الابتعاد عن الكنيسة يعود ربّما إلى "كون الدين إجبارياً، أو إلى كون المشاركة الاجتماعية بناءً على الدين ليست هي المطلوبة من قبل هذا الجيل"، وتشير إلى أنّ "حركة العدالة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأميركية اليوم الهادفة إلى كبح تجاوزات الرأسمالية وإنصاف ضحايا العبودية والقمع التاريخي، تزدهر بعيداً عن المعتقد الديني. وهي تبشّر بمجتمعات جديدة يساهم في تشكيلها تطوّر وسائل التواصل ومشاركة أساتذة جامعيين". أمّا بيكل، فيعتقد بأنّ الحركات الناشئة في المجتمعات الغربية "قادرة على أن تحلّ إلى حدّ ما محلّ الديانات بمفهومها التقليدي في المجتمعات الأوروبية والأميركية. فإذا نظرنا إلى حركاتها، مثل حركة البيئة والمناخ، فهي تحاول أن تخلق هوية مشتركة قوية، ليس الدين محرّكها أو جامعها، وإن تشابهت مع حركات دينية".
ثمّة من يؤمن، من بين علماء الاجتماع واللاهوت الغربيين، بأنّ تناقص قاصدي الكنائس والمعبّرين عن انسحابهم من الدين المسيحي يدلّ على أنّ هؤلاء يبحثون في الواقع عن أمور مشتركة أخرى توحّدهم في التفكير والأهداف، ومن بينهم من يتّخذ من القومية نهجاً جديداً ومتشدداً، وإن بدا فيه خلط ما بين الدين وادّعاء الحفاظ على العرق والوطن، كما في حركات وأحزاب بحدّ ذاتها في الغرب وفي شرق أوروبا ووسطها، وإلى حدّ بعيد في المعسكر الذي شقّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في صفوف الأميركيين البيض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق