الجمعة، 12 فبراير 2021

التطرف الإسلامي , كوبنهاغن , الدنمارك

 تتميز الدنمارك عن سواها من الدول الأوروبية بفوزها بلقب “الدولة الأكثر سعادة في العالم” مرات عدة في “تقرير السعادة العالمي” الصادر عن شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة.

 مواطني هذه الدولة الاسكندنافية، البالغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة، يتمتعون بمستوى معيشي جيد واقتصاد متين، إلا أن احتلال البلاد للمرتبة الثانية بعد بلجيكا من حيث عدد المواطنين الذين انضموا إلى القتال في صفوف داعش يطرح تساؤلا هاما: ما الذي يدفع الدنماركيين إلى التطرف؟

لم تشهد الدنمارك أحداثا إرهابية أليمة تذكر على أراضيها في فترة ما بعد 11 سبتمبر 2001 لتمهد استقبال الأفكار المتطرفة أو الإرهابية، لكنها تعرضت إلى نوع من الحرب الباردة مع العالم الإسلامي على أعقاب نشر صحيفة “يولاند بوستن” الدنماركية لرسوم كاريكاتيرية عن النبي محمد في 2005.

اعتبر العالم الإسلامي آنذاك أن الرسوم مسيئة إلى الإسلام وولّد نشرها في إحدى أهم الصحف الوطنية الكثير من النقمة في قلوب المسلمين، وبالتالي أوجد شرخا بين المجتمع الدنماركي والأقليات التي تعيش فيه.

بعد قصة الرسوم تغيرت أشياء عديدة وبدأت الدولة تتغاضى عن حركات إسلامية باتت تظهر داخل البلاد وتسمح لطقوس دينية لم يكن مرحبا بها من قبل أن تمارس، إضافة إلى تغيير في الشارع، ما مهد للراديكالية والتطرف.

وفرت الدنمارك ملاذا آمنا للكثيرين ممن تعرضت بلدانهم لأوضاع سياسية واقتصادية صعبة كالعراق ولبنان والصومال وإيران وباكستان والبوسنة وأفغانستان. وعلى الرغم من اندماج أغلبية هؤلاء الوافدين بالمجتمع، إلا أن بعضهم مازال يشعر بالعزلة.

الفقر هو أحد العوامل التي تدفع بالناس إلى الانضمام للمنظمات الإرهابية، لكن تقريرا على مجلة التايم يفيد بأن الانضمام إلى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى لا ينبثق بالضرورة عن المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي المتدني للفرد، فيما يبدو أن ما يدفع الدنماركيين للانضمام إلى مجموعات إرهابية لا علاقة له بالحالة الاجتماعية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق