الأربعاء، 2 أكتوبر 2024

الدولة العربية القوية والضعيفة 2019

  نموذج الدولة العربيَّة الحديثة التي تمثلت في قِيَم العلمنة ومبدأ الاستبداد وتأميم الدين والسيطرة على المجتمع وأشكال التعبير التحرريَّة في ظِلِّ هندسة هشة لديمقراطيَّة شكليَّة ودولة مركزيَّة مهيمنة.

، لا يُمكِن فصل العنف الديني عن العنف العلماني والعنف الإمبريالي وعنف الدولة الاستبداديَّة.

انسدادًا في الحياة السياسيَّة وضيَّق فرص المشاركة وإمكانات المنافسة وهوامش الحريَّات، انتعش خطاب العدميَّة والإحباط السياسي وفتحت أبواب التطرُّف الديني والسياسي المُوَلِّد للعنف المادي، وهو ما يَجُرُّ إلى استقطاب هوياتي وطائفي.

 توطين ثقافة الإيمان بالتنوُّع والاختلاف  واحترام الآخر والتمكين للتعايش في مناخ مِن الاعتراف المُتبادَل والعدالة الاجتماعيَّة، وهو ما يَحتاج إلى تحوُّل مِن نموذج “الدولة ضد الأمَّة” إلى نموذج “الدولة في خدمة الأمَّة” ومجاوزة مأزق الدولة الرخوة/الفاشلة أو الدولة البوليسيَّة/القمعيَّة لتجنب فوضى الانهيار والطائفيَّة والتقسيم.

اجتاتحت العلمانيَّة المتطرِّفة كثيرًا مِن الدول العربيَّة، ومع بداية التسعينيَّات بَرزت أصوات تتحدَّث عن التحوُّل مِن مرحلة العلمانيَّة إلى مرحلة “ما بعد العلمانيَّة” وانبعاث عصر التعدديَّة، وهو ما يقتضي تنقية العلمانيَّة مِن شوائبها بوصفها مسارًا مهمًّا نحو الديمقراطيَّة والحداثة. ومِن هنا يتساءل الباحث “ساري حنفي” حول الشكل المناسب لعلمنة الدولة العربيَّة، قويَّة كانت أم ضعيفة

تشارلز تايلر

 إعادة اكتشاف الحداثة بتحريرها مِن الصيغة الواحديَّة ومِن العقلانيَّة المتحرِّرة مِن الالتزام، وانتقاد التجانس الليبرالي للحقوق الذي يَحدُّ مِن إدراك الهويَّات، والدفاع عن النظام المشجِّع لتعدُّد الثقافات، وهو ما يَسمح باحترام النخب الثقافيَّة المختلفة لبعضها البعض، فالدياني له مخيال اجتماعي يَعود إلى فهمه للدين والعلماني له مخيال آخر مربوط بفهمه للمجتمع والعالم.

ميف كوك

 المجتمع ما بعد العلماني هو المجتمع الذي يُشجِّع التفكير العلمي غير الاستبدادي بينما تتفاعل الآراء والأيديولوجيَّات المختلفة.

إمكانيَّة للعلمنة في العالم العربي بعد ظهور أجواء مواتية لنشوء حركات إسلاميَّة جديدة تدفع أو تتعايش مع سياقات علمنة متدرجة، ولكن هذه الإمكانيَّة مرتبطة بما بين أنماط التديُّن (المؤسَّسَاتي والإحيائي وتديُّن الحركات الإسلاميَّة الجديدة أو “ما بعد الإسلامي” والتديُّن الشعبي أو الصوفي) وأنماط العلمنة (العلمانيَّة المؤمنة والرخوة والصوريَّة والعلمانيَّة الجزئيَّة أو الأخلاقيَّة أو الإنسانيَّة) مِن علاقة جدليَّة.

أقرب أنماط التديُّن إلى ممارسة الديمقراطيَّة هو نمط “ما بعد الإسلامي” الذي تمثله حركة النهضة في تونس، حيث يُؤمن هذا النمط بخطاب تعددي مُسلَّح بعقل عملي غير استبدادي ويتواجد في المجال العام.

 30‏/03‏/2024 خليل العناني

*

الدولة المستورده عنوان كتاب مع كتاب صحوة المحكومين 

 جرت مركزة الدولة وبناء نظمها الإدارية ورسم حدودها الترابية في ظلّ الاستعمار من دون أن تنشأ مواطنة مع تأسيس الدولة، فالدولة كانت أجنبيةً بأكثر من معنى، وكانت الدولة الحديثة المتدخّلة في حياة الناس كائناً غير مألوف، وهكذا ورثت مرحلة الاستقلال دولةً مركزيةً من دون مواطنة، ما عدا المواطنة الشكلية، أي مُجرَّد التبعية للدولة، المتمثّلة في الجنسية

لاحظ بشارة أنّ الشعوب العربية لا تحتفل غالباً بيوم الاستقلال، ولا يُنشَد النشيد الوطني في المناسبات، وغالبية الناس لا تحفظه عن ظهر قلب 

في حالة هشاشة الدولة، ووجود شروخ اجتماعية عميقة تخترق حتّى جهاز الدولة، وضعف المواطنة، بوصفها عضويةً في الدولة تترتّب منها حقوق وواجبات، وضعف الهُويَّة الوطنية، في مقابل تسييس انتماءاتٍ إلى جماعاتٍ تحت وطنية، وضعف أجهزة الدولة أمنياً، يُفضَّل أن يكون السعي لتغيير النظام بالإصلاح تدريجياً، لأنّ إطاحة النظام كلّياً بالثورة، أو بالحرب من الخارج، قد تُؤدّي إلى تضعضع جهاز الدولة، وتحوّل الصراعات عليها حروباً أهليةً.

*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق