الجمعة، 24 أغسطس 2018

خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وسلطة الماضي

تأويل دينى سلبى للحديث الشريف الذى يقول: «خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
 فالتطور هو سُنَّة الحياة، والتقدم هو قانونها الذى يجعل من حاضر الغد أفضل من حاضر اليوم. وربما كان هذا هو المعنى الإيجابى للحديث الشريف الذى يقول: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»
على نحو يؤدى إلى التراكم الكمى والكيفى للمعرفة بوجه عام، وفى سياق صاعد من الانقطاعات المعرفية التى تتأسس بها أبنية الثورات العلمية التى لا تتوقف فى كل مجال، ولذلك بقدر ما تدفعنا ثقافة التقدم إلى الأمام، وإلى التفكير فى تحديات المستقبل، تدفعنا ثقافة التخلف إلى الماضى، فتصبح ثقافة ماضوية سلفية، صفاتها التقليد والاتباع، والسير على هدى نموذج جاهز من قبل.والمستقبل من منظور هذه الثقافة هو تكرار للماضى الذى كان موجودًا من قبل، ولا جديد تحت الشمس من منظور هذه الثقافة
 شيوع ثقافة التخلف على هذا النحو يقضى على روح التمرد فى الأمة، ويؤدى بها إلى الخنوع والاستسلام والتقليد لكل ما سبق، فردًا أو جماعة، زمنًا أو مكانًا، كيفيًّا أو كميًّا. وهو فهم يؤدى إلى إيقاف الحياة نفسها، وتدمير إمكان أن يغامر الإنسان فى ابتداع شيء جديد أو عالم جديد، فيظل بدل ذلك- أسير هذا الماضى الذى يشده إليه، والذى لا يرى سواه. واذهب إلى معارض الكتب العربية، فستجد أن أغلب ما فيها يتعلق بالتراث أو الماضى، ولا يتعلق بالمستقبل أو احتمالاته، وحتى ما يسمى «المستقبليات» أو علوم المستقبل، لا محل لها من الإعراب أو الوجود الفاعل فى ثقافتنا
ولذلك نبدو كما لو كُنّا خرجنا من سباق الحضارات واكتفينا بالبقاء محلك سِر نتأمل الصاعدين إلى الفضاء، والباحثين فى كيفية الحصول على ما لا نهاية له من أشكال المعارف الجديدة
فثقافة التخلف هى ثقافة إذعان، ونوع سلبى من الجبرية القدرية التى لا مكان فيها لحرية الفرد أو الجماعة. والتجريب الخلاق كالمغامرة الإبداعية، موصفان بالسلب فى هذه الثقافة التى يبدو إلى الآن- أنها لا تفنى ولا تتبدد. ولا سبيل إلى القضاء عليها إلا بإشاعة نقيضها، وهو ثقافة التقدم التى تستبدل النظر إلى المستقبل بالنظر إلى الماضى، والبحث فى تحديات المستقبل وليس التَّهوس بعبادة الأسلاف القدامى. فالتطور كالتجديد فى هذه الثقافة التى تستند إلى تأويل دينى اتباعى، غير عقلانى، بطريركى، ينفى حتى الاجتهاد المغاير فى تأويل محدث لمعنى الحديث « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»
فلا استقرار فى الأذهان ولا ثبات لأى معرفة، فالمعارف كلها تتجدد بتجدد علاقتنا بالحياة وعلاقتنا بالكون الذى نكتشف عامًا بعد عام ما يظل منه فى حاجة إلى الكشف، ولولا ذلك ما تسابقت الأمم المتقدمة فى الاهتمام بثقافة المستقبل والبحث فى وعوده وشروطه وتحدياته على السواء. فلابد أن يكون المستقبل دائمًا أفضل من الماضى
فلابد من دعم ثقافة التقدم؛ كى نواجه ثقافة التخلف المنتشرة فى عالمنا العربى من أقصاه إلى أقصاه. ومن المؤكد أن ذلك سوف ينتج صراعًا ثقافيًّا هائلًا، لكن ماذا نفعل وهذا قدرنا؟!، فضلًا عن أن هذا الصراع حادث بالفعل، 
تخريج مثقفين يجمعون إلى جانب تخصصاتهم- الوعى الثقافى العام الذى يجعل منهم مصابيح للتنوير والاستنارة فى مجتمعاتهم، فيسهمون فى تغيير الوعى الثقافى العام فى المجتمع بما اكتسبوه من علوم ومعارف وفنون، كى يرتقوا بهذا المجتمع من وِهاد الضرورة إلى آفاق الحرية، مستبدلين فى ذلك ثقافة التقدم بثقافة التخلف.
بسبب التقلص التدريجى لحرية البحث العلمى والتفكير، فضلًا عن تحول الجامعات المصرية إلى مخازن للأعداد الهائلة من الخريجين الذين لم يعد لهم معنى ولا حضور خلاق فى الحياة المصرية أو العربية.
وفقدت الجامعات المصرية ما كانت تمتلك من رموز كثيرة تبدأ من أمثال لطفى السيد وطه حسين والسنهورى ولا تنتهى عند أمثال على مصطفى مشرفة وسميرة موسى فى السلسلة التى تنتهى بأحمد زويل وفاروق الباز وأحمد مستجير.
 التخريب الذى حدث لوعى الإنسان المصرى الذى انحدر منذ السبعينيات إلى أن وصل إلى ما وصل إليه، الأمر الذى أدى إلى غياب الإتقان فى العمل والحرفية المهنية وأدى إلى رفض الاختلاف والتسامح وعدم الوعى بحرية التفكير والإبداع
الدكتور محمود زقزوق - شفاه الله وأعاده سالمًا إلى أزهره - وليس انتهاء بالدكتور سعد الدين الهلالى. وأذكر أن أهم كتابات تجديد الفكر الإسلامى، كتبها أمثال: طه حسين، والعقاد، ومحمد حسين هيكل وأمين الخولى فى دراساتهم الإسلامية، وذلك بالقدر الذى نجده عند الثوريين المعاصرين من أتباع ابن رشد، أو المعتزلة فى الأزهر الشريف

************* جابر عصفور
مقال ضده لانه تعي لتجسيد الانبياء وان الحجاب ليس من الاسلام والابداع بالنقد الديني
*****************

لا يزال المسلمون يعيشون على وهم أن الماضي خير من الحاضر والمستقبل، وأن نهضة الأمة تتوقف عند الأخذ من السلف الصالح، بالأحاديث المنسوبة إليهم ثم رفعها إلى النبي،

 أحاديث كثير منها يخالف النص القرآني والسلوك النبوي، ويستندون فيها إلى حديث يخالف الفطرة ويخالف منهج النبوة، ففي صحيحَي البخاري ومسلم، حديث منسوب إلى النبي يقول فيه: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، أي أن الثلاثمئة عام منذ بداية الدعوة الإسلامية هي الفترة التي يجب على المسلمين اتباعها، معتبرين أن القرن هو مئة عام، وأن خير القرون القرن الأول، ثم ضعفت الأمة قليلًا في القرن الثاني ثم في القرن الثالث، ومن ثَمَّ يتدهور الزمن بالمسلمين، وهو أمر ينافي التطور البشري وحدوث تقلبات اجتماعية
التاريخ الإسلامي نفسه يشهد على خلاف ذلك، فقد ازدهرت الحضارة الإسلامية بعد القرون الثلاثة،
 تقديس الماضي؛ لأنه مجرد ماضٍ، ثم تضفي القداسة عليه، وتعتبر إحياء الخلافة هو النموذج الأوحد لماضي النهضة والتفوق، وهو السبيل الوحيد للنهضة المعاصرة،

*************************
شيوخ السلفية.. سلطة الماضي على الحاضر

كانت الوسطية؛ هي طابع التدين في مصر عبر تاريخها، ولم تسمح يوماً للتشدّد بأن يتسرّب إلى سمتها الأصيلة في الاعتدال، لكن مع سفر العمالة المصرية إلى الخارج في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، بدأ التيار السلفي الوهابي ينتشر في مصر، ومع مطلع الثمانينيات، أصبح لهذا التيار أعلام ورموز، وغدت له دوائر ومدارس في المساجد، تعلّم قواعد ومنهج هذا التيار.

في تسعينيات القرن الماضي، حتى شقّت القنوات الفضائية السلفية طريقها إلى مصر والعالم العربي، وأصبح لشيوخ وأعلام الاتجاه السلفي قنوات فضائية تنشر أفكارهم، وتروّج لاتجاههم الديني، الذي يبدو متشدداً، على عكس المزاج المصري؛ وذلك في الأخذ بظاهر النصوص وظواهر الأحكام، مع قفل باب الاجتهاد أمام العقل البشري.

جدل التراث والحداثة
يحرص شيوخ السلفية حتى في خطابهم "المظهري" على التميز باسم الاقتداء بالسلف الصالح، من خلال سمت خاص في الملبس؛ هو الجلباب الأبيض، والشال الأبيض؛ باعتبار الأبيض هو رداء المسلمين المفضَّل في تاريخهم، فهو رداء أهل الجنة، والأبيض هو سمت الملائكة والشفافية، ويلتزمون باللّحى الكثيفة غير المشذَّبة، وإذا نظرنا إلى طريقة حياتهم؛ فهم يخرجون علينا بطلّتهم "الملائكية" عبر شاشات التلفزيون، التي أنتجها العصر، كي تصل إلينا رسالتهم، ويمكنهم التواصل مع الناس عبر الهاتف (العصري)، ويركبون السيارات الفارهة، بسائق خاص وسكرتيرة، ومنهم من يتجه للعلاج والاستشفاء في مستشفيات أوروبا "الكافرة"، وإذا ذهبوا إلى الأماكن والمنتديات فهم كنجوم السينما في تنقلاتهم، وفي أجور أحاديثهم في القنوات التلفزيونية، فهم ينعمون بكلّ ما أنتجته حضارة الغرب التي طالما يهاجمونها، كما أنهم يرتدون الجلباب الصينيّ، ويمسكون "المسبحة" الصينيّة، ويصلّون على السجادة الصينية، وهي البلد "الشيوعي الكافر"، من وجهة نظرهم، وكان عليهم أن يترفعوا عن استخدام منجزات الكفرة.
وبعد أن يمنحوا أنفسهم حقّ التمتع بمنجزات العصر، يتجهون إلى الترويج لهم ولأتباعهم؛ الرجال والنساء، بأنّ الأصل في الزواج التعدّد لا الإفراد؛ متذرعين بأن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته، رضي الله عنهم، كانوا يفعلون، ولا ضير لنا أن نسير على نهجهم..
وهنا نتساءل: هل هؤلاء الشيوخ الذين يعيشون في العصر من حيث استخدام وسائل العيش، ووسائل الرفاهية والعلاج يعيشون العصر برسالتهم ودعوتهم؟
الواقع؛ أنّ شيوخ السلفية، الذين يعيشون على كلّ مكتسبات العصر، تقوم دعواتهم على تكريس الماضي، بثقافته وفقهه، فهم يتمتعون بمعرفة واسعة بعلوم الحديث وروايته، وبالثقافة التقليدية القديمة إجمالاً، خاصّة المرويّات منها؛ فيجيدون حفظ الروايات وتلاوتها، ويقدّسون السلف الصالح، وكأنّ العلم الديني قد توقّف لديهم، وأنّ ليس على الخلف سوى الاتّباع والإذعان؛ لأنّ "الابتداع ضلالة، وكلّ ضلالة في النار"، وهم يتهربون من الاجتهاد فيما يخصّ وقائع عصرهم ومستجداته.
احتقار الحياة وتقديس الماضي
يميل شيوخ السلفية، في خطابهم الدعويّ، إلى ترغيب الناس في الآخرة والجنة، بديلاً عن الدنيا الفانية، وترهيبهم من النار، وضرورة الصبر على الظلم والمحن، وأنّ "لنا في رسول الله أسوة حسنة"، ويروّجون لأحكام الفقه القديم على أنّها أحكام ينبغي أن تسود عصرنا، بعد أن سادت عصرها، فما يزالون يرون صلاحية لفتوى ابن تيمية، وابن عبد الوهاب، وأنّها تصلح كي تحكمنا اليوم، فهم يعتقدون أنّ الرقّ مباح، وأنّ المسلمين إذا جاهدوا وانتصروا في الحروب، يمكنهم أن يتخذوا من النساء سبايا، وأنّه يمكن إرضاع الكبير، وفقاً لحديث منسوب لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ويردّدون أحكاماً قديمة من المدوّنة الفقهية التاريخية، التي لم تعد صالحة لزماننا الذي تطوّرت فيها البشرية عن ذي قبل، وأحدث البشر تقدماً في مجالاتها كافة، وهذا ما جعل الشباب ينفر منهم، وينفر من صورة الدين لديهم؛ بل اتخذهم بعض الشباب موضعاً للسخرية، وأدّى أداؤهم السيّئ إلى مروق الآلاف من الشباب من الدين.
إنّ محنة خطاب شيوخ السلفية، أنّه يعيش في الماضي، ويمنحه سلطة على الحاضر؛ لذا فالتاريخ العربي الإسلامي، برأيهم، لا يتقدم إلا بالعودة إلى الوراء، إلى السلف وما كانوا عليهم، وهذا أمر مخالف للسنن الكونية، ومخالف للتقدم وحركة البشر في التاريخ؛ لأنّهم أرادوا سجن الحاضر في عباءة الماضي، وسجن العقل البشري في إطار النصوص، ويأبى الحاضر أن يخضع لسجن الماضي، ويأبى الخلف أن يعيشوا في سجن السلف، ولهذا يتم حصار رموز هذا التيار كل يوم في المجال العام، بسبب جمودهم وتخلف دعوتهم عن احتياجات الحاضر ومتطلباته.
اختلال قيم المواطنة
كما أنّ شيوخ السلف يصدّرون لنا العديد من المشكلات؛ أهمها أنهم ما يزالون ينظرون إلى المغايرين لهم في الدين في الدولة المدنية على أنّهم أهل ذمّة، ويروّجون دوماً في خطاباتهم أنّ المسيحيين، وغيرهم من أصحاب الملل الأخرى، كفرة لا تنبغي موالاتهم، وهذا الخطاب يؤسس لعلاقة متوترة مع الآخر، ما يسهم في إحداث مشكلات بين متّبعي هذا الاتجاه، وأصحاب الملل الأخرى في مسألة التعايش.
ورغم جمود وماضوية دعوة شيوخ السلف، فإنّهم دائمو التعاون مع السلطة السياسية، أو على الأقل عدم الاصطدام معها؛ لأنّ من مبادئهم طاعة ولي الأمر، "ولو جلد ظهرك" فطاعته واجبة وإن كان ظالماً؛ وفي هذا السياق يعزفون في خطابهم الديني عن تناول مشكلات الناس الواقعية؛ من انتشار الظلم والفقر والعوز، وكلّ مشكلات الناس الاجتماعية، وترتكز دعوتهم على حراسة العقيدة وحراسة الأخلاق، ويروّجون للصبر على البلاء، حتى يخدّروا الناس ويصرفوهم عن مشكلات واقعهم.
يوماً بعد يوم أخذت تتراجع سطوتهم وتأثيرهم في الشباب والحياة الاجتماعية في الفترة الأخيرة، فسئم المجال العام من خطابهم، وأصبحت دعواتهم التقليدية؛ عن الرقّ، وسبي النساء، وإرضاع الكبير، مجالاً للسخرية في العالم الافتراضي؛ لأنّها كشفت للناس أنّهم يعيشون بأجسادهم في العصر بكلّ مكتسباته، لكنّهم يروّجون في دعوتهم للماضي بكل تاريخيته.
++++++++++++++++++++
احمد سالم 
كيف يمكن للفكر الديني أن يكون طريقاً للإصلاح والتغيير؟
لا يتجلّى حضور الدين في واقع الاجتماع البشري إلا عبر الفكر الديني، وذلك عبر تفسيرات العلماء والمفسرين، وذلك بحسب توجّه كلّ عالم أو فقيه، وبحسب البيئة والزمن اللذَين يعيش فيهما، فكلمات الله المقدسة لا تتجلّى على أرض البشري النسبي إلا بوساطة التفسير البشري النسبي للعلماء، ولذلك نحن لا نملك أن يكون سؤالنا: هل الدين طريق للجمود أم للإصلاح؟ لأنّ الدين لا يحضر بذاته، والله تعالى لا يفسر ولا يوظف كلماته في توجيه البشر، إنّما العلماء هم من يقومون بهذا الدور.
كيف يسهم الفكر الديني في الجمود؟
ويمكن القول: إنّ الفكر الديني يمكن أن يصبح طريقاً للجمود، والتثبيت لأوضاع المجتمع، والتسكين لألم البشر واغترابهم عن واقعهم الاجتماعي، فحين يوجه رجال الدين الفكر الديني إلى البعد الآخروي، فإنّهم يريدون تسكين الشعوب المؤمنة على آلامهم، والصبر على الظلم، وعدم تحقق العدل في المجتمع، وعدم رفضهم لنهب ثروات المجتمع من قلة تسيطر على مقدرات المجتمع، والصبر على الحرمان في الدنيا حتى يجازوا على ذلك في الآخرة، وقبول الأمر الواقع بكلّ ما فيه على أنّه قدر محتوم، وتوظيف الإيمان بالقدر توظيفاً سلبياً من أجل تحقيق الثبات والسكون في المجتمع، وتوسيع دائرة التحريم والتأثيم في حياة البشر.
وهنا نجد أنّ الفكر الديني يقوم بدور سلبي وهو ضبط حركة الأفراد، والسيطرة على أرواح البشر ليس من أجل التغيير والإصلاح، لكن من أجل الجمود والاستقرار؛ ولذا يكون الفكر الديني هو أداة الضبط الاجتماعي بالمعنى السلبي، وليس بالمعنى الإيجابي، وذلك بدعوى الحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه.
كما أنّ الفكر الديني الذي يسعى إلى الجمود والاستقرار السلبي تجده يتجه إلى الخوض في المشكلات الزائفة؛ فيكثر الخوض في الشعائر الإسلامية والطقوس الدينية، ويكثر الخوض في قضايا العبادات، ويهمش قضايا المعاملات، ويكثر الخوض في الحيض والنفاس ويهمش قضايا العدل والحرية وفقه الواقع، ويهتم بالمشكلات الزائفة؛ كقضية الحجاب، ونكاح البهيمة، وإرضاع الكبير، والفصل بين الجنسين، وذلك في ظلّ الترويج الموسع لفقه الحلال والحرام، وتوسيع دائرة التحريم من أجل إخضاع البشر لسلطتهم الروحية.
الفكر الديني والإصلاح
وفي المقابل؛ فإنّ الفكر الديني يكون سبيلاً للإصلاح والتغيير حين يوجه في مجمله إلى التركيز على شؤون الحياة الدنيا، ويخوض في أهمية تعزيز الإصلاح والتغيير في المجتمع؛ لأنّ الدين عبر الفكر الديني التقدمي لا بدّ من أن يهتمّ بقضايا العدالة والحرية، وأهمية معالجة ما يسهم في إصلاح أوضاع المجتمع إلى الأفضل، وإلى الدفع به إلى الأمام، فيربط الفكر الديني نفسه بمعالجة قضايا التنمية والعمل وقيمته الفاعلة في حياة البشر، وبيان أنّ رسالة الدين تدعو إلى أهمية استخلاف الإنسان في الأرض في العمران، مؤكدين على قول الرسول عليه السلام: "إذا جاء أحدكم الموت وفي يده فسيلة فليغرسها".
إنّ الخطاب الديني الفاعل لا يركز على أهمية الاحتياجات الروحية للإنسان فقط، بل يسعى إلى بيان أن حدوث تحرير للروح الإنسانية لا ينفصل عن ضرورة تحرير الاحتياجات الجسدية والمادية للإنسان؛ لأنّ الروح لا تنفصل عن الجسد، والمعنوي لا ينفصل عن المادي.
ومن ثم لا يجوز أن يقوم الخطاب الديني بدعوى التقليل من المادي والغريزي من أجل الروحي، فهذا خلط واضح يستخدمه الفكر الديني للتهرب من معالجة قضية الحرمان الإنساني وتسكينها، في الوقت الذي لا يمنح الأغنياء من ثرواتهم حقوقاً للفقراء، فالفكر الديني الفاعل لا ينبغي أن يبتعد عن احتياجات الناس الحقيقية، فلا يمكن أن يكون دور الفكر الديني في مجتمعات الفقر هو تسكين الناس والدعوة للصبر على العوز والحاجة، بل ينبغي أن يبثّ روح التكافل الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء، ويبثّ روح العطاء من قبل من يملك تجاه من لا يملك، والتركيز على ضرورة تحرير الإنسان من الفاقة والاحتياج؛ لأنّ المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
الفكر الديني الراغب في التغيير والإصلاح لا بدّ من أن يدفع بتفسيره للدين نحو الأرض؛ لأنّه رسالة السماء للأرض وهي رسالة إصلاح وتغيير، رسالة من أجل الإنسان في دنياه قبل آخرته؛ بل إنّ رسالة الدين للإنسان بالنسبة إلى الآخرة هي رسالة من أجل الدنيا؛ وذلك لأنّ عمل الإنسان هو الذي يحدّد مساره في الآخرة.
وينبغي أن يسعى الفكر الديني إلى تغيير المجتمع وإصلاحه، وألّا يركّز فقط على تعليم الطقوس والشعائر، بل يرى ضرورة أن تكون هذه الطقوس مؤثرة في حياة الإنسان، فالصلاة تنهى عن المنكر والفحشاء والبغي، والزكاة تكافل للفقراء، والصيام تطهير النفس، وإحساس بمعاناة الفقراء، ودعوة إلى التصدق على الفقراء ومشاركتهم، كما ينبغي أن يرسّخ الفكر الديني الفاعل القيم الأخلاقية والفضيلة لما لها من عائد فاعل في المجتمع، فسيادة الأمانة والصدق والإخلاص والعدل في التعاملات البشرية في حياتنا اليومية لها مردود إيجابي على حياتنا اليومية، وعلى الحياة المادية في التعاملات بين البشر، وذلك لأنّ منظومة الأخلاق لا يقتصر تأثيرها على البعد الروحي للإنسان؛ بل يمتد أثرها الفاعل على مجمل الحياة الاجتماعية للإنسان.
ويركّز الفكر الديني الفاعل على المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية، وهي: الحفاظ على النفس والدين والعقل والنسل والمال، فكلّ ما يسهم في الحفاظ على المقاصد الكبرى للشريعة التي هي الأصول المؤسسة للحياة الإنسانية، ينبغي أن يكون قصداً وهدفاً، ومن الضروري أن يهتم بما فيه مصلحة الإنسان في حياته الدنيا، فأينما كانت المصلحة كان شرع الله؛ لأنّ الشرع قد وضع مصالح العباد نصب عينيه.
يقوم الفكر الديني الفاعل والراغب في بناء الضمير الحي في وجدان الناس، وذلك لأنّ تمتّع الإنسان بضمير حيّ هو ما يجاوز ويفوق في تأثيره سلطة القانون على سلوكيات الناس وحياة الأفراد والمجتمع؛ فالضمير الحيّ يمنع من ارتكاب السلوكيات الخاطئة والمحرمة في السرّ والعلانية؛ لأنّه ضمير يخشى الله تعالى في كلّ الأحوال، ويكون الله تعالى حاضراً في حياة الإنسان في الأحوال.
إنّ الإسلام، كدين، يوصف بأنّه دين للجماعة، ودين يتداخل في حياة المجتمع، ولهذا كان من الضروري تطوير الفكر الديني المتعلق به بما يجعله ليس طريقاً للجمود والتخلف بل طريقاً للنهضة والتقدم، وأن يكون هذا الفكر دافعاً للمجتمع للتقدم، وليس معيقاً له، والأمر في النهاية يتوقف على طبيعة اجتهاد العلماء لتطوير هذا الفكر.



الأحد، 19 أغسطس 2018

التخطيط المالي الشخصي

سجّل مصروفاتك كلها
  • مصروفات طعام
  • مصروفات أقساط وفواتير
  • مصروفات مواصلات
  • مصروفات تعليم
  • مصروفات تسلية وترفيه
  • مصروفات طبية ثابتة
  • مصروفات طارئة
  •  أعد ترتيب أولوياتك في الميزانية
  • علي تطبيق الموبيل
  • ما الذي أحتاجه فعلا ولا أستطيع العيش بدونه؟ الحاجيات
  • ما الذي أريده وأتمناه؟ رفاهيات
  • ما الذي أحتاجه ولكني أستطيع العيش بدونه وأريده وهو ليس برفاهية؟ ضرورات
  • ستكون مصروفات التعليم والطعام والمصروفات الطبية –على سبيل المثال- من الضرورات، أما مصروفات التسلية والترفيه من الرفاهيات.عليك هنا أن تعود للميزانية المسجّلة السابقة وأن تسأل نفسك عن كل مبلغ دُفِع، وليس عن كل بند بشكل عام! فعلى سبيل المثال لا يصح أن تعتبر المصروفات الطبية كلها من الحاجيات إذا كانت زوجتك تشتري كريمات تجميل مثلا!
والآن وبعد أن فرزت بين ما يعتبر من الاحتياجات وما يعتبر من الرفاهيات وما يعتبر من الضرورات، احسب مجموع المصروف الشهري فيما يندرج تحت بندي الاحتياجات والضرورات فقط، دون الرفاهيات. ولا بد أن المجموع سيتساوى على أقل تقدير، ألا تظن ذلك؟

خفّض النفقات

 تسأل نفسك إن كان يمكنك أن تقلل تكاليف الاحتياجات والضرورات؟ وستجد أن كثيراً من التكاليف المدفوعة فيما يخص الحاجات والضرورات يمكن أن تخفّض وتُختصر.

إنك –مثلا- تدفع مبلغاً معيناً للمواصلات في كل شهر، ألا تفكر في ركوب المواصلات العامة، وإذا كنت أصلا تركب المواصلات العامة لم لا تجرّب أن تذهب وتعود مشياً على الأقدام! ولا تحدثك نفسك بأنه لا وقت لديك، لأنك أثناء المشي ستستطيع القيام بالكثير من الأشياء، أولها التفكير والتأمل. وتذكر أنك إن أصبحت تمشي ساعتين يومياً ستحقق لجسدك وقلبك صحة أفضل، وبالتالي ستوفر يوماً ما زيارة طبيب أو ربما ستوفّر قيمة التسجيل في نادي رياضي!

ضع خطة جديدة للمصروف والتزم بها
-بعد ترتيب الأولويات وتخفيض النفقات- مقدار التكاليف الذي يحتاجه كل بند من الحاجيات والضرورات، احسب مجموعهما في نهاية كل شهر، ثم اطرحه من مجموع دخلك الشهري، ولا بد من أن يكون هناك متبقٍ من عملية الطرح. إن المتبقي سيكون هو الهامش الذي ستستطيع استعماله في مجال الرفاهيات، ومهما كان المبلغ صغيراً فلا بد أنك ستسعد به، لأنه موجود بين يديك، ليس ديْناً، ستستطيع أن تصرفه في الترفيه كما شئت، دون أن يعاودك شعور بالندم بعد صرفه.

ولكنك وإن أردت أن تسير على أرض ثابتة، عليك أن لا تصرف المبلغ المتبقي كاملاً على الرفاهيات، لأن الصحيح هو أن تسمح لنفسك بصرف نسبة منه فقط، ثلثه أو نصفه أو ثلثيه بأكثر الأحوال، وذلك من أجل أن تبقي مساحة للطوارئ.

بدأ بالادخار
إن من أهم الأهداف التي يجب أن تضعها أمامك دائماً هو ادخار المال. وهي الخطوة التي ستستطيع تطبيقها بمجرد ما تلتزم بمصاريف الحاجيات والضرورات والشيء المحدود من الرفاهيات. إن المدّخر من أموالك سيساعدك في عند الأزمات، وأيضاً في مصاريف الأبناء المستقبلية.
قيّم أداءك باستمرار
في نهاية كل شهر، وبعد كل موسم، أعد حساباتك وتأكد من ترتيب أولوياتك، وأعد تصنيفات المصروف. لا تحبط ولا تنزعج إن كان المصروف لا يزال غير منضبطاً، كن مرناً وأعد الخطوات السابقة الذكر بنظرة جديدة.
تدريب الابناء 
وإذا كنت تعطيهم مصروفاً يومياً فاجعل مصروفهم أسبوعياً. وإن كنت تعطيهم مصروفاً أسبوعياً فاجعل مصروفهم شهرياً. إن هذه المساحة الشخصية التي يحصل عليها الشخص مهما كان صغيراً سيجعله يتفهّم فوائد إدارة المصروف، ويجعله يحقق فائدة شخصية من التوفير.
إنك –وبعد تطبيق مبدأ إدارة المصروف- مع أفراد أسرتك، ستكتشفون جميعاً متعة الإدارة، وستستمعون بأن تقولوا “لا” لإغراءات التسوّق، لأنكم تعرفون ما تفعلون وما تقولون.
قد حرّرت أنفسكم من سوء إدارة المصروف أو ما سماه أهلنا الأوائل بـ قلة الحلة
فكيف نعيد البركة إلى بيوتنا
إذا نظرنا إلى تفاصيل حياتنا اليوم سنجدها قد افتقدت كثيراً من الجزئيّات التي كانت سبباً للبركة المتوافرة قديماً والتي كانت تجعل رغيف الخبز كافياً لعدد ليس قليلاً من أفراد عائلتنا الأولى
 لقد كانوا يؤدون حقوق الله وحقوق العباد كاملة، وكانوا لا يقبلون المال الحرام ولا يتهاونون بقرش فيه شك، وكانوا يخرجون مبكّرين لطلب رزقهم، وكانوا أخيراً يجتمعون على الطعام ويسمّون باسم الله في كل نشاطاتهم. إنهم استطاعوا الحصول على البركة التي لا تتحقق بكثرة المال ولا بزيادة ساعات العمل. إنها سر الرزق المبارك الذي يهبه الإله للبارين من عباده.
 ترتيب حياتك بناءاً على إدراكك لأهدافك وغاياتك الفعلية في الحياة.
 وقت فراغ أكثر بكثير مما يبدو. مثلاً الوقت الذي يتم هدره كل عام على المسلسلات والشبكات الاجتماعية يكفي لقراءة 200 كتاب متوسط الحجم.
نميل للإنفاق بإهمال على ما يبدو أنها مبالغ صغيرة، وننسى أن التسريب الصغير يمكنه إغراق سفينة مهما كانت كبيرة!
عاداتك المالية هي التي تحسم أمر مصيرك المالي على المدى البعيد.
الاقتراض يسعدك اليوم ويرهقك غداً. أما الادخار فيرهقك اليوم ويسعدك غداً!
الإدخار هو الرياضة التي ستساعدك كي تنجح في رحلة نجاحك المالي، لأنك لن تتمكن من تنمية مالك واستثماره إن لم تتمكن من السيطرة عليه من خلال الإدخار أولا.
قد تكون لديك بعض الطموحات المالية، ولكن قد تنقصها الدقة والتحديد والوضوح.

العيد
إن أفضل طريقة للتخلص من هذا العذر هو إدراك ما ستحصل عليه بالضبط مقابل إنفاق الأموال على الهدايا والزينة والطعام أو أي تقاليد أخرى. بمجرد أن تعترف أنك تحصل على شيء ما من الإسراف في الإنفاق على الهدايا أو الأعياد، ستتمكن من إيجاد طرق تمنحك نفس الشعور بدون إسراف. عندما تدرك أن الإنفاق الذي لا تتحمّله إمكانياتك هو تصرف غير حكيم، سيصبح من السهل إيجاد طرق إبداعية للاستمتاع بسحر الأعياد دون استهلاك الحد الأقصى لبطاقتك الائتمانية او الاضطرار للاقتراض.

الادخار

 المعضلة الحقيقية ليست في جهلهم بطرق الادخار وأساليب التوفير بل تكمن في الفوضى المالية التي يعيشونها وطغيان ثقافة الاستهلاك على حساب ثقافة الترشيد والادخار.

تذهب للسوبرماركت مرة كل أسبوع لاقتناء احتياجات الأسبوع الذي يلية لأن تواجدك اليومي في السوبرماركت سوف يضاعف فاتورة مشترياتك.

قم بإعداد قائمة بالأشياء التي ترغب بشرائها عندما تكون في حالة هدوء واسترخاء في المنزل. أو اجعل زوجتك تكتب لك الطلبات الاسبوعية في ورقة واحرص على اتباع ما في الورقة وعدم إضافة أي شيء من خارج هذه الورقة حتى إن أعجبك ! فما في الورقة هو ما تحتاج وما ليس بها لستَ محتاجاً له.

لا تحمل مالًا أكثر مما تحتاج إليه. إذا لم تمتلك المال الإضافي، لن تتمكن من إنفاقه. وعلى غرار ذلك، قم بسحب ميزانيتك الأسبوعية منن ماكينة الصراف الآلى مرة أسبوعيًا عوضًا عن ملء محفظتك بالمال كلما وجدتها فارغة.

إنه من غير المنطقي شراء أغلى ماركات الجوارب حيث أنها ستبلى بسرعة كغيرها. ومن ناحية أخرى، فإن إنفاق المزيد من المال لشراء زوجين من الأحذية التي تحمل ماركة أفضل يعد أمرًا محمودًا وذلك لأنها ستعيش لفترة أطول وستوفر لك المال على المدى البعيد.

تذكر بأن ارتفاع السعر لا يعني دائمًا ارتفاع الجودة. قم بالبحث عن الماركات الأكثر جودة عوضًا عن افتراض أن الخيار الأغلى ثمنًا هوو الأفضل. على غرار ذلك، انتظر حتى يكون هناك تخفيض على الغرض الذي ترغب بشرائه. وتذكر دائمًا ألا تستخدم الخصم كذريعة لشراء الأشياءء التي لا تحتاج إليها.


تفكروا 10 ثوانٍ لتجيب نفسك على الأسئلة التالية وإن لم تكن إجابتك “بنعم” على مجملها، فإن هذه إشارة قوية على ضرورة تجنّب صرف المال في هذا الشيء :

هل سأستخدم هذا الغرض بشكل متكرر؟ هل سأشرب كل هذا الحليب قبل أن يفسد؟ أيوجد لديّ شيء يمكنه أن يحل محل هذا الغرض؟
هل سيغير هذا الشيء حياتي إلى الأفضل؟ هل ستفوتني فرصة شراء هذا المنتج إن لم أشتريه الآن؟ لماذا أريد شراء هذا الغرض،  هل نفدد من البيت؟ أو أريد شراءه كهدية؟ أو هو لا يلزمني في الأصل؟

- هل يختلف مفهوم الكماليات باختلاف المكان والزمان ؟


أجل  بالتأكيد ، فالكثير من الأشياء التي كانت تعد قديما من قبيل الحاجات الكمالية  أصبحت اليوم  من الحاجات الأساسية .إن غسالة الملابس الكهربائية على سبيل المثال كانت تعد قديما من الكماليات حيث كان سائدا الغسيل اليدوي أما اليوم فتعد الغسالة الكهربائية بالنسبة لمعظم الناس حاجة أساسية.  وكذلك يختلف مفهوم الكماليات بحسب  المكان و البيئة التي يعيش فيها الإنسان .
ربما كان من الأفضل تقييم متطلباتك الواقعية (السفر إلى رحلات طويلة وأخذ عائلتك الكبيرة إلى متاجر ووضع سيارة في شوارع ضيقة وما إلى ذلك) ومع حساب كل هذا اختيار سيارة اقتصادية وآمنة.
كلما أكثرت من إعداد الطعام في المنزل، كلما كانت حالة ميزانيتك أفضل. طبعاً لا داعي للامتناع عن الذهاب إلى مطعم جيد من أجل احتفال بمناسبة ما، أو الخروج في نزهة مع اسرتك، ولكن إذا كنت قد عقدت العزم بوضع أهداف مالية
طموحة خلال هذا العام فطعام البيت سيعود بالنفع الكبير على محفظتك وصحتك أيضا.

الصفحة 2 في صرف الابناء واقف عند هذا المقال
*******************************

7 اهداف مالية للعام الجديد

  1. سداد الديون

    قد تمثل الديون والأقساط المستحقة عبء كبير على الراتب الشهري، خصوصاً وإن كانت تلك الديون ذات تكلفة عالية. لذلك يجب أن تجعل مهامة سداد إجمالي الديون من أهم أولوياتك خلال هذا العام. قم بتحديد إجمالي قيمة الديون المستحقة ومن ثم تخصيص جزء معقول من الراتب الشهري لسدادها على مدار الـ 12 شهر بحد أقصىى.
  2. ادخار ما لا يقل عن 15% من الراتب

    يعد الادخار أحد الوسائل المالية التي تساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم المالية المستقبلية والتخلص من الضغوط المالي الغير متوقعة. فلا يجب الاعتماد على الراتب الشهري لتحمل كل الأعباء المالية سواء كانت النفقات الشهرية أو معالجة أمور مالية طارئة. وبالتالي يفضل ادخار ما لا يقل عن 15% من الراتب الشهري من أجل تحقيق أهداف مالية أو تحمل نفقات غير متوقعة.
  3. زيادة الراتب الشهري

    إذا كان لديك وظيفة في الوقت الحالي، عليك أن تدرك مقدار لمنافسة في سوق العمل والخبرات والمهارات التي تحتاجها من أجل الارتقاء الوظيفي. فمع مرور الوقت عليك تطوير نفسك بما يتناسب مع نمو سوق العمل وطموعاتك العملية، فهذا لا يساعدك فقط في الحصول على منصب وظيفي أعلى وإنما يساهم في زيادة الدهل الشهري سواء بالحصول على المكافآت أو زيادة في الراتب.
  4. تحقيق دخل إضافي

    إن الحصول على دخل إضافي يساهم في تخفيف عبء الميزاية الشهرية على الراتب الشهري. وبالتالي يجب البحث عن وسيلة لتحقيق المزيد من الدخل الإضافي دون مخالفة القانون أو التعامل مع جهات مالية غير مرخصة. فمثلاً يمكنك استثمار ولو جزء بسيط من الراتب الشهري بما يحقق لك أرباح بشكل دوري مثل فتح حساب ادخاري ذو هامش ربح معقول.
  5. التخطيط للتقاعد

    إعداد خطة مالية للتقاعد والالتزام بها يمثل خطوة لتقليل حجم الالتزامات المالية العب المالي أثناء مرحلة التقاعد، وذلك بسبب كثرة النفقات المالية المتمثلة في الرعاية الصحية وأسلوب الحياة المتوقع بالإضافة إلى انخفاض مقدار الدخل الشهري. لذلك يفضل البدء فوراً في وضع خطة للتقاعد تكون واضحة الملامح والأهداف وتتناسب مع التطلعات والاحتياجات المالية للفرد خلال تلك الفترة.
  6. أنشاء صندوق الطوارئ

    هو عبارة عن تخصيص بعض المال لمعالجة المواقف المالية الغير متوقعة وتحتاج إلى سيولة نقدية عاجلة. حتى تتجنب الاستدانة أو اللجوء إلى تصفية استثماراتك. يفضل أن تكون قيمة الصندوق ما يعادل ثلاثة إلى ستة شهور من قيمة نفقاتك.
  7. ---------------------------
  8. توسيع مفهوم الرزق من المال الي سكينة الروح وصحة الجسد وصفاء القلب وسلامة الفكر 

*******************************

السبت، 4 أغسطس 2018

شخصيات مصرية

الدكتور على السمان

توقيع أول اتفاقية من نوعها بين الأزهر الشريف والفاتيكان، عام ١٩٩٨، وأما الثانى فهو توقيع اتفاقية مماثلة بين الأزهر أيضاً وكنيسة كانتربرى الإنجليزية.. وقد زارها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مؤخراً، وهناك ركز على قضية حوار الأديان، باعتبارها ضرورة، ثم وضعها فى إطارها الصحيح، عندما قال إن حوارا من هذا النوع لا يتعرض للعقائد، ويتوقف فقط عند المشترك بين الأديان!

وكان الدكتور السمان قد أصدر سيرة ذاتية عنوانها: أوراق عمرى.. من الملك إلى عبدالناصر والسادات.. وهى سيرة غنية جداً.. ورغم أنها تمتد لأكثر من ٥٠٠ صفحة، إلا أنه كان يعرف، فى تقديرى، أضعاف أضعاف ما قاله فيها، ولقد كتبها ولسان حاله يقول: ليس كل ما يُعرف يقال!
كان هو وراء اللقاء الشهير الذى انعقد ذات يوم، بين عبدالناصر وفيلسوف فرنسا الأكبر جان بول سارتر، ومعه سيمون دى بوفوار، فى بيت الرئيس فى منشية البكرى، وتفاصيله المثيرة موجودة مع غيرها فى الكتاب لمن يحب.. وكان قريباً إلى درجة لافتة من السادات، وكان يحيط نفسه فى بيته بمجموعة من الصور ترسم ملامح السيرة والمسيرة، ومن بينها صور فريدة له مع السادات.. وفى المرحلة السابقة لنصر أكتوبر كان مستشار الرئيس للإعلام الخارجى!

تحطيم الخرافات

يرمز مثلث برمودا إلى المنطقة الواقعة بين جزيرة برمودا وولاية فلوريدا الأمريكية وبورتوريكو، فى المحيط الأطلسى، وتبلغ مساحته 700 كيلو متر مربع.
وتوصل باحثون من جامعة ساوثهامبتون البريطانية إلى أن الكوارث التى سجلت فى المنطقة البحرية ناجمة عن موجات قوية يصل ارتفاعها إلى 30 مترا، أطلقوا عليها اسم «الموجات المارقة»، بحسب صحيفة «ميرور» وفيلم وثائقى جديد من 3 أجزاء أعدته هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى).
واكتشف العلماء وجود هذه الموجات القوية أول مرة سنة 1997، لكن الباحثين البريطانيين تحققوا بصورة أدق من النظرية عبر نموذج تجريبى.
صمم الباحثون نموذجا لسفينة «يو إس إس سايكلوبس»، وهى مركبة بحرية ضخمة اختفت فى مثلث برمودا سنة 1918 وكان على متنها أكثر من 300 شخص، وبعد تطوير النموذج فى المختبر، اختبر الباحثون تأثير «الأمواج المارقة» التى تمتاز بقوة كبيرة، فوجدوا أنها قادرة بالفعل على تدمير السفينة.
ووجد المتخصصون أن القدرات التدميرية للأمواج المارقة تفوق قدرات أى سفينة على احتمال مواجهة الظروف الجوية، بحيث لا يتطلب الأمر سوى ثوان لتختفى أى بارجة أو باخرة مهما بلغ حجمها تحت مياه المحيط إلى الأبد.
وأوضح الباحث فى شؤون المحيطات وعلوم الأرض، سيمون بوكسال، أن هذه المنطقة من المحيط الأطلسى قادرة على تسجيل 3 عواصف من مصادر مختلفة، ولذلك فهى تتيح الظروف المواتية لنشوء الأمواج المدمرة. وأكد أن هذا ينطبق أيضًا على مثلث برمودا، حيث يمكن أن تأتى العواصف من جميع الاتجاهات، مثل المكسيك، وخط الاستواء والمحيط الأطلسى شرقا، فإذا استطاعت كل موجة أن تصل إلى أكثر من 10 أمتار، فإن تزامنها يخلق موجة شريرة أو «غريبة» يمكن أن تكون أعلى من 30 مترًا.

وأضاف بوكسال أن الناس غالبا ما يتحدثون عن أنشطة مغناطيسية غريبة فوق مثلث برمودا، «ولكن لا صحة لذلك»، كما أشار إلى وجود نظرية أخرى تتعلق بجيوب غاز الميثان المتفجرة فى عمق البحار، بدعوى أنها بسبب بعض الاضطرابات يمكن أن تطفو نحو سطح الماء،