الزواج التقليدي. ويفضل الشباب الزواج من أجنبيات هربا من المصاريف التي لا يقدرون عليها في حال تزوجوا من مصريات، إذ أن الأجنبيات لا يشترطن مهورا ومنازل غالية الثمن.
البحث عن فرص عمل بالخارج أو الحصول على جنسية الدولة المنتمية إليها الفتاة، أو الهروب من دوامة الغلاء في مصر أو شغفا في الارتباط بفتاة منفتحة ثقافيا.
وفق دراسات أجريت على هذا النوع من الزواج في مصر، فإن الكثير من الشباب يميلون للارتباط بأجنبيات هربا من الضغوط ونفقات الزواج، من مهور وتوفير منزل بمواصفات بعينها، إضافة إلى تكاليف العُرس واشتراط الوظيفة، والضغوط الاجتماعية والأسرية على الشباب ورغبتهم في التغيير والهرب من العادات والتقاليد.
وتمثل حالات الزواج من أجنبيات التي يتم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي لشباب ارتبطوا بفتيات من جنسيات أوروبية أو عربية دافعا قويا أمام الآلاف من غيرهم لتكرار التجربة، فمن تزوجوا من أجنبيات تحدث بعضهم عن مزايا الخطوة، وكيف يعيشون سعداء ويقيمون في بلد منفتح برفقة فتاة واعية ليست لها مطالب تعجيزية.
صار هؤلاء قدوة لغيرهم من الشباب الباحث عن تغيير أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية في مصر، ويفكر في الهرب إلى الخارج، بغض النظر عن طبيعة الدولة التي يختارها، المهم أن يغادر وطنه أملا في حياة خالية من المنغصات والضغوط، ربما يقع في علاقة مع فتاة أجنبية تمنحه الجنسية وتمهد له إيجاد فرصة عمل جيدة.
كفي النظر إلى تفاعل الكثير من الشباب المصري مع إعلانات الشركات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، وتدّعي توفير زوجة أجنبية بأقل التكاليف، مع فرصة السفر إلى الخارج، وتضع اشتراطات بسيطة، ليس من بينها توفير منزل مرموق ولا وظيفة راقية، بل الجدية والالتزام والأمانة.
يبحثون عن خوض التجربة فعليا، بعيدا عن موافقة أو رفض الأسرة، لكنهم في النهاية يرون أن الأجنبية عصا سحرية تخرجهم من دوامة نفسية واقتصادية واجتماعية يعيشها البعض منهم.
وتحول بعض الشباب ممن تزوجوا أجنبيات إلى نجوم على تطبيق مثل “تيك توك”، حيث يخرجون على جمهورهم برفقة زوجاتهم ليتحدثوا إليهم ومعهم عن مزايا التجربة، وحجم الاستقرار النفسي الذي يعيشونه، ويعدد كلاهما (الزوج والزوجة) الأسباب التي دفعته إلى ذلك، وتقييمه الشخصي للزيجة، ناصحا الشباب بتكرارها.
لم يتم إجباره على شراء منزل بمئات الآلاف من الجنيهات، ولم يصرف آلافا أخرى على حفل الزفاف أو يشتري سفرة برقم خيالي، أو يشتري ذهبا بمبلغ ضخم لإرضاء خطيبته، بل كان الأمر علاقة عاطفية انتهت بالحب والزواج.
حديثه للآباء والأمهات في مصر الذين يفرضون شروطا قاسية، تدفع الشباب لاحقا إلى اختيار العزوبية طويلة المدى أو الزواج من أجنبية، أو إقامة علاقات غير شرعية لأنهم عاجزون عن الزواج وفق قدراتهم.
المغالاة في المهور وتكاليف الزواج والشروط المجحفة التي تشترطها عائلة الفتاة على الشاب مقابل أن تكون شريكته، مع أنها قد تخسر كل ذلك وأكثر إذا انتهت العلاقة بالطلاق.
العقدة النفسية لدى المجتمع الذي يقدس العادات والتقاليد وتبعية المرأة للرجل، تعرقل زيادة معدلات الزواج من أجنبيات لوجود حالة من عدم الراحة للأجنبية
غالبية الأجنبيات لسن ماديات ويحترمن الخصوصية والحرية الشخصية ومريحات نفسيا وواعيات للغاية، ولا يجبرن الشريك على توفير ما يفوق قدراته، بل إنهن بسيطات وصريحات وطموحات وشغوفات للاستقرار، وبإمكانهن تجديد العلاقة بكل أريحية، لذلك لا يشعر بالملل أو الابتزاز العاطفي”.
كانت أزمة الشاب في بادئ الأمر، مع والديه اللذين حاولا إقناعه بالعدول عن الخطوة، لاختلاف العادات والتقاليد، فالفتيات هناك متحررات، لكنه تمسك بموقفه، وتزوج الفتاة، ولا يزال يعاني من نظرة أبيه وأمه لها، بحكم حالة الشك الدائمة عند الكثير من الأسر المصرية للأجنبيات، إذ يأخذون عليهن الانفتاح الزائد عن الحدّ.
يرى متخصصون في العلاقات الأسرية أن زيادة معدلات زواج الشباب المصري، أو العربي عموما من أجنبيات، أو على الأقل التفكير جديا في الخطوة، يعكس حالة تمرّد صارت سائدة بين هذه الفئة على الزواج التقليدي الموجود في بلادهم للهروب من الالتزامات الأسرية المعقدة وتحميل الشباب مصاريف لا يقدرون عليها.
الشاب ينظر للأجنبية على أنها لا تهتم بالنواحي المادية أو المظاهر عند الزواج، بل تبحث عن الاستقرار، ولأن هذه الشريحة صارت أكثر ميلا للتحرر من القيود والأعراف فكل شاب يبحث عن شريكة بها ذات الطباع.
فالعبرة ليست في الانبهار بالتغيير والبحث عن التحرر، لكن في كيفية تحقيق التوافق النفسي، بعيدا عن المصالح الذاتية، لأن الزواج القائم على الأهداف غير النبيلة لا يعمر طويلا وينتهي بالطلاق سريعا، مثل استغلال الفتاة وسيلة للحصول على الجنسية”.
وتعرقل العقدة النفسية لدى المجتمع الذي يقدس العادات والتقاليد وتبعية المرأة للرجل، زيادة معدلات الزواج من أجنبيات لوجود حالة من عدم الراحة للأجنبية بدعوى أنها متحررة، والخطورة في هذه النوعية من الزيجات تتمثل في انعكاسها على الأطفال ونشأتهم في أسرة مختلفة اجتماعيا، بالتالي قد يكونون مشوهين للتناقض الثقافي بين الأب والأم.
ويظل مقياس نجاح أو فشل العلاقة يعتمد في المقام الأول على اتصاف الطرفين بالمرونة وتقبل الآخر لاستمرارية العلاقة لصالح أولادهما في المقام الأول ليكونوا منفتحين لا أسرى لمجتمع تقليدي، أو ضحايا لأب وأم مختلفين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق