Mar 2, 2021
هناك من الإخوان المسلمين المصريين من سينصح أردوغان بالاطلاع على تجربة جمال عبدالناصر وقوميته والنجاح في البداية وصولا إلى النكسة والانهيار. أردوغان يكثر من الأخطاء لكنه يتعلم بسرعة ويتأقلم أسرع.
أردوغان أكثر من مستعد. مهد الطريق سياسيا واقتصاديا. أعد الفكرة أيديولوجيا بتبنيه لخليط بين القومية التركية والإسلام السياسي، ودعم موقفه باقتصاد تركي في تصاعد مستمر على مدى عقود، قبل أن يدخل دوامة الاقتراض والعبث الذي مارسه أمثال نسيبه الوزير السابق براءت البيرق. ما فات على السياسة والفكر الأيديولوجي والاقتصاد يتكفل به جهاز المخابرات أو يترك للجيش. جهاز مخابرات يعمل بلا انقطاع منذ زمن الدولة السلجوقية، وجيش يرى نفسه امتدادا للانكشارية. بقي شيئان التقطهما أردوغان مؤخرا: اللغة التركية/القومية التركية والتأطير الأيديولوجي للقوة التركية.
يطلق حملة “التركية لغة عالمية” في احتفالية الشاعر التركي يونس أمره. اللغة حسب وصفه “هي من تحرس الوطن أولا ثم الجيش”. نلاحظ الإشارة إلى الجيش في مناسبة عن اللغة وشاعر. نلاحظ أيضا أنه يتحدث للشباب ويدعوهم لاسترجاع إرثهم العثماني التركي. يقول لهم: تعلموا قراءة شواهد القبور لأنها مكتوبة بألفبائية تم استبدالها، ولا تكثروا من حشر المفردات الإنجليزية والفرنسية في اللغة التركية. ثم شكر ممثلي أذربيجان والبوسنة والهرسك وشمال مقدونيا لدى اليونسكو لدعمهم مشروع يونس أمره وسنته العالمية. كأنه يقول نريد أن نشكر دولا أكثر قريبا.
*
رجب طيب أردوغان: اختياره الزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي يكشف عن ضعف قادة المنطقة
. فقد اعتقد الكثيرون أنه لا يمكن لحاكم تركي، وريث للإمبراطورية العثمانية التي حكمت العالم العربي لأكثر من أربعة قرون، أن يتمتع بمثل هذا المستوى من التقدير من جانب العرب. فما بالك إذا كان ذلك الحاكم هو أردوغان الذي "تتضح طموحاته العثمانية الجديدة من خلال خرائط تفصل مطالب تركيا بمساحات من الأرض في سوريا والعراق، ويحتل أربع مناطق في شمالي سوريا منذ عام 2016".
منافسيه الإقليميين الأقرب وهما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يأتيان في مرتبة متأخرة عنه بكثير.
ويرى غاردنر أن بعض الأسباب لهذا الفارق في الشعبية إيجابي والبعض الآخر مقلق. فلطالما أظهر المواطنون العرب، المحرومون بفعل حكامهم الاستبداديين، ضعفاً إزاء الأبطال الشعبويين. ويأخذ على ذلك مثالاً هو جمال عبد الناصر، الزعيم المصري الأسطوري، كما يصفه، الذي فتن العالم العربي بوهم القومية العربية خلال الفترة منذ تأميمه قناة السويس في العام 1956 إلى الهزيمة المخزية للعرب في حرب 67 مع إسرائيل.
يذكر الكاتب سببين جعلا طموحات أردوغان تتجاوز حدود بلاده. السبب الأول هو الاضطرابات التي سادت المنطقة العربية خلال العقد المنصرم بعيد انطلاق ما سمي بانتفاضات الربيع العربي. والسبب الثاني هو غياب قيادة للعرب السنة في وقت تعمل فيه إيران على تشكيل تحالف شيعي عبر بلاد المشرق وصولاً إلى البحر المتوسط.
يرى الكاتب أن عداوة أردوغان مع حكام السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة ونظام الأسد في سوريا لم تؤثر على صورة الرجل الذي يستمد شرعيته في عيون العرب من كونه فائزاً في الانتخابات أكثر من اثنتي عشرة مرة.
"الرأي العام العربي يبدو معجباً أيضاً بولع أردوغان المتنامي بما يسمى بالقوة الصلبة وبتحديه ليس فقط لإسرائيل وإنما للولايات المتحدة أيضا". فقد تمكن من خلال استخدام طائرات الدرون والميليشيات والمرتزقة من قلب موازين القوى في الحرب الأهلية في ليبيا، وساعد أذربيجان في استعادة منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها مع أرمينيا، ومدّ جذوره في شمال سوريا في المناطق التي طرد منها المقاتلين الأكراد الموالين للولايات المتحدة.
يقول الكاتب إنه في حين ترى تركيا في سيطرتها على مناطق شمال سوريا تأكيدا شرعياً على نفوذها القومي، فإن حلفاءها في حلف شمال الأطلسي الناتو يعربون عن قلقهم حيال ما يرونه "تحركا عثمانيا جديدا نحو تحقيق الهيمنة الإقليمية"
مجازر الإبادة
عما أثاره الاعتراف الرسمي من جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن بمجازر الإبادة التي وقعت بحق الأرمن في 1915 من نقاش حول شرعية إصدار الولايات المتحدة لمثل هذه البيانات حول جرائم الإبادة حول العالم في الوقت الذي لم تتعامل بجدية حتى الآن مع تاريخها من جرائم الإبادة بحق الأمريكيين الأصليين.
"اردوغان يهدد بالاعتراف بعمليات القتل بحق الأمريكيين الأصليين كجرائم إبادة ردا على القرار بخصوص إبادة الأرمن"
الحديث عن أن الولايات المتحدة اعترفت بالفعل بمجازر الإبادة التي ارتكبتها بحق الأمريكيين الأصليين ليس صحيحاً. فالدروس التي تعطى للتلاميذ في المدارس حول هذا الأمر هي دروس مخففة حول حصول عمليات "تشريد" للسكان الأصليين أو عن انخراطهم في حروب مع المستعمرين البيض دفاعاً عن النفس لتبرير مجازر الإبادة التي وقعت على نطاق واسع. وفي أغلب الأحيان يتم إعفاء السياسة الأمريكية من المسؤولية بإلقاء اللوم على الأمراض وعوامل أخرى في تناقص أعداد السكان الأصليين.
"الحرب والعبودية والتشريد ساهموا أيضاً في تراجع أعداد سكان البلاد الأصليين"، وتقول إن هناك كلمة آخرى لوصف كل هذا وهي "إبادة".
تختم الكاتبة مقالها قائلة إنه من الجيد أن تعترف الولايات المتحدة رسمياً بجرائم الإبادة بحق الأرمن، فهذا يظهر أن الحكومة قادرة على التطور حول بعض القضايا. لكن من أجل أن تحافظ أمريكا على مصداقيتها حول قضايا حقوق الإنسان والأعمال الوحشية السابقة، عليها أن تعترف أيضا بتاريخها في هذا المجال وتعمل على تصحيحه.
*Apr 28, 2021
أردوغان متباهيا بالمسلسلات التركية: وسائل أكثر فاعلية من القوة العسكرية والتكنولوجية والمالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق