الخميس، 2 نوفمبر 2023

التعاطف مع غزة . فهمي هويدي

2017 May 16, 2021

 ما ينبغى أن نلاحظه ونعترف به أن الموقف من القضية الفلسطينية ظل دائما أحد المؤشرات الكاشفة عن التدهور الحاصل فى العالم العربى. ففى البدء حظيت «المقاومة» باحتفاء عربى مشهود. ولأجل ذلك أنشئت منظمة تحرير فلسطين فى عام ١٩٦٤ لتقود الكفاح المسلح، وهو ما اعترفت به القمة العربية والجامعة العربية حينذاك. تزامنت «المقاطعة» مع المقاومة، ومن رحم هذه الأجواء ظهرت فكرة «الممانعة»، التى كانت بمثابة خطوة إلى الوراء، أجلت الكفاح المسلح لكنها ظلت عنوانا لمخاصمة العدو. بعد ذلك حدثت أولى مؤشرات الانكسار، إذ تمثلت فى اتفاقية الصلح مع إسرائيل التى عقدها الرئيس السادات فى عام ٧٩. وهذا الاختراق أفضى إلى تجميد المقاطعة وفتح باب التنازلات التى كانت مبادرة السلام السعودية من أبرز علاماتها، وحين تبنت قمة بيروت العربية المبادرة المذكورة، أضيف مصطلح «التطبيع» إلى لغة الخطاب السياسى العربى. ورغم أن التطبيع كان مشروطا فى البداية بالانسحاب الكامل من الأراضى العربية، إلا أن مؤشر الانكسار استمر فى الهبوط حتى وصلنا إلى التطبيع الخجول والمقنع ثم التطبيع المجانى وغير المشروط. والحبل على الجرار كما يقال.

الملاحظة المهمة أن ما جرى لم يكن تفريطا فى القضية وتضييعا لها، ولكنه كان تعبيرا دقيقا عن ضياعنا نحن. وإذ لا أعرف مآل المستنقع الذى صرنا فى قلبه، فإن ما أعرفه جيدا أن ما صار مهددا ليس قضية فلسطين وحدها، وإنما مصير الأمة العربية بأسرها. وهذا العبث المخيم على الفضاء العربى له رسالته البليغة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق