الخميس، 16 ديسمبر 2021

متى تنتهي الحرب في سوريا؟ ************

Mar 15, 2021

 وصلت شرارة جسد البائع التونسي البوعزيزي، تقريباً إلى معظم بلدان الشرق الأوسط. فبعد الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر، تفاءل السوريون بالنتائج التي حققتها المظاهرات في كلا البلدين، وخرج العشرات في مظاهرات سلمية في مدينة درعا، في مارس/آذار 2011، احتجاجاً على البطالة، وتفشي الفساد، وغياب الحريات السياسية.

لكن سرعان ما تحولت تلك الاحتجاجات إلى أعمال عنف مع اعتقال قوات الأمن السورية عشرات المتظاهرين وتعذيبهم بشكل وحشي في السجون.

اتسعت رقعة المظاهرات لتشمل معظم المدن والبلدات السورية، وتغيرت الشعارات من "الشعب يريد إسقاط النظام" إلى "الشعب يريد رحيل الأسد ونظامه"، وشيئاً فشيئاً برزت الكتائب المسلحة للمعارضة بعد أن انشق كثيرون من أفراد الجيش وأجهزة الأمن، فما الذي تغير منذ ذلك الحين؟

موجات نزوح وهجرات لمئات آلاف من السوريين وخاصة بين أعوام 2014 و2017 من مناطقهم باتجاه مناطق أخرى أكثر أماناً في سوريا أو إلى البلدان المجاورة مع احتدام المعارك.

ووصل عدد اللاجئين السوريين حتى يونيو/حزيران 2020، إلى 6.6 مليون شخص بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عدا عن النازحين داخلياً الذين وصل عددهم إلى 6.1 مليون شخص.

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 12 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى مساعدات، 5.2 مليون منهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

استولت الفصائل المعارضة على مناطق ومدن عديدة في سوريا من بينها معظم أجزاء مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا وثاني أكبر مدن البلاد.

مقابل تقدم المعارضة وسيطرتها على على أكثر من نصف مساحة البلاد، زادت إيران والأطراف التي تدور في فلكلها من دعمها للحكومة السورية، لكنها فشلت في قلب موازين القوى على الأرض

وبدأ التدخل الروسي العسكري في الصراع السوري في خريف عام 2015 وسرعان ما توقف تقدم المعارضة بسبب الغارات الجوية المدمرة للطيران الروسي على مناطق المعارضة.

وجاء التدخل الروسي في أعقاب تحالف الولايات المتحدة مع المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.

تحول الصراع من المطالبة بالاصلاحات والقضاء على الفساد والبطالة، إلى صراع طائفي مع أسلمة الفصائل المعارضة والتفاف الطائفة العلوية والغالبية العظمى من الطوائف الأخرى حول نظام الأسد

تراجعت قوة المعارضة المعتدلة بظهور الجماعات الإسلامية المتشددة مثل جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً) وتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية الذي أعلن عن إقامة الخلافة الإسلامية في سوريا والعراق.

شكل الأكراد قوات سوريا الديمقراطية التي تضم الكرد والعرب والآشوريين التي تسيطر على شمال شرقي سوريا حالياً، بعد أن ألحقت الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، واستعادت الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في سوريا.

في أوائل عام 2018 احتل الجيش التركي بمساعدة عشرات آلاف من مقاتلي المعارضة منطقة عفرين الكردية وتسببت العملية بتهجير ما يزيد عن 200 ألف من أبناء المنطقة واستيلاء جماعات المعارضة المتعددة على ممتلكات وبيوت المهجّرين.

اتفاقات وانتهاكات وخلافات

على الرغم من عقد عشرات المؤتمرات والاجتماعات والاتفاقات والهدنات، إلا أن ما شهدته سوريا على مدار السنوات العشر الماضية أظهر أن "الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان هي القاعدة وليست الاستثناء" حسب ما جاء في تقرير هيومن رايتس ووتش عام 2019.

قد فشلت حتى الآن كل المساعي والجهود والمبادرات الدبلوماسية في إنهاء المأساة السورية.

ورغم هدوء جبهات القتال واستقرارها نوعاً ما مؤخراً، إلا أن السوريين اليوم يواجهون عدواً أكثر شراسة وفظاعة وهو الفقر المدقع وانعدام مقومات الحياة اليومية، إذ يعز على السوري اليوم رغيف الخبر مع انحدار مستوى المعيشة وبلوغ نسبة الفقر 90 % . فالمدافع والدبابات لا تسد رمق الجياع ولا تملأ البطون الخاوية.

تدمير التراث والآثار

وأدت الحرب في سوريا إلى تدمير 290 موقع أثري، وحدوث تصدعات في أكثر من 100 موقع آخر، ومحو 24 موقع بالكامل.

وقد تعرضت خمسة من مواقع التراث العالمي الستة في سوريا التي تشرف عليها اليونسكو لأضرار بليغة.

أدت الحرب إلى إحداث شروخ عميقة في نسيج المجتمع السوري حتى بين الأقرباء والأصدقاء أو ضمن الأسرة الواحدة، بين موالين أو معارضين للحكومة، وكلما طالت فترة الحرب، زاد عمق الانقسام داخل المجتمع.

لرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوسط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماعهم في 14 فبراير 2019/شباط في سوتشي ، روسيا.

 تضارب مصالح الدول والأطراف الإقليمية والدولية التي تتمتع بنفوذ عسكري وسياسي كبير في سوريا، بعد أن باتت هذه الأطراف تتصرف نيابة عن السوريين.

*

الانتفاضة السلمية ضد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد والتي انطلقت يوم 15 مارس/آذار عام 2011 وتحولت لاحقاً إلى حرب أهلية.

مؤامرة "صهيو-أمريكية"

ما يثير الريبة من جهة والاستهجان من جهة أخرى، هو ما أعلن عنه النظام التركي وبعض مشيخات الخليج مؤخراً وبمباركة من مملكة الرمال، عن أنهم توافقوا على تأييد إنهاء الحرب على سورية وفق حل سياسي يرضي جميع الأطراف، وهذا بدوره يدفع للتساؤل: أي أطراف يقصدون؟"

 مرتبط بقناعات سيدهم الأمريكي

*

في العام 1958 إلى الوحدة مع مصر من أجل بناء نظام أمني كان رمزه ضابط مجنون اسمه عبدالحميد السرّاج.
توّجت المأساة السورية بجنون آخر ليس بعده جنون عبّر عنه ضباط  علويون اعتقدوا أن في استطاعتهم استخدام شعارات البعث من أجل تغطية حكم الأقلية التي ينتمون إليها لسوريا إلى ما لا نهاية.

 يمكن أخذ الصومال كمثال على بلد تشظّى في العام 1991. لا يزال الصومال إلى اليوم يبحث عن نفسه. كذلك، يمكن الكلام عن اليمن الذي لم يعد معروفا هل يمكن أن يعود موحّدا مستقبلا في ظلّ صيغة ثابتة يمكن التوافق عليها بعدما سقط المركز الذي كان يدار منه البلد. هذا المركز اسمه صنعاء. لم يعد المركز موجودا منذ قرّر الإخوان المسلمون خوض حربهم على نظام علي عبدالله صالح، داخل صنعاء نفسها، في شباط – فبراير 2011. مع سقوط المركز، صار اليمن في حال من الضياع.

 انتهت سوريا التي صارت في السنة 2021 تحت خمسة احتلالات. نجح النظام في مخططه إلى حد كبير نظرا إلى أن ما يهمّه هو البقاء في السلطة ولو على كومة رماد وحجارة وليس بقاء الشعب أو سوريا. على العكس من ذلك، إنّ تهجير السوريين من مدنهم وقراهم هدف بحدّ ذاته للنظام.

من يتخذّ قرارا بتغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005، يسهل عليه كلّ شيء. يسهل عليه أخذ سوريا ومعها لبنان إلى الخراب والدمار الكاملين! من يتخذ مثل هذا القرار، غير مدرك لأبعاده، لن يرى لاحقا سببا يحول دون الاستعانة بالميليشيات المذهبيّة التابعة لإيران من أجل الدفاع عن نظامه ثم بالجيش الروسي كي يؤكّد أنّه ما زال حيّا يرزق…

لا وجود للغة أخرى يفهمها النظام غير لغة إلغاء الآخر.

*
لولايات المتحدة لا تريد من العقوبات أن تشعل ثورة جياع تنتزع بشار الأسد من السلطة. لو كان الأمر كذلك لما تخلّت عن الثورة السورية التي اشتعلت في 2011، بل تبنتها ليرحل الأسد كما رحل غيره خلال أيام. لا يوجد فرق بين ثورة الجياع وثورة الحالمين بوطن أفضل، لذلك فإن قانون “قيصر” جاء فقط ليزيد تعقيد الأزمة ويدفع بها نحو عشرية سوداء ثانية تنتهي بتقسيم دولة سوريا.


نادرا ما تؤكد إسرائيل شن ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه قصف نحو 50 هدفا في الدولة التي مزقتها الحرب العام الماضي ، دون تقديم تفاصيل.
 الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والحكومة السورية 

وقد قتل ما لا يقل عن 400 ألف شخص ونزح أكثر من نصف السوريين بعيدا عن ديارهم منذ بدء القتال في عام 2011.

* Mar 17, 2021 Aug 9, 2021
اللاجئين السوريين في الصحف العربية

قدم موقع “القدس العربي” صورة يغلب عليها الطابع السلبي للاجئين من خلال تقديم مجموعة سمات سلبية نُسبت إليهم أبرزها: مصدر لأعباء اقتصادية – مصدر لتوترات وأزمات اجتماعية – مصدر خطر وتهديد.

الصحف مطالبة بالتحلي بالمهنية بدلا من التركيز على أحداث وجرائم تحقق نسبة مقروئية عالية وتؤثر سلبا على صورة اللاجئين

وفسرت الدراسة ذلك في إطار تأثير التمويل القطري لموقع “القدس العربي” وعلاقة قطر مع سوريا كدولة، حيث تعارض قطر بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم وترغب في الإطاحة به، فضلا عن تورطها في تمويل بعض الفصائل والمنظمات المتناحرة في سوريا.

 التركيز فقط على الجانب الوجداني ربما بهدف إثارة تعاطف جمهور القراء معهم.

ورأت أن الصحف تحتاج إلى التركيز بشكل أكبر على النماذج الناجحة من اللاجئين السوريين بدلا من تصدير صورة الضحية عنهم، والتي تحمل في طياتها سمات سلبية، كما أن جمهور القراء لديه من الوعي ما يجعله ينفر من استمرار تصدير صورة الضحية بعينها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لمختلف دول العالم، وهنا تحتاج الصحف إلى تبني مداخل أكثر منطقية إذا ما رغبت في إثارة تعاطف الجمهور نحو اللاجئين السوريين.

Jun 8, 2020

انهيار الليرة السورية يؤجج الضغوط الاجتماعية

دمشق - قذف الانهيار غير المسبوق لليرة بالسوريين إلى مربع الخطر نظرا لفقدان الآلاف من الأشخاص لقوتهم اليومي وعدم القدرة على تلبية حاجياتهم في ظل التهاب قياسي للأسعار وتسارع تآكل الاحتياطات النقدية جراء غياب تحويل الأموال من السوريين في الخارج، واختلال قواعد السوق مع نقص المعروض تبعا لغلق الحدود وتقوض المسالك التجارية وفقدان دعم بيروت وطهران.

العديد من تجار التجزئة توقفوا عن البيع حتى تستقر الأسعار على نطاق معين، مضيفًا أن نسبة المبيعات وصلت إلى أدنى مستوى لها، حيث يسأل الناس عن الأسعار أكثر من شراء الأشياء.

لا أعرف ما حدث، فجأة ارتفعت الأسعار بشكل كبير، أنا الآن أتسوق من خلال النظر إلى نوافذ المحلات لأنني لا أستطيع تحمل هذه الأسعار”.

وأدت أزمة السيولة النقدية والاضطرابات في لبنان حيث يودع سوريون كثر أموالهم إلى انقطاع تدفق الدولارات إلى دمشق، في الوقت الذي تلاشت فيه قدرة إيران المختنقة بالعقوبات الأميركية على مد يد المساعدة.

*


قنبلة المشرق الحقيقية .. برهان غليون

1- الأزمة السورية: من البحث عن حل إلى البحث عن مخرج

 عبء هذا الانفجار للدول المشرقية سوف يقع عليه، بالدرجة الأولى، سواء تعلق ذلك بموجات الهجرة المتصاعدة، أو بتنامي نشاطات شبكات المافيا المحلية والإقليمية وحركات التطرّف والإرهاب التي لا تزال لها قواعد قوية في المنطقة. وفي وقتٍ تفرّغت أقطارٌ عديدة تحوّلت إلى خرائب غير قابلة للعيش من طبقاتها الوسطى، يعيش في مخيمات اللاجئين ملايين من الأطفال والمراهقين الذين لم يعرفوا سوى مرارة البؤس والإهمال، وحرموا من أي تعليم أو تأهيل، ولا يفكرون بشيءٍ سوى البحث بجميع الوسائل عن مخرج من حياة الذل والفراغ والعدم.

لم تعرف المنطقة في العقود الماضية نظاما نجح في وضع شعبه في صندوق، وأقفل عليه، وشلّ حركته وإرادته، مثلما فعل نظام الأسد في عهد الأب والابن معا

قد لا تعني هذه المخاطر كثيرا الولايات المتحدة بسبب بعدها الجغرافي، وهي التي أغلقت، في عهد دونالد ترامب، أبوابها أمام معظم مواطني الدول الإسلامية من دون تردّد ولا مراعاة لأي مشاعر إنسانية أو مواثيق دولية. ولا يضير الأميركيين كثيرا الانتظار حتى يقتنع الأسد، ومن ورائه موسكو وطهران، بأنه لا مهرب من التفاوض على تسويةٍ تحفظ على الأقل ماء وجه الذين صوّتوا على القرارات الدولية، وتستجيب للحد الأدنى من المطالب الإنسانية، من قبيل إخراج المعتقلين من السجون، والسماح بعودة اللاجئين أو بعضهم، فسياسة النفس الطويل التي تتبعها واشنطن لا توفر عليها المبادرات المكلفة فحسب، وإنما تضمن لها أيضا تأكيد دورها الرئيس في صوغ أجندة السياسة الدولية وضبط إيقاعها.

حصل على الحدود البيلاروسية البولندية كان تدشينا لهذه "اللعبة" التي لن تتردّد موسكو في العودة إليها، وبأشكال مختلفة في المستقبل، للضغط على أوروبا، وعبرها على التكتل الغربي بأكمله. وبالمثل، لن يأتي هذا الانهيار إلا بالمنّ والسلوى للصين التي تنتظر بهدوء فتح سوق إعادة الإعمار للمنطقة بأكملها.

للأسف، تكاد أوروبا المعنية أكثر بمصير المشرق أن تكون قد فقدت أي دور في التأثير على أزماته المستفحلة، ولم تعد تفكّر في أي مبادرة تسمح لها بالخروج من الهامشية، وتمكّنها من المشاركة الفعالة في الوصول إلى حلولٍ تقيها مخاطر تدهور لا رجعة عنه، في شروط حياة شعوب المنطقة المحيطة بها أو تخفف منها. وبدل ذلك، يميل كثير من قادتها أكثر فأكثر إلى التسليم بالأمر الواقع، والاستعداد للتعامل مع الديكتاتوريات العربية، بذريعة الحيلولة دون انتصار الفوضى الإسلاموية أو الشعبوية.

2 - لماذا لا يمكن التطبيع مع الأسد أن يكون حلا؟

التطبيع مع الأسد لن يغير خياراته السياسية الداخلية ولا الاستراتيجية، ولن يوقف عجلة الخراب والانهيار

ومهما كانت الحوافز التي يُراهن عليها أنصار التطبيع والانتعاش المبكّر، فلن يتخلى الأسد عن طهران وعن تمسّكه بما يسمونه محور المقاومة الذي يشكل ضمانته الوحيدة لمواجهة الضغوط الداخلية والخارجية من أجل التغيير. وهو أقلّ استعدادا اليوم للتفاوض على أي عنصر من عناصر قوته وسيطرته مما كان عليه من قبل. فهو يدرك أكثر من أي طرف آخر أن إعادة تأهيله أصبحت بعيدة المنال. وككل قاتلٍ، لا تزال رائحة دم ضحاياه تزكم أنفه وأصوات استغاثتهم وهو يبيدهم بالأسلحة الفتاكة تصم أذنيه، يعرف الأسد تماما فظاعة ما ارتكبه، ويدرك أنه حرق مراكبه. وهو بالأصل لم يضرم نار الحرب والحقد والطائفية، إلا كي يقطع الطريق على أي حوار أو تفاوض أو تنازل أمام شعبٍ نظر إليه دائما على أنه من أشباه بشر وتعامل معه بمنطق الحيوان. وهو يرى في البؤس والتشرّد والإذلال الذي يعيشه السوريون اليوم الجزاء العادل على تمرّدهم عليه. وبقاؤه هو في نظره الدليل القاطع أيضا على نجاح اختياراته السياسية، أي العنف الأقصى، وهو كذلك البرهان على انتصاره. ولن يتخلّى بأي ثمنٍ عن هذا الخيار، ولا عن هذا الانتصار الذي يمثل أيضا حق الانتقام. ولن يزيده سعي خصومه السابقين إلى التطبيع معه إلا ثقة بصحة خيار العنف الأقصى، والرهان على مزيدٍ من التشدّد والتصلّب ورفض أي حوار.

3- كيف يمكن لأوروبا أن تقود بنفسها الحل؟ 

أوروبا هي المعنية الأولى بالتغيير، لأنها ستكون المتضرّرة الرئيسية، وهي حتى الآن المتضرّرة الرئيسية من تعفّن الأوضاع المشرقية

تكفّ عن الصمت عما يحصل، أو التغطية على حقيقة الصراع بالحديث عن حربٍ أهلية وانقسامات طائفية ومخاطر إسلاموية، وأن تعمل بما يستدعي تحقيق هذا الهدف من دعم قوي وعلني للمعارضة السورية الديمقراطية لقطع الطريق على أي أملٍ لدى الأسد في البقاء في السلطة وتوريثها من بعده لابنه كما ورثها عن والده.

ولا يمكن لهذا أن يتحقق إلا بتغيير الخيارات الاستراتيجية وإعادة صوغ سياسة جديدة، تجاه أقطار المشرق ومعها، من أجل بناء شراكة حقيقية لتحقيق التنمية الإنسانية، والاستفادة من الموارد البشرية والطبيعية الكبيرة التي تزخر بها المنطقة، والتي يمكن أن تحول المشرق إلى الحليف الرئيس لأوروبا، يعزّز مواقعها تجاه الولايات المتحدة وروسيا والصين الصاعدة. 

من دون ذلك، لن يكون للمشرق أمل كبير في استعادة السلام والأمن والاستقرار والتقدّم على طريق التنمية الحضارية. ولن تستطيع أوروبا، مهما أقامت من جدران حديدية وحواجز عنصرية أو قانونية، أن تنأى بنفسها عن عواقب انهيار منطقةٍ تضم على حدودها الجنوبية قرابة نصف مليار من البشر المحرومين أو المهدّدين بالحرمان من الحد الأدنى من شروط الحياة الحرّة والكريمة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق