«أنا بدأت من الصفر»!. يا إلهي، حتّى الصّفر الذي بحوزة الفقراء، يريد أن يستحوذَ عليه بعض الأغنياء!.
الصورة التي يعطيها لك عن الثراء ليست كاملة، وغير دقيقة، وأحياناً.. كاذبة!.
لا عيبَ إطلاقاً في أن يكون الشخص ناجحاً نتيجة عُزوةٍ كبيرة، ودعمِ أموال وفيرة، وظروفٍ اجتماعية سانحة لم تتوافر لغيره، بارك الله له.. العيب هو أن يحاول إخفاء كلّ تلك العوامل المُهمة في نجاحه، ويُرجعه إلى عصاميّته وجهده الشخصي ومواهبه الفذّة، فحسب.
العمل (16) ساعة يومياً لا يجعلك غنيّاً.. المثابرةُ والجهد وحدهما لا يجعلانك ناجحاً.. الذكاء وحده لا ينفعك، لا بد من أجل ذلك أن تكون واقعياً ومطّلعاً، ولديك عوامل نفسيةٍ وعائليةٍ واقتصاديةٍ واجتماعية، ثم تساعدك الفُرص السانحة.
- ينبغي على بعض الوجهاء والمتنفّذين والأغنياء، أن يشكروا الظّروف الوراثية والحُظوظ الاجتماعية التي أفرزتهم ودعمتهم، فمشاركتُهم الشّخصية في تحقيق نجاحاتهم ليست سوى مشاركة متواضعة جدّاً، إنّهم يُنظِّرون على غيرهم بمثاليّات عالية، وهم أنفسُهم يتبعون الواقعيّة العمليّة الواطئة!.
إنّهم يركّزون على النوادر ممّن نجحوا وبرزوا وأبدعوا، على سبيل التحفيز والقدوة، لكنّهم يتجاهلون قصص ملايين البشر ممن عانوا واجتهدوا ولم تحالفهم الظروف، ووقعوا ضحيةَ لظلمٍ ما، أو فساد أو مُحاباة، ولم تساعدهم الحظوظ المواتية.. وهم الأغلبية!.
بعضُهم يلجأ لأسلوبٍ قبيح، بتحميلِ أسباب الفشل على الفاشلين أنفسِهم، وربطِ فقر الشخص بانخفاضِ مستواه العقلي، وضعفِ مثابرته وكفاءته، مُتجاهلاً في الوقت نفسه منظومةَ العدالة الاجتماعية وتعادلَ الفرص، وارتباطَ الفقر والفشل بعوامل اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وسياسيةٍ مهمّة أخرى.
- يقول (دوستويفسكي) في روايته الشهيرة «الفقراء»: «يجب أن أقول أيضًا إنّ الأغنياء لا يحبون أبدًا أن يشكوا الفقراء حظّهم جهارًا. ويظهر أنّ هذا يُؤذيهم ويُزعجهم. والبؤس مزعجٌ دائمًا على كلّ حال. كأنّ أنّات الفقراء تُقلق نوم الأغنياء».
*
العقلية الصحيحة والتفكير السليم في الثراء.
عقلية المليونير الحقيقي هو ثقافة الاستهلاك الواعية، أي إنه لا يشتري إلا ما يريد حقًّا شراءه، ويشتريه بأرخص سعر ممكن، مبيّنًا أن الادخار وتجنب الديون والتحكم في دوافع الإنفاق هي بعض من الخطوات التي تدفع الشخص إلى امتلاك عقلية المليونير الحقيقي.
التوقف عن تناول الطعام في الخارج، أو شرب القهوة في المقهى، أو إلغاء بعض الاشتراكات في المواقع الترفيهية مثل "نتفليكس" و"سبوتيفاي".
*
السياسة وسيلة للثراء لا الخدمة
لكن لهذا المال، خطورة، اذا أصبح غاية، لا وسيلة، وقد يؤدي الى المحاباة للجهات المانحة التي يمكنها حتى شراء أصوات الناخبين.
ومن أكبر التهديدات للديمقراطية، هي تلك الأموال التي تتدفق على الأحزاب، بصورة منفلتة.
وفي العالم الثالث تبرز خطورة المال السياسي على تشكيل الخرائط السياسية والحكومات، اذ يسود في الغالب الافتقار إلى المعلومات حول مقدار الأموال التي تمول اللاعبين، وهذا يقوض الثقة في الدولة، ويفسح المجال لانتهاك الموارد العامة، وقبول الاختراق الخارجي.
في بعض الدول، يهيمن الحزب الحاكم على موارد الدولة ويستغلها للترويج لبرامجه،
أحزابا، تقود الوزارات، تستخدم موارد هذه المؤسسات الحكومية لاجل تمويل نفسها واغراء أنصارها.
امتيازات السياسيين في البلدان العريقة ديمقراطيا، اذ لم تسجّل عليهم فعاليات تمويل مشبوهة، ومن ذلك ان 44 رئيسًا أمريكيًا، لم يصبحوا اغنياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق