الخميس، 20 يناير 2022

بيير رابحي نحن جميعاً واقعون في فخّ هذا الاستهلاك المفرط

Dec 5, 2021

 الشفقة المصدر حفريات 

 متناغمين مع قوانين الطبيعة

صنع الإنسانُ الأسلحة، ورسم الحدود وهذا السعيُ من أجل الأمن هو الذي يعكس حتماً ضعف البشر

الخروج من أسطورة النمو اللامحدود، وإلى تحقيق الأهمية الحيوية لأرضنا المُغذّية، وإلى تدشين أخلاقيات حياتية جديدة، نحو "اعتدال سعيد".

 بعيداً عن الدنيوية والسياسات، وظلّ في الأساس مزارعاً في ممتلكاته في آرديش (فرنسا)؛ فهو فيلسوف بقدر ما هو مزارع،

 البشرية تتخذ قرارات لا لأيّ أحد فينا رأي فيها، حلمي هو أن نتوقّف عن صنع الأسلحة، نحن دائما نخترع أدوات التدمير، وهذا ما يجعلنا سجناء، يجب أن يستيقظ وعينا؛ كي يعِي لاوعيه، إنها دعوة تلار دو شاردان (Teilhard de Chardin)(1) إلى ضمير مشترك.

يُزرَع في الطفل القلق من أجل أن يكون هو الأفضل دائماً، فهكذا يُعلّمونه المنافسة، على أساس نموذج المجتمع الهرمي، لقد فقدنا القدرة على الرأفة والشفقة؛ فمن خلال العمل في اتجاه تعليمٍ تعاوني، قد تتغيّر العقليات بسرعة، المدرسةُ هي حقاً الأولوية الأولى.

أنت تدافع عن مفهوم الاعتدال السعيد؛ هذا يذكرنا بـ "النمو الصفر"، لكن ألا يحتاج الاقتصاد العالمي إلى النمو؟

لكن النموّ لفعلِ ماذا؟ إذا بدأت جميع البلدان تستهلك مثلنا (فرنسا) فإنّ الكوكب لن يضمن البقاء، وسيُعلن الإفلاس، لا يمكننا أن نبنيَ وجوداً على حدودٍ لا حدود لها، هذا يزيل الرضا والقناعة، واليوم، كلُّ ما هو مفقود هو الذي يكتسِب الأهمية، وتتمثل مهمّة الدعاية والإعلان في خلق إحباطٍ صناعي، يجب أن يُقال لنا من وقت لآخر: "لديك الطعام، والملبس، والمأوى، وتتمتع بالرعاية الصحية، إذاً كن قنوعاً وراضياً"، 

لكنْ، يقولون لنا: "أنت لا تملك هذا الشيء، وليس لديك هذا وهذا"، ويبيعون لك آلة تقطيع كهربائية مع امرأة عارية، هذا لا معنى له على الإطلاق، أشعر بالإهانة من هذا التلاعب؛ الاعتدالُ السعيد، يعني القول إنّه حسبنا أن نحصل على  أساسيات العيش كي نكون راضين، ومن دون المبالغة، بحجة أننا نحتاج إلى القليل من الإبهار للإلهاء، وإضفاء قليل  من الخيال الوهمي على وجودنا، لكنّ هذا الجزء من الحاجة الزائدة أصبح باهظًاً.

فلننظر إلى أكوام الألعاب التي نهديها للأطفال في عيد الميلاد، هل يحتاجون إلى كلّ هذا ذلك؟ يحتاج الأطفال إلى شيء جميل يعطونه قيمة

الشعبوية 

مثل جميعِ رؤساء الدول، يقوم على لاعقلانية البشر الذين يعتقدون أنّ شخصاً واحداً فقط يستطيع أن يفهم مصيرهم، ويُوجِّه تاريخهم؛ إنها هزيمة الشعب، وبالطريقة نفسها؛ انظروا إلى الشركات متعدّدة الجنسيات التي تحكم وتتحكّم في الاقتصاد العالمي: كل واحد حرٌّ في مقاطعة منتجات هذه الديكتاتوريات الاقتصادية، لا يجب الاكتفاء بالتظاهر؛ بل يجب على كلّ فرد أن يذهب إلى نهاية أفكاره، إلى حدّ انقراض هذا المنطق العبثي السائد في المجتمع الحالي.

نحن جميعاً واقعون في فخّ هذا الاستهلاك المفرط،

*

بيار رابحي فيلسوف جزائري - فرنسي نذر حياته للدفاع عن البيئة

نظرية رابحي التي يسميها "القناعة السعيدة" تقوم على الدفاع عن التوازن البيئي والطبيعي، ومناهضة آليات الزراعات المكثفة التي تهدد الكوكب بالانفجار.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق