الخميس، 14 أكتوبر 2021

الراديكالية ********

 إلقاء مصطلحات مثل "اشتراكي" و"شيوعي" على أولئك الذين يروجون لبرامج تعالج الفقر ، أو تقترح خدمات أساسية - مثل الرعاية الصحية الشاملة وغيرها من خدمات البنى التحتية التي يحتاج اليها المجتمع. إن سيناريو مشابه يحدث لكلمة "راديكالي" - وهي كلمة غالبًا ما تستخدم لإثارة ارتباطات مع التطرف وعدم الاستقرار والنهج المطلق في السياسة لكن الاستخدام الشعبي يناقض الدور المهم الذي لعبه العديد من الراديكاليين في تعزيز الديمقراطية والعدالة عبر التاريخ. كلمة "راديكالي" كما هي مطبقة على السلوك البشري إما إيجابية أو سلبية ، حسب وجهة نظر الفرد. الراديكالية هي "شخص يعبر عن التزام صارم بنظرة عالمية تتعارض بشدة مع القاعدة الثقافية". 

 ان "الراديكاليون" هم المسؤولون عن زرع بذور اثنتين من أهم الحركات الاجتماعية في أمريكا: حقوق العمال والعدالة العرقية. كانت الحركة العمالية في أيامها الأولى حركة راديكالية. وقد حققت العديد من الانجازات التي أصبحت الآن من المسلمات مثل الحد الأدنى للأجور ، وعدد ساعات العمل اليومي المكون من ثماني ساعات. يمكن اعتبار الأم تيريزا راديكالية في إنكارها الشديد لذاتها وخدمتها لأفقر الفقراء لكن صدام حسين كان أيضًا راديكاليًا في تطبيقه العنيف لجدول أعماله السياسي. كان كلاهما في أقصى الحدود لما تعتبره معظم المجتمعات طبيعيًا. 


استخدم الكثير من الناس اسم الراديكالية لوصف أحداث الرعب والاضطهاد والإبادة الجماعية لمن لديهم اختلافات دينية. بينما كانت رسالة كل الأديان الدعوة الى الحب والمغفرة والرحمة وهي تتعارض بشكل مباشر مع الآراء المتشددة. أولئك الذين يحرضون على العنف والاضطهاد باسم الدين ليسوا راديكاليين بل إنهم "أعداء الدين"  لأنهم يفعلون ما هو طبيعي في حياتهم الخاصة ويحرمونه على الآخرين.  

بالنسبة للبعض ، الراديكالية تعني العمل بلا كلل من أجل أماكن عمل ومجتمعات وأسر وعلاقات أكثر عدالة وحرية. لكنها أيضًا منفتحة على التغيير المجتمعي الجوهري اللازم لتقويض الفقر واليأس الذي يواجهه الكثيرون على مستوى العالم. إن الراديكالية ليست متزمتة كما يتم تصويرها في كثير من الأحيان ، وتتطلب استعدادًا للتضحية ببعض العادات والتقاليد المقدسة لخلق عالم أفضل وأكثر عدلاً.

*

 «القاعدة» و«داعش» والإخوان المسلمين بنظام ولاية الفقيه بإيران،

*

Mar 19, 2021

هل الراديكالية الإسلامية نتاج للحداثة الغربية؟

 نظريات الحداثة، ليست فرضيات علمية، بل سرديات تقوم على مبادئ دينية للخلاص النهائي، ينطبق ذلك على العقائد الشيوعية والنازية والليبرالية، وتندرج في ذلك الاعتقادات التي سادت في العقود الأخيرة، كالإيمان بالسوق الذي أصبح أيديولوجية علمانية حول التقدم العالمي تم تبنيها مع نهايات القرن العشرين من قبل المنظمات الدولية.

منذ القرن 18 وحتى الآن، صار الإيمان بأن نمو المعرفة العلمية وتحرر البشرية يسيران يدا بيد. بالنسبة لماركس ولينين كان تحرر البشرية سيحصل عبر مجتمع دون طبقات، أما بالنسبة لفوكوياما ونظرائه من الليبراليين الجدد، فإن ذلك سيتم عبر السوق الحرة.

 الشك العقلاني لمفكرين مثل دافيد هيوم قاد إلى معارضة العقلانية نفسها. دافع كيركغارد عن الإيمان الديني من مبدأ التجربة الذاتية، ورفض هيردر الأنموذج التنويري لحضارة عالمية، مؤكدا وجود ثقافات عديدة، كل منها فريد بطريقته. ولاحقا في القرن التاسع قام مفكرون مثل فيخته ونيتشه بتمجيد الإرادة فوق العقل. حقيقة أن الراديكالية الإسلامية ترفض العقلانية تظهر أنها حركة حديثة. لقد كان الفكر القروسطي موحدا حول الدين، لكنه لم يحتقر العقل، وفي السياق القروسطي للأشياء، كان هناك إيمان بأن الطبيعة عقلانية.

 أمريكا هي أحد أكثر المجتمعات تدينا في العالم، وأن فيها الحركة الأصولية الأكبر مقارنة بأي مجتمع متقدم. لو انتبه قطب إلى هذه المسالة، يقول غراي، لكان عرف أنه هو أيضا كان نتاجا لأفكار الحداثة، وأن الظاهرة الأصولية حديثة مثلما هي أمريكا نفسها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق