May 28, 2022
ماركس هي مشكلة المجتمع الحديث، والمواطن البسيط الذي ينتمي إلى الطبقة الكادحة، والذي يجد نفسه في قبضة نظام اقتصادي يُحتّم عليه بيع وقته ومجهوده وعمله مقابل قدر زهيد من المال، يخوّل له الحصول على أبسط احتياجات العيش الكريم.
الكدح لكي يتسنى له البقاء على قيد الحياة، ويتخلى عن حاجاته البيولوجية مثل الراحة وقضاء الحاجة والغذاء السليم والمتوازن إن اضطر إلى ذلك، وكل هذا لأجل الحفاظ على ذلك الأجر الزهيد الذي يضمن له أساسيات العيش، التي يُفترض أنها حقوق مشروعة لكل إنسان على وجه الكرة الأرضية.
إذاً تخلق إنساناً متكلاً على استغلاله، وتقيده فكرياً، وتمنعه من أن يثور على الظلم الذي يتعرض له. يصبح العامل في حاجة ماسة لأن يبقي هذه "العلاقة السامة" التي تربطه بمستخدميه، لأجل الهدف الأسمى الذي يكمن في البقاء. وينتج عن هذا الارتباط الذي يزداد متانة وقوة مع مرور الوقت انعدام الوعي، وبالتالي عدة معيقات تحول دون قيام ثورة من شأنها أن تقلب ميزان القوى، وتحرر الطبقة العاملة من "عبودية الأجر".
عندما يغيب الوعي بواقع الأمر بين صفوف العمال الكادحين، يصعب الحديث عن ثورة أو تنظيم لها، الأمر الذي يصب بمصلحة أصحاب الشركات والرساميل، الذين يقتاتون على جهل العمال بحقوقهم، أو اكتفائهم بالعمل النقابي المنظم قانونياً، والذي لا يحمي المستخدمين كلياً من الاستغلال، وإنما يخلق وهماً بتحقيق العدالة لدى العمال المعنيين بالأمر دون محاسبة، ولا مساءلة لأصحاب الرساميل.
التحرر من العبودية محفوف بالصعاب والعقبات، فالوعي الشعبي يكاد يكون منعدماً بفعل التعود، والتطبيع مع الاستغلال، والفقر المدقع، والشركات الكبرى متعددة الجنسيات تستغل رخص اليد العاملة في دول الجنوب، وتتحايل على الأخلاقيات المتعارف عليها لتحقق أكبر قدر ممكن من الربح. وفي خضم كل تلك المؤامرات والتلاعب السلس بالقوانين يبقى العامل الحلقة الأضعف، ويستمر استغلاله وتضليله عن الحقيقة، التي لا بد أن يدركها يوماً: أن النظام يصب لصالح واضعيه لا غير، وأن عمله وجِده لن يُجازى بثروة ضخمة تغنيه عن العمل لبقية حياته، وإنما هو وسيلة لإثراء أصحاب الشركات وحماية القوة الاقتصادية التي يكتنزها هؤلاء. وبالرغم من أنني أؤمن إيماناً قاطعاً بأن الوعي البروليتاري لا بد له أن يتحقق، فإنني أخشى تدخل الرأسماليين من خلال وسائل إعلامهم لتأخير هذا الوعي، فنادراً ما نجد منصات إعلامية وإخبارية ليست ملكاً لرجال الأعمال وأصحاب الأموال. إذا تمكنت وسائل الإعلام من نشر القيم الليبرالية الغربية في مجتمعات شرقية فلا شك في قدرتها على التلاعب بوعي العمال في المجتمعات الغربية كما في دونها من المجتمعات.
التفوق الغربي والإمبريالية التي صاحبها تلقين صارم لمبادئ الرأسمالية من جانب المستعمر، وعقدة النقص التي تبنيناها تمنعنا من أن نبلغ الحرية الاجتماعية والاقتصادية التي نستحق؛ لكوننا بشراً أولاً وقبل كل شيء. ينبغي لنا أن نترك الكسل الفكري، وأن ننفتح على التاريخ، ونرفض أن يتحكم في مصيرنا كل من لا شأن له به، فلا الاتحاد الأوروربي، ولا دول الناتو تملك الحق في تقرير مصيرنا، وفرض نظام اقتصادي مستهلك، ومرتكز على الربح المادي علينا، فقد ولّى زمن الخضوع للإمبريالية، وللنظام الكولونيالي، وبات المفكر العربي قادراً على رصد السم المدسوس في بيانات "حقوق الإنسان"، والعقوبات الاقتصادية، التي ليست سوى حرب بطيئة الوتيرة، قد شنتها دول الغرب على كل الجهات والقوى التي تتجرأ وتقاوم الهيمنة الغربية.
*Dec 1, 2021
عبودية الموظف . حضرة المحضرم
فالمصريون يعدون الاستقالة من الوظيفة الحكومية انتحارا، بل إن الاستقالة -آنذاك- أندر حدوثا من الانتحار. كانت استقالة العقاد تحريرا له من عبودية الوظيفة، بينما استمر نجيب محفوظ في العمل كموظف حكومي لمدة 37 عاما، فقد عمل محفوظ موظفا في "وزارة المعارف" (1934-1939)، ثم في وزارة الأوقاف (1939-1957)، ووزارة الثقافة (1957-1971)[1].
نقل محفوظ عالم الوظيفة في كثير من أعماله الروائية مثل شخصية أحمد عاكف في رواية "خان الخليلي"، أما نموذج الموظف الأكثر اكتمالا كان في رواية "حضرة المحترم"؛ التي تصل إلى الذروة في تجسيدها غير المسبوق لنفسية الموظف وملامح عالم الموظفين في الواقع المصري. فقد كتب محفوظ رواية "حضرة المحترم" بعدما خرج على المعاش عام 1975 ليُمثِّل فيها عصارة السبعة والثلاثين عاما في أروقة الحكومة، وليحوِّل الوظيفة من عمل إداري إلى فلسفة محكية من خلال البطل التراجيدي عثمان بيومي "حضرة المحترم".
نرى في هذه الرواية كيف أصبحت الوظيفة وجهاز الدولة آلهة العصر الحديث، والموظف المؤمن بالترقي على طريق الوظيفة المقدس راهب متبتّل في معبد الوظيفة لخدمة الدولة. وفي رحلة عثمان بيومي التراجيدية تجد تناقضات كثيرة في شخصية الموظف الحكومي، فيقول محفوظ على لسان عثمان بيومي:
"الوظيفة في تاريخ مصر مؤسسة مقدسة كالمعبد، والموظف المصري أقدم موظف في تاريخ الحضارة. إن يكن المثل الأعلى في البلدان الأخرى محاربا أو سياسيا أو تاجرا أو صانعا أو بحارا فهو في مصر الموظف"[2]، مضيفا: "إن أول تعاليم أخلاقية حفظها التاريخ كانت وصايا من أب موظف متقاعد إلى ابن موظف ناشئ، وفرعون نفسه لم يكن إلا موظفا مُعيَّنا من قِبل الآلهة في السماء ليحكم الوادي من خلال طقوس دينية وتعاليم إدارية ومالية وتنظيمية. ووادينا وادي الفلاحين الطيبين يحنون الهامات نحو أرضٍ طيبة، ولكن رؤوسهم ترتفع في سلك الوظائف، حينذاك يتطلعون إلى فوق، إلى سلم الدرجات المتصاعد حتى أعتاب الآلهة في السماء. الوظيفة خدمة للناس، وحق للكفاءة، وواجبة للضمير الحي، وكبرياء للذات البشرية، وعبادة لله خالق الكفاءة والضمير والكبرياء"
تُمثِّل الفقرات السابقة رؤية عثمان بيومي الوجودية للوظيفة الحكومية، فالأسئلة الوجودية مثل مَن أكون؟ وما غاية الوجود؟ ولِمَ وُجدت على الأرض؟ تتمثَّل إجاباتها عند عثمان بيومي في التدرّج في طريق الوظيفة المقدس، ويُمضي سنوات عمره راجيا أن يكون عمله الحكومي والتزامه الكفء بوظيفته في معبد الدولة شفيعا له في الآخرة، فيتساءل بيومي قائلا:
"هل يستطيع الإنسان في يوم الحساب أن يُقدِّم خيرا من طموحه النبيل وعمله وتقدمه الثابت مسجلا بالخدمات التي أدّاها للدولة والناس؟"
فهو يرى أن الدولة هي معبد الله على الأرض وبقدر اجتهادنا فيها تتقرر مكانتنا في الدنيا والآخرة[4]. لذلك كان مدار حياة عثمان بيومي وأمنيته الأبدية هي الوصول لمرتبة القربان الأعلى، أن يكون هو المدير، حتى يُعلن إيمانه التام حينذاك مُتِمًّا كل أركان هذا الطريق المقدس، وكأن الوظيفة سلك رهبنة أبدية. فطالما تمنى أن يكون صاحب السعادة المدير مالك الحجرة الزرقاء، مرجع الفتاوى والأوامر الإدارية وملهم التوجيهات الرشيدة للإدارة الحكيمة وقضاء مصالح العباد، وعبدا من عباد الله القادرين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مُتمنِّيا أن يُتمَّ الله نعمته عليه يوم يتمكّن من القيام بممارسة السلطان وإعلاء شأنه في الأرض[5].
يُثبت للجميع أن الوظيفة عمل مقدس وخدمة إنسانية وعبادة بكل معنى الكلمة. وقرر أن يتعاون مع المدير العام، لأن التعاون مع المدير العام طقس من طقوس العبادة في العمل، وأنه لم يخن واجبه الوظيفي أبدا، بل قرر أن يغطي ضعف خبرات المدير، ويقدم له ما هو في حاجة إليه
يرى عثمان بيومي أن الوظيفة المقدسة قد رفعته من مستواه وبيئته المدنسة، التي لم يرَ فيها إلا كل احتقار وفقر
نرى من خلال شخصية عثمان بيومي كيف أن الدولة كمُختَرع بشري تحوَّلت إلى مُقدَّس مُنزَّل برغم كل التناقضات التي تحتويها، إلا أن بيومي يعبدها بكل هذه التناقضات ويفهمها؛ فحينما بلغ درجة من المهنية والعلم بكل القواعد الحكومية ألَّف كتابا عن القانون الوظيفي، فلم يسخط على قواعد الوظيفة المُقدسة التي لا تُلبِّي قيما كالمساواة، فيتفق على أن ثمة وظائف كالوزير ووكيل الوزارة لا يمكن أن يتولّاها لوضاعة أصوله الاجتماعية وتدنّي مستواه الطبقي، ولكنه مُتمسّك بحقه في ألا يُمنع من ترقيته في درجة مدير عام، فتلك الدرجة متاحة لعوام الشعب مثله. فلا يُدين عثمان عدم مساواة الفرص، ولكنه حينما يُمنع من ترقّي درجة المدير العام رغم كفاءته وإخلاصه الوظيفي لصالح آخرين أقل كفاءة لحسابات النسب والطبقة والمصاهرة والمحسوبية فإنه يرى ذلك خللا في الميثاق الأخلاقي للدولة المقدسة، فيقول:
"لست كغيري من الموظفين، والحيلولة بيني وبين الوظيفة التي أستحقها عمل دنيء فيه اعتداء صارخ على النظام الأخلاقي للدولة"
يرى عثمان بيومي أن الوظيفة المقدسة قد رفعته من مستواه وبيئته المدنسة، التي لم يرَ فيها إلا كل احتقار وفقر، وحينما قارن بينه وبين قدرية، تلك السيدة التي عملت في البغاء وكان يتردد عليها منذ فترة شبابه حتى تزوّجها كهلا، وجد أن كليهما نشأ في البيئة الفقيرة نفسها، ولكن قدرية لم تأخذ طريقه المقدس فذهبت لطريق الإدمان والبغاء وشرب الخمر، ولم تعد تصلح للحياة، فكانت طيلة حياتها في تعاسة، فهي قبل أن تتزوج عثمان بيومي كانت تعيسة دون أن تدري في حيها الفقير، وصارت تعيسة بوعي تام حينما تزوجت عثمان بيومي وترقّت إلى منزلة طبقية أعلى في حي أفضل سكنيا، ولكن في فراغ تام، بلا جيرة ولا صحبة ولا انغماس في عمل للبحث عن لقمة العيش، فكانت تمض كل فراغها في الإدمان أو الإفراط في تناول الطعام حتى صارت موضع الرثاء والسخرية معا.
فتقديس الوظيفة تقديس لوجوده العبثي الذي لم يجد له معنى سوى التدرّج في كادر الحكومة، ويتضح ذلك في حواره مع راضية (تلك الموظفة الصغيرة التي تزوجها حينما كبر سنه ولم يأمل من قدرية نفعا) حينما تسأله: "ألست تغالي في تقديرك للوظيفة؟"، فيجيبها بأن الوظيفة حجر في بناء الدولة، والدولة نفحة من روح الله المجسدة على الأرض
تزدخر الرواية بكثير من الشواهد على قدسية الوظيفة، منها مشاهد وصف مكتب المدير العام في نظر عثمان بيومي
هذه القدسية الإلهية للدولة والوظيفة
حرص على مناداتهم بالألقاب السامية مثل سعادة المدير، والانحناء عند الخروج من حضرتهم كأنهم أولياء مقدسون في الأرض.
لذلك كرّس بيومي جهده ووقته بلا مقابل لأجل التقرب من المديرين، فنجد عثمان بيومي يُعطي دورسَ تقوية لابن المدير في اللغة الإنجليزية بلا مقابل، وذلك حتى يجد فرصة ويقابل أيًّا من بناته، ولكن لم يجد في البيت سوى الذكور، ولم يَرْقَ هذا التصرف لمرتبة تجعل سعادة المدير يسهّل له طرق الحصول على ترقية. وحينما عرض على عثمان بيومي وظيفة مترجم للغتين بمرتب أعلى نظير خروجه من الكادر العام رفض، ولم يقبل إلا أن يرقى للدرجة السادسة بخسارة قدرها 10 جنيهات من الراتب[14]. وحينما أسند إليه لجنة عمل مشروع الموازنة "كرّس كل قواه حتى يبرز كاملا للوجود بلا هفوة"[15]، وهذا تعبير صريح على أن الوظيفة عمله الوجودي.
ولأن الوظيفة مقدسة فإنها كالديانات تفرض على عبادها شرائع معينة، وقوانين تصبح بمنزلة تعاليم إلهية، وهكذا كان عثمان بيومي يسعى ليحافظ على ملف خدمته، ذلك الملف الذي يشبه سجل ملائكة الخير والشر للإنسان، فيحاول ألا ينتهكه بفعل المحرمات الوظيفية أو المقتضيات الأخلاقية التي لا تسمح بها الوظيفة كسلوك للموظف، فيُخفي علاقته بقدرية وشربه للخمر كل أسبوع لديها والجريمة الأخلاقية التي ارتكبها في حق أصيلة، كل ذلك كان أشد حرصا على ألّا يكون مُدوَّنا في ملفه الخدمي. لذلك يُعبِّر في أحد حوارته عن تقييمه، فيقول: ألم يخبرك الملف الإداري بشيء غير طيب؟
فالوظيفة هي المُشرِّع الأخلاقي لأفعاله، لذلك حينما قرر أن يتزوج من قدرية شعر بأنه تخلَّص من كل الآثام، ولكنه كان زواجا ممّن تساعده على الترقي الوظيفي فحسب، فهي زيجة مطلوبة كقربان لأجل الكادر المقدس، فحينذاك يصبح الزواج سلاحا لا عيب فيه يقاوم به الموظف تيار الزمن المتدفق بلا رحمة، لأن عمره الفعلي أسرع مما يسير به عمر ترقّيه الوظيفي، فأفعاله ورغباته يتحكم فيها شرائع عمله الوظيفي.
فضحّى بالحب وبحياته الأسرية، وسَخّر حياته وصحته لأجل التدرّج الوظيفي
ثمن العبادة المقدسة
ضحّى بيومي بكل ما قد يمنح حياته معنى من أجل الوظيفة؛ فضحّى بالحب وبحياته الأسرية، فلم يتزوج السيدة التي أحبها من صغره، وضحّى بحب أنيسة رمضان، وسَخّر حياته وصحته لأجل التدرّج الوظيفي، فبحسب تعبيره على فراش المرض: المؤمن الحقيقي لا يسعد بالصحة وحدها، أي إنه مستعد للتضحية بصحته لأجل عمله. وحينما بحث عن فرصة للزواج بحث عن مصاهرة سيدة لها عائلة تُعينه على اقتصار طريق الترقي الوظيفي، وكان مبررا في سياق إيمانه الوجودي بالعمل الحكومي.
وليس كل موظفي الحكومة مثل نموذج عثمان بيومي، فقد وُجد كثير من المديرين الذين كانت الوظيفة لديهم وسيلة كسب لإعالة أُسَرهم وتحقيق حد الستر والكفاف عند البعض، أو الترقي الاجتماعي والطبقي لدى البعض الآخر، ولكن لم تكن الوظيفة والترقي بها في ذاتها غاية وجود كما كانت لدى عثمان بيومي
ظل عثمان بيومي مفتقدا إلى الأُنس وإلى الحياة نفسها، فلم يكن له صداقات حقيقية أو علاقات وروابط أصيلة، وكأن كل فراغ في حياة عثمان بيومي قد امتلأ بتوهّم قداسة الوظيفة، فكان إيمانه بالوظيفة نابعا من احتقار لخواء روحه وفراغه في الوقت نفسه.
رواية "حضرة المحترم" تُثبت أن عباس العقاد ونجيب محفوظ قد اتفقا أن الوظيفة الحكومية عبودية القرن العشرين، واختلفا أن ثمة مَن أخلصوا العبادة لهذا الإله، وثمة مَن رفض
فالموت لحظة فرقان وكشف للحقيقة والزيف، يجد أن التراتبية الوظيفية لم تجعله مميزا عند الموت، ولم تشفع له وظيفته حينما ينتهي وجوده على الأرض. فيرى في هذه اللحظات نفسه مجرد كهل ذي منبت حقير وموظف كفء يشغل درجة وكيل إدارة، وأن إيمانه بالدولة والوظيفة ما هو إلا لكونه شخصا وحيدا متعاليا على الضعف البشري، نصيبه من الدنيا حجرة عارية (وهذا مجاز عن قدرية الباغية نصف الزنجية) ودرجة وكيل إدارة. لذلك فرح عثمان بيومي حينما اشترى قبرا وتزوج قدرية، فقد صار صاحب أسرة ومالك قبر، مبتهجا بأن قبره تدخله أشعة الشمس وليس قبرا من قبور الصدقات التي تختلط بها عظام الموتى كحال والديه.
فقد وصله خبر ترقيته إلى مدير عام بينما هو على فراش الموت، لديه زوجة تعيسة مدمنة وزوجة أخرى موظفة صغيرة طامعة، ولم يستطع أن يتزوج مبكرا وينجب طفلا يحمل نسله ويحمله مع الحياة الحقيقة، فهذه النهاية كانت رحلة كشف بأن ما أضاع حياته فيه لم يكن سوى وهم القدسية للوظيفة الحكومية، ولكن من محاسن المصادفات أن القبر الجديد قد حاز رضاه تحت ضوء الشمس.
Oct 21, 2021 Dec 1, 2021
جامعة مصرية تمنح الدكتوراه لباحث متوفِ !
وفي التفاصيل، منحت كلية الآداب في جامعة المنيا، الباحث أحمد رأفت خليفة، درجة الدكتوراه الاعتبارية تقديرا لجهوده في رسالته قبل الوفاة، بعد مرور 3 سنوات على وفاته.
وقررت إدارة الدراسات العليا بالكلية منحه درجة الدكتوراه الاعتبارية تنفيذا لتوصيات اللجنة في 2018، التي أوصت بمنح الباحث درجة الدكتوراه في الآداب.
المصدر: "الوطن"
*
الإنسان تحرر بفضل التكنولوجيا من الجهل والعبودية، لكنها أوقعته في عبودية من نوع آخر هي "عبودية التقنية".
عصر التكنولوجيات الحديثة ذات الجودة والكفاءة العالية. كان الهدف من ابتداع الإنسان لهذه الوسائط بغية تيسير حياته وإحكام سيطرته عليها، لتضحي اليوم هي من تسيطر علينا وتثير فينا الكثير من الالتباس. رغم ذلك تبقى الوسائط التكنولوجية ضرورة ملحة لا يمكننا العيش بمعزل عنها.
“عبودية التقنية ” التي اقتحمت أدق تفاصيل حياتنا مما أثر على سلوكياتنا. فرضت التكنولوجيا واقعا جديدا انعكس على حياتنا وبالتالي على الفن، فهناك من يرى أن القيم الجمالية قد تهاوت أمام الثورة التكنولوجية، بينما ترى فئة أخرى أن التكنولوجيا أوجدت مفاهيم وتقنيات جمالية جديدة،
مستقبل البشرية في ظل الهيمنة الرقمية. عالم شجاع جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق