبول. التلفيق رائج من دون أي تكلفة تحت ذريعة حرية التعبير. فالأخبار الكاذبة تغذي حكم الغوغاء دون ضبط النفس، وتعيد الازدراء والانتقام الديني والطائفي والقومي والعنصري، وتتسبب بإشاعة الضغينة والكراهية والحقد.

المراهق البريطاني الذي أعلن كراهيته لكبير الأطباء في بلده، يؤكد أن لا أحد بمنأى عن مساوئ استغلال المنصات الاجتماعية.

منصة بارلر، التي تعد الوسيلة المفضلة لأنصار اليمين المتطرف بعد التضييق عليهم في فيسبوك وتويتر. والفرق هناك أن الناس تراك وأنت تصرح بشتم الآخر عندما تكون في الشارع، لكن على منصتك الشخصية يمكن أن تحتمي خلف لوحة مفاتيح الكمبيوتر وباسم مستعار كي تبث كراهيتك للآخر!

كانت الحرية تنظمها مفاهيم الذوق والدقة والحيادية وتعدد المنافذ. على الرغم من سوء الاستخدام وفق المصالح الأنانية السياسية والتجارية للصحف، فقد دعمت الأخبار والآراء على اختلاف توجهاتها حيوية النقاش الديمقراطي.

 وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن ضبطها، بعد تجاهل مريع لمدونة القيم في التعبير عن الأفكار والآراء وتحت ذريعة حرية الكلام الزائفة.

حرية النقاش تعني بالضرورة الدقة والواقعية واللياقة في الدفاع عن الأفكار، إلا أن الصراخ صار سمة التعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استقطب الغوغاء الملايين من المتابعين كقوة مضافة إليهم، بينما غابت صناعة الأفكار!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق