الجمعة، 18 يونيو 2021

الستر والموربة والكتمان . بعيد عن العين

  مشكلة ثقافة اجتماعية عامة تكرّس سلوك المواربة وعدم الشفافية حتى في أبسط السلوكيات الاجتماعية العادية، كمجرد الخطوبة أو الحمل أو البدء بمشروع جديد أو التعبير المجرد عن الأحلام والطموحات، فأول ما يتعلمه الفرد منذ صغره عبارة (لاحد يدري)، وعلى ضوء هذه المواربة (الضرورية) عليك أن تكافح من أجل بقاء مستوى من السرّية بينك وبين المحيط. هذه الثقافة ذات الجذور الممتدة ألقت بظلالها على تشكيل الذهن الاجتماعي حتى أصبحت سلوكاً ذا مخرجات طبيعية يمكن ملاحظتها حتى في الإدارة والتجارة والإعلام والاتصال، المجالات التي لا تحتمل أصلاً أي مستوى من تلك المواربات في هذا الزمن. بل وحتى في الفتوى والتربية الدينية، حين يقرر بعض الفقهاء والوعاظ أن (هناك ما يصلح للعامة وهناك ما يصلح للخاصة) و(أنه لا ينبغي إفتاء العامة إلا بما يعرفون حتى لو كان ما لا يعرفوه أكثر صواباً). كل ذلك أنتج ثقافة عامة تميل لتلك المواربة وعدم القدرة على ممارسة الشفافية أو استيعاب قيمها.

كتاب مجتمع الشفافية 

*المشكلة الثانية من مشكلات فشل الاتصال المؤسسي في بعض الجهات هي أن قسم أو إدارة العلاقات والاتصال ليس سوى مجموعة من موظفين بلا أي إدراك أو فهم لما يعنيه الاتصال في هذا الزمن، حتى لو كانوا خريجي تخصص، فضلاً عن أن بعضهم لم يكن تعيينه سوى لمجرد قربه من المسؤول، وبالطبع بلا أي شغف حقيقي أو مهارات شخصية في القدرة على التواصل الفعال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق