الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

تكاليف زواج

تراجعت تكاليف حفلات الزفاف في مصر 

Feb 10, 2021

 تتخذ المجتمعات المحافظة الزواج بوابّة معترفًا بها لتكوين الأسرة. وبحسب إحصاءات رسمية، تشهد مصر في المتوسط نحو 100 عقد زواج كل ساعة، وأكثر من ثلاثين ألفا في الشهر.

تأجير قاعات للأعراس، وما تشهده من ولائم ووجبات خاصة، وإعداد وإرسال دعوات للضيوف، وغيرها مما كان يكلّف البعض أموالا قد يقضي عمرًا في توفيرها.

لقيود التي تفرضها السلطات على التجمعات وقاعات الأفراح هي التي تمنع البعض من إقامة الأعراس وليس الخوف من الإصابة بكورونا، رغم ارتفاع أعداد الإصابات.

كنا نخطط قبل كورونا لإقامة عُرس كبير والسفر خارج البلاد لقضاء شهر العسل، وجدنا أنفسنا مضطرين إلى الاكتفاء بعقد القران فقط وإلغاء الحفل كليّةً خشية إصابة أحد من أقاربنا، كما ألغينا فكرة السفر خارج البلاد في ظل حظر الطيران".

*

هل يجب على الأب أن يدفع تكاليف زواج أبنائه ؟

 أمر مندوب اليه عنده، لاسيما إذا كان الأب موسرًا، ويدل على عدم الوجوب على الوالد أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل استطاعة الزواج لمن أراد الزواج استطاعة ذاتية ولم يجعلها استطاعة بغيره، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)

بعض الفقهاء إلى أن الوالد ملزم بتزويج ابنه إذا كان الوالد غنيّا مستطيعًا والابن فقيرا لا يستطيع الزواج؛ حتى لو امتنع فإنه يجبر على ذلك على مذهب الحنابلة، وقد استدلوا بقوله تعالى ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) البقرة / 233. 

معاونة ولده في تكاليف الزواج وإعفافه ، لاسيما مع استطاعته وعجز ولده، مع التزام الوسط في بذله من غير إسراف أوتقتير. 


*

 النفقة المقصود بها ما يدفعه ولي الأمر أو الراعي لرعيته من غذاء ومسكن وملبس وعلاج وتعليم، ولما كان ذلك فإن الواجب تطبيقه في هذه المسألة الراجح في مذهب الإمام أبي حنيفة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته».

 حكم تجهيز البنت عند زواجها يشترط ألا يتم من المهر المدفوع لها، لأن المهر ملك خالص للبنت تفعل به ما تشاء، كما لا يجوز في الوقت نفسه إجبار الأب على تجهيز البنت، وإذا تبرع الأب وجهز ابنته البالغة من ماله فإن الجهاز المتبرع به أصبح ملكاً خالصاً للبنت، لأن الجهاز في كل الأحوال ملك خالص للبنت، والأصل في الالتزام بتجهيز ابنته التبرع وليس الإجبار.

تصبح تلك المنقولات التي لدى الزوج على سبيل الأمانة للاستعمال فقط، وتستردها الزوجة متى طلبت ذلك في حالة الطلاق.

 الزوج ملزم بالمهر والأب ملزم بتجهيز ابنته، على أن تتم كتابة هذا الجهاز باسم الزوجة، فإن هذا التجهيز يجب أن يهتم أولاً بالأساسيات ثم الكماليات أو غير الضروريات، فإن عجز الأب عن توفير الكماليات فليس آثماً شرعاً، وخاصة أن هذه الكماليات أصبحت في عصرنا أكثر تكلفة من الأساسيات، والسفه في التجهيز أمر مخالف للشرع ومرفوض عند العقلاء والملتزمين بشرع الله، وعلينا أن نتأمل مظاهر التيسير الإسلامي في الزواج، بداية من دفع المهر فقال، صلى الله عليه وسلم: «أقلهن مهراً أكثرهن بركة»، وبالتالي فإنه طالما كانت الزيجة ميسرة في المهر والتجهيز، فلن تحدث مشكلات، أما الجشع فهو السبب في كثير من المشكلات التي تجعل الزواج أمراً عسيراً، وإذا تم فهو بلا بركة.

«لا زواج إلا بولي وشاهدي عدل»، وبين بعض البنات اللواتي يضربن بكل الشرائع والأعراف عرض الحائط، ويقعن في عقوق الوالدين، حتى أنها قد تتم خطبتها وإجراءات زواجها بدون علم والدها، ولا تحرص على إرضاء أبيها وأمها، فهل بنت بتلك الصفات تستحق أن تجبر المحكمة والدها على تجهيزها؟

 يجوز لها شرعاً أن تُزفّ إلى دار زوجها بغير جهاز أصلاً أو بجهاز قليل، حتى وإن كان لا يليق بالمهر الذي دفعه الزوج، وليس لزوجها أن يطالبها ولا أن يُطالب أباها بجهاز، ولا أن يطالب أحدهما بتنقيص شيء من المهر الذي اتفقا عليه، لأنها بمجرد الزفاف إليه قد أدّت له جميع ما وجب عليها أداؤه في مقابل ما بذل من المهر، بالغاً ما بلغ، بل يجب على الزوج تجهيز بيته ويكون هذا الجهاز ملكاً له، أما لو جهّزت الزوجة نفسها من مهرها أو فعله أبوها فالجهاز الذي تُزَفّ به مِلْك خاص لها.

 الزواج ليس صفقة بل آية من آيات الله القائل: «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» آية 21 سورة الروم.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق