الاثنين، 29 مارس 2021

نحو 30% من حاويات الشحن في العالم تمر يوميا عبر قناة السويس

Mar 25, 2021

  طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية من جميع السلع.

فبعد تعويم الجنيه المصري نهاية عام 2016، فقد ثلثي قيمته الشرائية (الدولار قفز عند التعويم إلى نحو 18 جنيها، ثم انخفض اليوم إلى 16 جنيها، بعد أن كان يساوي نحو 6 جنيهات وقت البدء في حفر التفريعة).

تفريعة السويس.. متى يعترف السيسي بخطأ قراراته المتسرعة؟

قناة السويس.. الأزمة في مصر ومصدر المعلومة الإعلام الخارجي

 مسار الإعلام المصري نحو المهنية والمصداقية مسدود أو هو شبه غائب عن الحدث وأصبح بحاجة إلى تصحيح مسار

إشكالية التعاطي الإعلامي في مصر مع القضايا المحلية ذات البعد الدولي، فقبل ثلاث سنوات روّجت الصحف والقنوات أن التفريعة الجديدة للقناة جعلت مصر تمتلك طريقا ملاحيا مزدوجا يمكنه استقبال أكبر عدد من الحاويات في توقيت واحد، ويحول دون حدوث أزمات مستقبلية.

اتهمت أصوات معارضة ومؤيدة للحكومة، على حد سواء الإعلام بالمبالغة في الترويج لإنجاز التفريعة الجديدة وتصدير صورة غير واقعية عنها، حتى خرجت بعض الصحف والبرامج لاتهام أصحاب هذه النبرة بأنهم “خونة ومأجورون” ويحاولون تشويه الحدث التاريخي والتقليل منه لخدمة تيارات مناوئة للسلطة.

وجدت هذه المنابر نفسها في ورطة بالغة مع جنوح سفينة عملاقة بقناة السويس الثلاثاء الماضي فلا هي استطاعت تبرير موقفها السابق بالتضخيم ولا كانت لديها القدرة والجرأة على تغطية الحدث بطريقة مهنية.

أمام التجاهل النسبي من غالبية الصحف والقنوات المحلية لبدايات الأزمة لجأ الجمهور إلى الإعلام الأجنبي لمعرفة تطورات الموقف، ومعرفة التفاصيل الدقيقة والاقتراب من الحقيقة الغائبة عن المواقع الإخبارية والشاشات المصرية، في ظل التزامها بنشر البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة قناة السويس

وأحيت الأزمة إشكاليتين بالغتي الأهمية، الأولى وجود خلل لدى الحكومة في إدارة الأزمات الكبرى إعلاميا بدليل أن حادث السفينة وقع صباح الثلاثاء، وكان أول مؤتمر صحافي للفريق أسامة ربيع السبت لشرح ما جرى والرد على استفسارات وتساؤلات الرأي العام العالمي، أي بعد أربعة أيام كاملة.

وقال محمد (ش) وهو مسؤول في القطاع الإخباري بإحدى القنوات الكبرى لـ”العرب”، إن التعليمات كانت واضحة ومشددة بعدم تناول أي قناة لأزمة قناة السويس سوى في حدود البيان الصادر عن الهيئة، وأغلب البرامج في القناة التي يعمل بها تعاملت مع الحادث خلال أول يومين كأنه لم يكن.

وأضاف أن “بعض البرامج تطوعت بإبعاد نفسها عن تغطية الأزمة دون أن يُطلب منها ذلك صراحة، خوفا من المجازفة بتناول حادث يمس قضية دولية”، لافتا إلى أن أغرب شيء حدث هو تواصل مسؤولين بهيئة قناة السويس مع وكالات وصحف أجنبية وليست محلية، ونظيرتها المصرية لم تبادر لذلك من الأساس.

ويرى خبراء الإعلام، أنه في مثل هذه الحالات يفترض تشكيل مركز إعلامي يعمل على مدار الساعة لمد الصحف والقنوات بمعلومات تفصيلية وإطلاع الرأي العام بالمستجدات ومصارحة الجمهور بالحقائق دون تزييف أو تهوين، لأن الصمت والتجاهل يقودان لإرباك المشهد على وقع الشائعات والأخبار المضللة.

صحيح أن فضائية “إكسترا نيوز” وهي القناة الإخبارية المحلية الوحيدة التي تعمل على مدار اليوم في تغطية الأحداث الجارية، ركزت على الأزمة، لكنها لم تخرج عن الخط التحريري الذي ترسمه البيانات الرسمية، مع نقل معلومات من وكالات أجنبية شريطة أن تكون متناغمة مع وجهة نظر الحكومة.

برهن دفاع بعض المذيعين عن أنفسهم بشأن طريقة تغطية الإعلام للأزمة أن القائمين على إدارة المنظومة برمتها لديهم شعور بارتفاع منسوب الغضب الجماهيري، وأن الإعلام الأجنبي صار المنبر المفضل لمن يريد الوقوف على حقيقة الموقف.

برر الإعلامي محمد الباز مقدم برنامج “آخر النهار” على فضائية النهار ورئيس تحرير صحيفة الدستور صمت الإعلام المصري بأن وضعه مختلف، قائلا، إن هناك اتهامات للإعلام المصري بأنه موجّه في أزمة السفينة، لكن الحقيقة تكمن في أن أي معلومة يتناولها الإعلام الخارجي لا تحسب عليه، فقد تكون صحيحة أو تحتمل الخطأ، أما الإعلام المحلي فأي كلمة يذكرها ستحسب عليه، لذلك يتوخى الحذر ويدقق المعلومات في تناوله لهذه القضية.

بعض المسؤولين داخل المنظومة الإعلامية لم يدركوا بعد الفارق الشاسع بين تغطية أزمة محلية يمكن إخفاء بعض تفاصيلها، وأخرى لها أبعاد دولية، فهناك أقمار صناعية ترصد كل شيء بالتفصيل، ووكالات أنباء عالمية تراقب الموقف بدقة، وهذا الدرس يجب استيعابه جيدا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق