تُقدّم الديانات المكرّسة لمقولة الإله الأوحد نفسها على أنّها ممثّلة للدين الحقّ وللحقيقة، على خلاف الأديان الأخرى التي تتّهمها بالشرك والوثنيّة والضلال، بيد أنّه من الصعب التسليم بأنّ التوحيد بدأ مع الأديان التوحيديّة الثلاثة المعروفة، أي اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام، لابدّ من وجود إرهاصات سابقة لليهودية، ولا شكّ في أنّ فكرة التوحيد وكل ما يتعلق بها من تفاصيل العالم الأخروي بما في ذلك خلود الروح قد مرّت بمراحل من الاختمار قبل أن تستقرّ في شكل ديانة منظّمة منتهية، ولا شك في أنّ هذا الاختمار ساهمت فيه أديان سابقة بشكل أو بآخر، قليلا أو كثيرًا، إلى أن استوى توحيدًا خالصًا.
سامح محمد إسماعيل: الحياة الآخرة تمثل مقاربة ذهنية لتصورات العقل البشري عن النعيم اللامحدود والعذاب اللامحدود، فكيف لعب المتخيّل والموروث كلاهما دوره في تشكّل هذه التصورات؟ فالفردوس ابن الواقع البشري، وكذلك الجحيم، فالنخيل والأعناب والرياحين والرمان والحور الحسان كلها نماذج حسية تنتمى للبيئة التى تمّ فيها تداول النصّ المؤسّس؟ وكذلك تمثل النار نموذج الألم الحسي الأقصى في زمن الرسالة، فهل يمكن القول إن النص ابن البيئة؟ وابن العصر؟ وهل يمس ذلك قداسته؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق