Mar 10, 2021 Jan 19, 2022 Mar 7, 2022
اهتمامنا بمعرفة أخبار الآخرين وتفاصيل حياتهم بلغ مستويات غير مسبوقة.
فنحن نقرأ يوميا مقالات مصورة عن يوميات أفراد الفرق الطبية الذين يئنون تحت وطأة زيادة أعداد المرضى، ونطالع أخبار السياسيين الذين يخترقون قواعد الحجر الصحي والمشاهير الذين يفرون إلى جزر خاصة. وقد يختلس البعض النظر إلى جيرانه ليرى مدى التزامهم بارتداء الكمامات أثناء وضع القمامة خارج المنزل.
وزاد عدد الساعات التي نقضيها على الإنترنت بشكل غير مسبوق.
ليس من المستغرب أن نبحث عن المعلومات ونتابع الأخبار وآخر التطورات الشخصية.
الجنس البشري بطبيعته فضولي، وتتشكل تصوراتنا وذكرياتنا وفهمنا للحاضر من خلال التفاعل مع الآخرين والاستماع لسردهم تجاربهم.
هذه الرغبة الجارفة في مراقبة الآخرين، رغم أنها قد تبدو تطفلا أو حتى تلصصا على خصوصيات الآخرين، قد لا تكون أمرا سلبيا قد تساعدنا مراقبة سلوكيات الآخرين والطرق التي يستجيبون بها للمتغيرات الجديدة، في تقبل تأثير الوباء على جميع تفاصيل حياتنا، وربما تساعدنا أيضا في التأقلم مع الأوضاع الجديدة.
ائفة متنوعة من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"سناب شات" و"تيك توك" وأخيرا "كلابهاوس"، وكلها تفتح منافذ جديدة لتتبع خصوصيات الآخرين والاطلاع على أسرارهم.
لا تكون لغرض التلصص بالمعنى السلبي الذي ينطوي على استراق النظر أو التجسس لإشباع شهوات جنسية
التقصي عن أخبار الغير والتعرف على تجاربهم، وهو كثيرا ما يكون دون قصد، قد لا يكون بدافع حب الاستطلاع المرضي، لكن قد يكون بحثا عن تفسير للأحداث التي تقع من حولنا.
الكتب التي تعرض المذكرات الشخصية لأشخاص بارزين، فهذه الكتب لا تكشف عن حياة كاتبيها فحسب، بل أيضا طرق تفاعلهم مع المجتمع.
فالرغبة في مراقبة الآخرين هي إذا وليدة الاهتمام بتبادل المعلومات لاستكشاف ذواتنا من خلال سردنا للتجارب التي نعايشها. وتقول تشابيل: "إن التجارب التي نمر بها في مجتمعنا مع الآخرين، والتي نقرأ عنها أو نراها أو نسمع عنها ونتفاعل معها، تسهم بطريقة ما في تشكيل رؤيتنا للمجتمع".
هروب من ضيق المنزل إلى رحابة العالم الافتراضي، تتيح لنا فرصا عديدة لمعرفة خصوصيات الآخرين والتعرف على عاداتهم. فقد اهتم البعض على سبيل المثال بتحليل أرفف كتب المشاهير التي كانوا يجلسون أمامها أثناء إجراء مقابلات عبر منصة "سكايب"، ولاقت بعض وصفات الطعام التي يحضرها غرباء في مطابخ منازلهم رواجا واسعا.
التواصل مع البشر، رغم أنها لا تعوضنا عن التفاعل وجها لوجه مع الآخرين. فمنصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"سناب شات" تخلق مسارات للتفاعل الافتراضي مع أشخاص تكاد تكون مقابلتهم في الواقع مستحيلة أثناء الحجر الصحي.
مراقبة عادات العاملين بالقطاع الصحي تساعدنا على فهم تأثير الوباء على المجتمع
تسهم أيضا مواقع التواصل الاجتماعي في تحديد الأعراف الاجتماعية الجديدة، وهذا يتجلي في الانتقادات اللاذعة التي وجهها رواد هذه المواقع لصور ضيوف حفلات الزفاف الذين لا يرتدون الكمامات أو صور المشاهير في الشواطئ أثناء الحجر الصحي التي انتشرت بكثرة على موقع إنستغرام.
"نحن نراقب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سواء شعوريا أو لا شعوريا، لنستمد منها 'المعايير' الجديدة للسلوكيات المقبولة أثناء الوباء، أو إيجازا، للتعرف على القواعد الاجتماعية الجديدة التي وضعها الناس أثناء الوباء. فنحن نتعلم القواعد والمعايير الاجتماعية من خلال مراقبة سلوكيات الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل كيف نتصرف بطريقة مقبولة، ومن الأشخاص الذين يمكن أن نقيم صداقة معهم دون إثارة انتقادات الآخرين، وما الذي يسمح لنا بنشره على هذه المواقع؟"
هذه القواعد التي نتعلمها من مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى معلومات من مصادر أخرى، مثل المقالات التي نقرأها أو الأفلام الوثائقية التي نشاهدها أو حتى مراقبة المارة في الشوارع، هي التي تشكل المعايير الثابتة التي نحتكم إليها في الأوقات التي تشهد تغيرات متلاحقة.
"يستخدم الناس هذه البيانات كأساس ليبنوا عليه تقييمهم وقراراتهم في مختلف جوانب حياتهم. فالإنسان كائن اجتماعي ويعتمد على مراقبة الآخرين في القبيلة والمجتمع لبناء الأحكام أو عقد المقارنات".
وقد يساعدنا التعرف على الأحداث والتجارب التي يمر بها الآخرون يوميا، سواء من خلال الأفلام الوثائقية عن الفرق الطبية أو المنشورات على موقع فيسبوك حول إصابة جدة أحد الأصدقاء بفيروس كورونا، أو تعليقات الناس على إحدى المقالات الإخبارية التي تعلن حصيلة الوفيات، في تفسير هذا الوضع غير المسبوق والتأقلم معه.
وتقول رومانوف، إن قراءة منشورات الآخرين التي يعبرون فيها صراحة عن مخاوفهم، أو رؤية مدى انتشار هذه المشاعر بين الناس الذين تجاوبوا مع المنشور بالإعجاب أو التعليق، قد يهدئ مخاوفنا. مشيرة إلى "التقمص الإسقاطي"، أي أن ننسب المشاعر التي تنتابنا من خوف وفزع، لمصدر خارجي، مثل منشور صديق على موقع فيسبوك أو مقالة صادمة تحظى بمئات المشاركات.
لا شك أن قراءة الكثير من الأخبار وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي قد يعرضنا لضغوط نفسية مضاعفة، في وقت نبذل فيه جهدا ذهنيا شاقا لتفسير الأخبار المؤلمة واستيعابها. وتقول رومانوف: "إن كل هذه المعلومات تؤجج الضغوط النفسية وتفاقم المخاوف التي تنتاب الناس الآن".
لاحظت أنك تكثر من تصفح موقع "إنستغرام" لتتابع أخبار الأصدقاء وتشاهد برامج عن يوميات العاملين في الخطوط الأمامية أو تقرأ مقالات عن تأثير الوباء على الصحة النفسية، فإن ثمة بواعث نفسية تدفعك لممارسة هذه السلوكيات، حتى لو كانت لا شعورية. فمراقبة سلوكيات الآخرين وأخبارهم تساعدك على التأقلم مع القيود في الوقت الحالي وتهدئة المخاوف الشخصية وتفسير ما يحدث في العالم من حولنا.
"نحن نفسر دائما التجارب التي نمر بها ونتقبلها من خلال مراقبة سلوكيات الآخرين والاستماع لسردهم للتجارب المشابهة".
*
الهوس بالمشاهير . أجور المشاهير من إنستغرام
2019
ارتبطت بجمهور الفنانين في
مراحل زمنية مختلفة
إلى حيلة التنكر بملابس ونظارات
تخفي شخصياتهم الحقيقية، عندما
يرغبون في التجوال بالشارع مثل
الأشخاص العاديين، بعضهم يحيط
نفسه بحلقة من مساعدين أو رجال أمن
لمنع الفضوليين من جمهور الشارع من
اقتحام خصوصيتهم… بعضهم لا ينجح
في ذلك، فيمنح الآخرين الفرصة كي
ينغصوا عليه حياته وهذه هي ضريبة
الشهرة.
هذه الأيام، ينصب هوس المراهقات،
تحديدا، بأداء فرقة موسيقية تعد من
أكبر فرق البوب الكورية الجنوبية،
تعرف باسم ”بي.تي.أس“؛ فرقة”فتيان“ يقال إنها حققت أعلى المبيعات
في تاريخ الغناء، ليس في ما يتعلق
بألبومات أغانيها فحسب، بل في كل
ما يمت لها بصلة من منتجات؛ شارات،
ملابس مطبوعة بصور أعضاء الفرقة
إضافة إلى ميداليات الجيب والحقائب
والقبعات.
باللغة الكورية التي يجهلها الغالبية
العظمى من الجمهور، لكن هذا الأمر لم
ينقص من منسوب الإعجاب والهوس بل
إنه، أضاف إلى الأجواء غموضا وإثارة
عززتها الموسيقى التي لعبت أوتارها
بأنغام مختلفة بعض الشيء على
مسامع الجمهور.
الهوس بالمشاهير، يشبه كثيرا
أعراض الحب؛ انبهار بالآخر، إعجاب
بلا حدود، تشوش في الرؤية وضياع
الحد الفاصل بين الواقع والخيال
الناس في الوصول إلى مبتغاهم في
نهايات قصص حب سعيدة قد تتوج
بالارتباط. لكن،

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق