جيل الألفية يهتم بتعزيز جودة الحياة في جميع المجالات
يعتبر جيل الألفية الأكثر تنوعا مقارنة بالأجيال السابقة، حيث أثرت التطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة على توجهاته وآرائه وأولوياته في الحياة، لتشكل جيلا يبحث عن التغيير ولا يحب القيود، كما أن ارتباطه بإرثه الثقافي والفكري الكلاسيكي يبدو محدودا.
يتبنى جيل الشباب إمكانيات التكنولوجيات الجديدة بشكل كامل ويستخدم التقنيات الرقمية بشكل يومي، ما جعل طريقة تفكيره ونظرته للحياة وأولوياته تختلف عن أولويات أي جيل سابق.
تركت التطورات العلمية والتكنولوجية تأثيرا كبيرا على التوقيت المتوقع لتحقيق الأهداف الكبرى في الحياة. فلم يعد التخطيط للزواج أو الإنجاب أولوية للشباب في بداية العشرينات، وأصبح الهدف الأساسي لغالبية الشابات مواصلة تعليمهن والارتقاء في السلم الوظيفي.
تقول منيرة (30 عاما) موظفة في بنك تونسي، إنها أدركت بعد تجربتين فاشلتين في الارتباط، أن الزواج والارتباط ليسا من أولويات حياتها الآن.
أضافت أنها ليست في عجلة للزواج وإنجاب الأطفال لأن الزواج يجب أن يضيف لحياتها معاني إيجابية، بجانب التفاهم والإخلاص، وهو أمر أصبح صعبا اليوم في الظروف الحالية.
وفقا للدراسات الحديثة فإن جيل الألفية أصبح اعتبارا من 2015 يعتبر أكبر شريحة في سوق العمل وخلال العشر سنوات القادمة سيشكل ما يقارب 75 في المئة من القوى العاملة عالميا، وهذا الأمر لا شك أنه سوف يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي لعقود زمنية طويلة.
الفئة العمرية من 15 إلى 35 سنة، أكثر من ثلث عدد سكان البلاد العربية بواقع 34 في المئة من إجمالي التركيبة السكانية.
جاءت أولوية الأمان والاستقرار في المركز الأول، بعد أن سماها ما يقارب ثلاثة أرباع المشاركين في رأس قائمة الأولويات بنسبة 73 في المئة من اختيارات إجمالي عدد الشباب المشاركين في الاستطلاع.
وركّز المشاركون على عوامل رئيسية ضمن هذه الأولوية، أهمها العيش في محيط اجتماعي آمن وبيئة خالية من الصراعات والحروب والعنف بكافة أشكاله.
وكان المركز الثاني ضمن أولويات الشباب العربي من نصيب التعليم الذي اختاره 70 في المئة من مجموع من شملتهم الدراسة، حيث أعربوا عن تطلعهم إلى تعزيز جودة المنظومة التعليمية ومخرجاتها وتحسين المناهج، وضمان مجانية التعليم، وربط المناهج الدراسية مع الاحتياجات الفعلية والمستقبلية المرتقبة لسوق العمل وأنماطه المتغيرة.
وجاء في المرتبة الثالثة ضمن أولويات الشباب العربي الرعاية الصحية، التي اختارها أكثر من 62 في المئة من الشباب الذين شاركوا في الدراسة.
وركّز هؤلاء على تعزيز جودة الرعاية الصحية، ورفع مستوى الثقة بها، وتوفير خدمات صحية مجانية، وتوفير الأدوية وبأسعار مناسبة.
وخلص التقرير إلى أن الدخل والعمل وردا في المركزين الرابع والخامس على التوالي، وحلت في المركز السادس أولوية بناء الشخصية وتطوير الذات، وجاء في المركزين السابع والثامن كلّ من أولويات البيئة والبنى التحتية، والتمكين الاجتماعي في المركز التاسع، وجاء في المركز العاشر التطوير التكنولوجي، وحل في المركز الحادي عشر الترفيه.
تؤكد الدراسات أن غالبية شباب اليوم مرتبطين بمؤثّري مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من أصدقائهم، ويعتقدون أن مؤثّرهم المفضل قد يفهمهم أفضل من المقربين لهم.
ثمة نظرية أخرى تفسر زيادة حب الذات بين الشباب، يطلق عليها “حركة الاعتداد بالنفس”، وتشير هذه النظرية إلى أن ضعف الثقة بالنفس هو مصدر الكثير من المشكلات التي يواجهها المجتمع، من الإدمان إلى العنف. لكن يبدو أن المختصين والباحثين أنفسهم لم يتفقوا على رأي بشأن السمة البارزة في جيل الألفية، هل هي أنانية أم ثقة بالنفس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق