- بارمنديس رأى أن التغير غير ممكن لأن الوجود يجب أن يكون ثابتًا ولا يمكن أن ينبثق من العدم.
- أرسطو قال إن التغير لا يعني الانتقال من اللاوجود إلى الوجود، بل هو انتقال من الإمكان إلى الفعل. ما يعني أن الأشياء يمكن أن تتغير دون أن تتناقض مع مفهوم الوجود.
التغير ليس تحولًا من العدم إلى الوجود، بل هو تحول شيء موجود بالفعل (في حالة الإمكان) إلى حالته الفعلية. هذا التحليل فتح المجال لفهم أعمق للتغير والحركة دون الوقوع في التناقض الذي طرحه بارمنديس.
*
القضايا المتعلقة بالماضي أو الحاضر. في هذا السياق، أرسطو قال إنه لا يمكن القول إن الجملة "سيحدث
معركة بحرية غدًا" إما صادقة أو كاذبة الآن، لأنها تتعلق بأمر لم يحدث بعد.
يفتح المجال للتفكير في القضايا غير المحددة والتعامل معها بطريقة تختلف عن التعامل مع الحقائق الثابتة. أرسطو، بهذا الاستثناء، أتاح لنا التفكير في الاحتمالات والمستقبل بطريقة أقل حتمية،
*
أفلاطون يركز على فكرة المثل، حيث أن الحقيقة والوجود الحقيقيين هما في عالم المثل المثالي المفصول عن العالم الحسي، أرسطو أخذ منحى مختلفًا وربط الوجود بالواقع المادي والمفهومات الحسية.
عند أرسطو، الوجود ليس جوهراً منفصلاً أو فكرة مجردة كما هو الحال عند أفلاطون، بل هو علاقة تربط بين الجوهر (الشيء) والصفات التي يحملها. بمعنى آخر، الوجود هو علاقة الحمل: فالشيء موجود لأنه يحمل صفات معينة أو يرتبط بصفات معينة.
اللاوجود عند أرسطو ليس مجرد غياب الشيء في ذاته، بل هو غياب الصفات أو انعدام الحمل. إذا كانت الوردة ليست حمراء، فهذا يعني أن اللاوجود (في هذا السياق) هو انعدام الصفة التي كانت تعبر عن وجود الشيء في الحالة السابقة.
اللاوجود هنا يعني انعدام الصفة أو انفصال الجوهر عن صفة معينة.
فلسفة هيرقليطس: العالم في تغير دائم، وهذا يمكن فهمه عند أرسطو من خلال فكرة أن الأشياء يمكن أن تحتفظ بجوهرها بينما تتغير صفاتها.
فلسفة بارمنديس: الوجود هو الثبات المطلق، ولكن أرسطو يوضح أن الجوهر قد يكون ثابتًا، في حين أن الصفات يمكن أن تتغير، مما يعني أنه لا تناقض بين الثبات والتغير.
- عند أرسطو، الجوهر هو الشيء الأساسي (مثل الوردة) الذي يحتفظ بوجوده، في حين أن الصفات (مثل الحمراء) يمكن أن تتغير. وجود الأشياء ليس مرتبطًا فقط بجوهرها (كما كان عند بارمنديس) ولا بصفاتها فقط (كما قد يُفهم عند هيرقليطس)، بل هو نتيجة علاقة الحمل بين الجوهر والصفات.
هذه وردة ليست حمراء" يعني أن الجوهر فقد تلك الصفة، وبالتالي هو في حالة من اللاوجود الجزئي أو انعدام حمل الصفة.
القوة والفعل الارسطي وفقًا لأرسطو، علاقة الكلي بالجزئي يمكن فهمها من خلال مفهوم القوة بالفعل، حيث أن الكلي يمثل الإمكانية أو القوة، بينما الجزئي يمثل تحقق هذه الإمكانية في الواقع بالفعل. وهذا يعني أن الصفات التي تنطبق على الكلي في الحمل المنطقي (مثل الفناء) تتحقق في الواقع كصفات تحمل على الأفراد الجزئيين (مثل موت فرد معين).
أرسطو يتجاوز مشكلة كلية الحدود في الحمل المنطقي وجزئية الحمل الأنطولوجي عن طريق تفسير كيف أن الإمكانات التي يعبر عنها الكلي تتحقق بالفعل في الجزئيات. وبالتالي، الحمل الأنطولوجي يصبح هو الفعل الذي يحقق الإمكانات المنطقية التي يعبر عنها الحمل المنطقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق