الأحد، 20 فبراير 2022

الغرائز

الغريزة الأولى، الغريزة الجنسية: 

يطلق عليها البعض الغريزة الحيوانية إمعاناً في ذمها وتحقيرها، وغالباً ما يجتهد المربون والمسؤولون بإدانتها والنهي عنها، وتهديد من يتجاوب معها، مع أنها هي عامل الإخصاب، فبدونها ينقطع النسل، وتخلوا الأرض من الأحياء عليها، من الحيوانات والناس، ولذلك جاءت القوانين والأعراف لا لتهاجمها، بل لتنظم تفعيلها.

الغريزة الثانية، غريزة الخوف من الموت، أو غريزة حب الحياة:

 هي من الغرائز المذمومة في الثقافات عموماً، وفي الثقافة العربية خصوصاً، وعند الناس عموماً، وعند الرجال خصوصاً، باعتبارها جبناً يخجل منه الرجال لأنه، وحسب الأعراف الاجتماعية في الشرق والغرب، ينقص من رجولتهم، وبذلك يكون النقيض، أي الشجاعة، صفة حميدة.

فإما حياة تسر الصديق     وإما ممات يغيظ العدى 

وحكاية الـ “ممات الذي يغيظ العدى” فيها قمة البلاغة، وعمق التحليل النفسي، فالعدو لا يريد قتلك، وإنما يريد الهيمنة عليك، فإذا هربت أو رضخت، تكون قد أدخلت السرور إلى قلبه وحققت أهدافه، أما إذا استشهدت، تكون قد أغظته لأنك حرمته من الهيمنة عليك، والرضوخ له.

 إن كانت الغريزة الجنسية منبع وجود الإنسان، فإن غريزة الخوف وحب الحياة هي طريق بقائه، ووجود الناس جميعاً على هذه الأرض هو أحد ثمار غريزة حب الحياة والخوف من الموت.

فيجيب الجنود كما العادة في الجيوش: “واجبنا أن نقاتل العدو حتى نستشهد دفاعاً عن وطننا”، ويردّ القائد قائلاً: “بل واجبكم أن تقاتلوا حتى النصر، وألا تتيحوا لعدوكم الفرصة لقتلكم” وقد قال الشاعر ناظم حكمت: “اقهر عدوك بأن تعيش يوماً آخر”.

الغريزة الثالثة، غريزة حب التفوّق: 

هذه الغريزة مذمومة وممدوحة في ذات الوقت. ممدوحة عندما تسمى طموحاً، ومذمومة عندما تسمى أنانية، ولكنها في كل الحالات أهم عامل من عوامل تطور الحياة، وكل الأنظمة، السماوية منها والوضعية، وضعت شرائع وقوانين لتشجع التنافس وتحميه من الانحراف (كالاحتكار)، ومن الاستبداد والطغيان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق