الخلافات الأسرية . العزوبية ***
الولايات المتحدة تقترب من مرحلة يصبح فيها المتزوجون أقلية في المجتمع، مقارنة بغير المتزوجين.العزوبية
الثلاثيني.. لماذا لا تزال أعزب حتى الآن؟ العزوبية ***
Sep 14, 2021 Dec 28, 2021
رغم إقبال الحكومة المصرية على تشييد مئات الآلاف من الوحدات السكنية وتجهيزها كي يتم منحها للمقبلين على الزواج بمبالغ رمزية شهرية، إلا أن الأغلبية لم تتعاط مع الخطوة بجدية.
فلم تقابل الخطوة بما يوحي بأن أزمة الراغبين في تكوين أسرة اقتصادية، لكنها اجتماعية بشكل كبير.
فهناك وحدات بأسعار رمزية وقروض بنكية بفوائد هزيلة ولم يغير ذلك موقف الشباب العازبين.
ينظر إلى مؤسسة الزواج بتشاؤم بحكم ما يسمعه من أزمات تقود إلى الطلاق وصراعات بين المتزوجين لا يتخيلها عقل وتنتهي غالبا بحياة تعيسة.
لدى الشاب مجموعة من الأصدقاء، جميعهم من المتزوجين، وكلما طرح عليهم فكرة الزواج نصحوه بعدم الإقدام عليه وعددوا له أسباب ندمهم على أنهم تركوا حياة العزوبية وتحملوا المسؤوليات وصاروا في صراعات يومية مع الزوجة والأبناء والوظيفة والبحث عن تأمين المستقبل، وكلها توحي بأن الزواج مشروع فاشل في نظرهم.
حالة محمود ليست فردية إنما تكاد تصبح ظاهرة، فالكثير من أبناء القرى وسكان المناطق الحضرية من المقتدرين ماديا بإمكانهم بناء منازل بسهولة، ومع ذلك لا يتزوجون، ما يقود إلى أن مشروع الحكومة الجديد لمساعدة الشباب على الزواج بتوفير وحدة سكنية مجهزة لن يؤدي إلى تحجيم قاعدة عدم الزواج.
النماذج السيئة التي جعلت البعض من الشباب لا يفكرون في الخطوة وقد يصابون بالرهبة منها، ولا يربطون الزواج بمجرد توفير وحدة سكنية، وإنما بالوصول إلى مرحلة لم تعد تصلح معها العزوبية.
رغم الوفرة المادية يشعرون بأن الزواج يقابله انعدام الراحة والكآبة
أزمة الخلافات الأسرية في مصر من السهل أن تخرج إلى الفضاء العام عبر منصات التواصل والإعلام والنميمة وأحاديث الأهل والجيران، ولم تعد محاطة بالسرية كما اعتاد المجتمع في الماضي، وصارت بعض النماذج السلبية مرجعا يمكن الاستناد إليه عند الشبان والفتيات للهروب خوفا من عدم تكوين مؤسسة أسرية ناجحة.
بعض البحوث والدراسات الأسرية أقنعت شبّانا وفتيات بأن الحياة الزوجية مصدر للتعاسة، مقابل مزايا العزوبية لأطول فترة ممكنة.
فالعلاقات العاطفية صارت متاحة، والحميمية أيضا موجودة وهناك فئة تفكر بمنطق لماذا أدخل سجن الزوجية والمتعة حاضرة دون قيود؟
لدى أحمد أصدقاء يفكرون بالمنطق ذاته والكثير منهم يعترفون بإقامة علاقات خارج إطار الزواج دون مسؤوليات أو ضغوط أو تفكير في الاستقرار وتحمل تبعات القرار، لافتا إلى أن انتشار الفكرة بين الشباب يقود إلى الاعتماد على الزواج العرفي بما يهدر قيمة مؤسسة الزواج في أعين الأجيال الصاعدة ويتسبب في خلل مجتمعي فاضح.
يعتقد متخصصون في الشؤون الأسرية أن نظرة الشبان والفتيات للزواج تغيرت جراء افتقادهم للقدوة الحسنة وعدم تسليط الضوء على النماذج الناجحة، وتصدير الأزمات الزوجية باعتبارها دليلا صارخا على أن العزوبية مصدر السعادة الوحيد.
التمرد بين الشباب حول كل ما يرتبط بالتمسك بالعادات والتقاليد، فلم يعد هؤلاء يتقبلون التعامل مع الزواج كعرف، وتراجعت مخاوف الفتيات من العنوسة. وهناك شبه اتفاق على عدم المبالاة بنظرة المجتمع لغير المتزوجين على أنهم “معيبون”، ويوحي الأمر بأن الاتجاه العام يقود إلى الاستقلال عن المؤثرات العائلية الملحة تجاه أداء مهمة الزواج.
لم تعد الفتاة التي تجاوزت الثلاثين عاما وفاتها طابور الزواج تشعر بالوصمة، وربما تتباهى بكونها عازبة وتنتشر هذه الثقافة بين الإناث الأكثر تعليما وتمردا على الموروثات الأسرية التي تختزل السعادة والاستقرار في الزواج والإنجاب.
علانية الخلافات الزوجية جعلت الكثير من الشباب يشعرون باليأس من تحقيق السعادة بعد خطوة الزواج، وأنهم في الطريق لفقدان الحرية والأجواء العاطفية، ويبدو الفشل في العلاقة على ألسنة كثيرين، ما يعزز تمسك الأجيال الجديدة بالعزوبية للهرب من دوامة الإخفاق والوقوع في أزمات لا تستطيع هذه الأجيال مواجهتها
التنمر على المتزوجين والإيحاء بأنهم ضحايا للأعراف والتقاليد المغلوطة وأنهم ألقوا بأنفسهم إلى التهلكة.
ومهما كانت هناك مبادرات للتيسير على الشباب في الزواج تظل الأعراف تجاه الترتيب له أزمة معقدة، لأن الكثير من العائلات تتمسك بالتباهي بمستلزمات الزواج والتجهيز للعُرس بطريقة تقود إلى تعجيز كل من يفكر في الخطوة، ما يعني أن المشكلة أكبر من مجرد وحدة سكنية توفرها الحكومة، لذلك ترتبط القضية بتحديات نوعية.
Sep 10, 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق