الأغنياء يعيشون مجانا.. والبخلاء سعداء جدا رغم أنفنا
كلما زادت أموالك، انخفضت تكلفة نفقاتك وربما تصل إلى صفر، أنها الحقيقة التي يعترف بها الأغنياء أنفسهم، إنهم يتلقون الهدايا والعروض والامتيازات والتخفيضات لكل السلع والخدمات تقريبا، لمجرد أنهم الأغنياء، وعندما يستخدمون السلعة أو الخدمة يتمتعون بها مجانا نظير ذلك، وبطيب خاطر من أصحابها،
أكثر من يشتري بأقل الأسعار هم الأغنياء الذين لديهم قوة مالية شرائية في أي وقت، فتجد الفرص تأتي إليهم بسهولة، ليس فقط لتوفر السيولة المالية لديهم، ولكن لأنهم لا يحتاجون إلى البائع بقدر حاجة البائع إليهم، والحكاية ليست شطارة أو ذكاء فقط، ولكنها أحيانا وراثة وحظ بلا أسباب
كيف تسألون وأنتم تعرفون أنى بخيل استمتع فقط بما أملك وليس بما أنفق؟
عرفت رجلا ظل في السعودية لمدة تزيد عن 40 سنة، سافر إلى هناك لأنه كان مدانا بـ 40 جنيها فقط، وهو الآن يعمل ليل نهار رغم بلوغه السبعين من العمر، لكي يوفر تكاليف “النجارة” لعمارته الثالثة، فقلت له لماذا لا تكتفي بذلك وتعود إلى مصر تستمع بما لديك خاصة وأنك على المعاش الآن؟ فظل يصف لي جمال وحلاوة المنظر عندما ينظر إلى عمارته وهو يقف على الجانب الآخر من الطريق، أنها كذا وكذا، هل هناك سعادة أفضل من ذلك؟
رغم إشفاقي عليه وعلى حياته من وجهة نظري، إلا أنني رأيت سعادة حقيقية على وجهه وفي كلماته، وتأكدت أنه يفهم جيدا، ما نقوله على أمثاله، وكيف يحرمون أنفسهم من كل متع الدنيا لزيادة أملاكهم، كل كلمة ونظرة على وجهه كانت تقول، إنها سعادتي في امتلاك الأشياء، بصرف النظر عما سيحدث بعد وفاتي.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق